الشهيد العقيد محمد محمود حامد كشكو
عيسى عبد الحفيظ
الشهيد محمد محمود حامد كشكو من مواليد مدينة غزة بتاريخ 5/5/1955م، تربى وترعرع في أسرة وطنية مناضلة أنهى دراسته في مدرسة صفد الابتدائية والإعدادية في مدرسة هاشم بن عبد مناف، حيث اشترك وهو في سن صغيرة مع قوات التحرير الشعبية بداية سبعينيات القرن الماضي، ومن ثم انتقل بعدها إلى تنظيم حركة فتح، وأصبح أحد رموز العمل العسكري.
اعتقل محمد محمود كشكو من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي عام 1973م، وأودع السجن حيث تم الحكم عليه مدة اثنتي عشرة سنةً، وتم الافراج عنه في عام 1985م، خلال صفقة تحرير الأسرى. وخلال وجوده في السجن حصل على الثانوية العامة.
بعد خروجه من السجن عام 1985م، أعاد تكوين الجناح العسكري لحركة فتح واعتقل خلالها عدة مرات إدارياً، حيث شارك في الانتفاضة الأولى المباركة.
بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م، انضم إلى جهاز أمن الرئاسة قوات (17) وكان مشهوداً له بالقدوة الحسنة والنموذج الصادق.
انتسب إلى جامعة القدس المفتوحة وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية.
خلال انتفاضة الأقصى أعاد تشكيل الخلايا العسكرية لحركة فتح لواء العاصفة، وكان قائداً ومؤسساً لهذا اللواء.
شارك أبو كفاح في الكثير من العمليات النوعية العسكرية وبالتصدي للاجتياحات الإسرائيلية المتكررة على شعبنا وأرضنا والدفاع عن القرار الوطني المستقل.
لعب العقيد / أبو كفاح دوراً بارزاً في قيادة العمل العسكري بطريقة سرية لم يكشف النقاب عنها خاصة بالعمل العسكري.
استشهد العقيد أبو كفاح بتاريخ 24/9/2002م، خلال تصديه للاجتياح الإسرائيلي على حي الزيتون والشجاعية، والذي أسفر عن تدمير ثلاث دبابات ميركافاه ومقتل قائد الوحدة الصهيونية برتبة جنرال ميجر.
ترجل عن عمر ناهز السابعة والأربعين عاماً وهو في ريعان شبابه وقمة عمله النضالي، في معركة الحرية والكرامة في معركة الدفاع عن أهلنا في حي الزيتون والشجاعية، حيث كان الشهيد البطل العقيد محمد محمود كشكو (أبو كفاح) في الطليعة دائماً، بذلاً وعطاء وتضحية وفداء، لذا كانت دماؤه الطاهرة ودماء إخوانه الشهداء الزكية في ذلك اليوم نبراساً خالداً، كما كانت دمائهم الزكية لهيباً للنضال وناراً تؤجج الكفاح والجهاد في أعماق شعبنا المنتفض على سياسة الظلم والبطش والقتل والعدوان من جراء ارتكابه مجازره البشعة ضد الأبرياء من أبناء شعبنا المدنيين الأمنيين.
لقد كان الشهيد البطل نموذجاً ومثالاً للعطاء والالتزام والإخلاص لوطنه وشعبه وعمله وهو رجل عنيد مقدام، ناضل بصمت، كان كادراً من كوادر فتح الثورة، قتح الطريق نحو النصر والتحرير، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى.
لقد سجل الشهيد أروع ملاحم البطولة والفداء بالتصدي لدبابات العدو الصهيوني يوم الاجتياح.
لقد قضي الشهيد أبو كفاح جل حياته مدافعاً عن ارضنا المحتلة وحقوقنا المسلوبة، فتعرض لكافة اشكال القهر والعدوان، فاعتقل أكثر من مرة، وقضي سنوات طويلة من عمره داخل المعتقلات الإسرائيلية رافضاً الاستسلام أو الخضوع أو التسليم بواقع الاحتلال الهمجي.
إن شهداءنا هم رمز تضحياتنا وكفاحنا، نستذكرهم جميعاً، فهؤلاء هم الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية، ضحوا بارواحهم من اجل فلسطين وتحريرها.
رحم الله الشهيد البطل العقيد محمد محمود حامد كشكو (أبو كفاح) وأسكنه فسيح جناته.