"الصيف".. معاناة إضافية للأسرى داخل سجون الاحتلال
معن الريماوي
تتعمد حكومة الاحتلال التضييق على الأسرى داخل السجون، من خلال الممارسات القمعية، والاقتحامات المتتالية للغرف، والأقسام بين الحين والآخر، ولا تكتفي بذلك، بل تستغل فصل الصيف والحرارة الشديدة لقهر الأسرى وزيادة معاناتهم.
هذه الوسائل تتمثل بمصادرة المراوح، وعدم تركيب مكيفات داخل الغرف، الأمر الذي يزيد من قسوة المناخ على الأسرى، ويفاقم من معاناتهم، ويضيق عليهم، فالنوافذ ضيقة، ومجرى الهواء غير كافٍ، الأمر الذي ينعكس سلبا على صحتهم.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر إن أوضاع الأسرى تزداد سوءا في ظل هذه الأجواء شديدة الحرارة، حيث يعانون من رطوبة الجو، وسخونة الهواء، وسوء المناخ، إضافة الى الازدحام داخل الغرف.
وبين أن الأسرى داخل السجون الصحراوية يعانون أكثر مقارنة مع السجون الأخرى، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة التي تصل الى 50 درجة مئوية. مشيرًا الى أن الاجراءات الأخيرة التي اتخذها ما يسمى "الأمن الداخلي الاسرائيلي"، بسحب الانجازات من الأسرى، ومن ضمنها سحب التدفئة في الشتاء، والمراوح في فصل الصيف، زادت الأمر سوءا على الأسرى.
وأضاف "طالبنا دائما بتحسين شروط اعتقال الأسرى داخل السجون، وقابلنا أكثر من مرة قناصل دول أوروبية في فلسطين للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتحسين شروط حياة المعتقلين".
بدوره، أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن المعتقلات التي تم بناؤها حديثا، أو التي ورثها الاحتلال عن الانتداب البريطاني صممت لقهر الأسرى، وزيادة معاناتهم، من حيث المساحة، والإنارة، والتهوية.
وقال إنه في فصل الصيف تتضاعف معاناة الأسرى، فالنوافذ ضيقة، وتحيط بها 4 طبقات حديد، بالتالي فإن الهواء لا يدخل منها بشكل كاف. إضافة للحشرات التي تنتشر داخل الأقسام نتيجة الفضلات، ولا توجد معالجة.
وأكد أن إدارة مصلحة السجون تخلق بيئة محفزة للأمراض داخل السجون، لافتًا الى أن الأسرى يتعايشون مع الوضع رغم الصعوبات.
في هذا السياق، قال أمين عام اللجنة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان إن أسرى السجون الصحراوية يعانون من الحر الشديد، وتحديدا في سجني "جلبوع" والنقب، حيث ترتفع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، كما ترتفع معدلات الرطوبة فيها.
وتابع أن الأسرى يقومون برش الملابس بالماء ووضعها على رؤوسهم، وجباههم من أجل التخفيف من حدة درجات الحرارة العالية.
وأوضح أن اجراءات الاحتلال تأتي في ظل سحب الامتيازات من الحركة الأسيرة داخل السجون التي جاءت بعد سلسلة من الإضراب عن الطعام.
وطالب بضرورة التدخل الفوري لإدخال مستلزمات فصل الصيف، وأن تتحمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالضغط والتدخل لإدخال ما يلزم للأسرى، ومنع السياسات الانتقامية التي تمارس بحقهم، خاصة وأن هناك مئات المرضى منهم وارتفاع درجات الحرارة يؤثر بشكل سلبي على صحة الأسرى المرضى والأصحاء. مؤكدا توجيه مذكرة منذ أسبوعين للجنة بهذا الخصوص.
واوضح: "خاطبنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمفوض السامي لحقوق الانسان بمذكرات من أجل التدخل لدى الحكومة الاسرائيلية وادارة السجون، من أجل الاطلاع عن كثب على أوضاع أسرانا الصعبة والكارثية، والضغط من أجل القبول بإدخال المكيفات والمراوح، وما يلزم الأسرى في فصل الصيف، للتخفيف من هذه المعاناة المتزامنة مع سلسلة من الاجراءات الانتقامية وفرض الغرامات والعقوبات، كما أن هناك أسرى مضربين عن الطعام رفضا لسياسة الاعتقال الإداري".