بيروت: انطلاق الملتقى الشعبي العربي الثاني "متحدون ضد صفقة القرن"
انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الاحد، اعمال الملتقى الشعبي العربي "متحدون ضد صفقة القرن" والذي جاء بمبادرة من منظمة التحرير الفلسطينية للدعوة لعقد هذا اللقاء بتنظيم كل من المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي الاسلامي، مؤتمر الاحزاب العربية، مؤسسة القدس الدولية، اللقاء اليساري العربي، والجبهة العربية التقدمية وبمشاركة واسعة من وفود حزبية من مختلف الدول العربية اضافة الى مشاركة كافة الفصائل الفلسطينية.
وشارك في المؤتمر وفد من منظمة التحرير الفلسطينية ضم عضوي اللجنة التنفيذية عزام الاحمد وبسام الصالحي بدعوة من اللجنة التحضيرية التي نظمت المؤتمر.
والقى الاحمد باسم م.ت.ف الكلمة الافتتاحية لاعمال المؤتمر حيث اكد على ضرورة ان يخرج الملتقى بمواقف واضحة وحاسمة وبرنامج عمل جدي لمواجهة التحرك الامريكي الصهيوني الذي يهدف الى فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني والامة العربية تحت عنوان "صفقة القرن" والتي بدأت ملامحها تظهر منذ نهاية عام 2017 عندما اقدمت الادارة الامريكية على تجميد عمل مكتب م.ت.ف في واشنطن وتبعتها بنقل سفارتها الى القدس واعترافها بها عاصمة لاسرائيل.
واكد الاحمد ان القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في معركة تصادم ومواجهة مع التحرك الامريكي بكل قوة وبسالة مستمدة من الثوابت الوطنية الفلسطينية المستندة الى قوة الحق الفلسطيني وقرارات الشرعية الدولية التي تنكرت لها الولايات المتحدة رغم مشاركتها في اقرارها.
ولفت الاحمد انه وفور تجميد عمل مكتب المنظمة واعلان الادارة الامريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ونقل سفارتها اليها، قررت القيادة الفلسطينية قطع كل اشكال العلاقة السياسية مع الادارة الامريكية.
واشار الى توالي اجراءات الادارة الامريكية باتخاذ القرارات المعادية لشعبنا الفلسطيني من قطع المساعدات المالية بكل اشكالها حيث شملت المستشفيات وقطاع الصحة، ومساهمتها في موازنة منظمة الاونروا بهدف تصفيتها واعادة النظر في تعريف اللاجئين وتوطينهم في البلدان التي يقيمون فيها، واغلاق القنصلية الامريكية في القدس والتي افتتحت في مدينة القدس منذ عام 1844.
واضاف "واعقب ذلك الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان العربي السوري والاعلان عن حق اسرائيل بضم المستوطنات الاستعمارية التي اقامتها في الضفة الغربية."
وشدد ان هذه الاجراءات هي انتهاك فاضح لحقوق الشعب الفلسطيني في ارض وطنه واقامة دولته المستقلة والقدس عاصمتها والتي اصبحت عضوا مراقباً في الامم المتحدة منذ عام 2012.
وتابع الاحمد "ثم اعقب ذلك تنظيم ورشة اقتصادية في المنامة بمشاركة بعض الحكومات العربية ومقاطعة فلسطينية رسمية وشعبية شاملة ومعظم البلدان التي دعيت لحضورها، والتي كان من اهم اهدافها تجاوز مبادرة السلام العربية وتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال ، والتي اقرت في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 واعتمدتها كافة القمم العربية والاسلامية واخرها القمة الاسلامية التي عقدت مؤخراً في مكة والقمة العربية التي عقدت في تونس."
واكد ان هذه الورشة كانت تهدف في اطار خطة عمل امريكية لابتزاز الدول العربية بتحمل نفقات تصفية القضية الفلسطينية وانعاش الحلم الصهيوني باقامة " دولة اسرائيل الكبرى".
وشدد الاحمد على ان صلابة الموقف الفلسطيني ووحدته جعل الادارة الامريكية في حالة تخبط وارباك في الاعلان عن صفقة قرنها رسمياً رغم انها واضحة بكل بنوادها مما يؤكد انها ولدت ميتة وبصمود الشعب الفلسطيني وتصدي قيادته لها لم يبق منها الا اعلان وفاتها الرسمي ولا قيمة قانونية او سياسية لما نفذ من جانب واحد منها، وهو الجانب الامريكي الاسرائيلي ما دام شعبنا الفلسطيني يقول لا ويستمر نضاله بكل الاشكال التي تنسجم مع الواقع.
واعتبر ان الدعم العربي الشعبي والرسمي سيعزز قوة الموقف الفلسطيني ويمنع اي امكانية لتمرير خطة التحرك الامريكية الاسرائيلية.
واكد ان انهاء دعم ورعاية الانقسام في الساحة الفلسطينية وتلاحم الجهد العربي الفلسطيني مادياً وسياسياً لمواجهة التحرك الامريكي الصهيوني سيقضي عليه بوقت اسرع ويجنب شعبنا وامتنا المزيد من الخسائر ويجعلنا اكثر قدرة على تحقيق وتجسيد حريتنا واستقلالنا الوطني وتجسيد سيادة الدولة الفلسطينية وافشال كافة خطط التوطين للاجئين وحل قضيتهم وفق قرار الامم المتحدة رقم 194.
واضاف "لقد ان الاوان لكافة القوى الشعبية والاحزاب الوطنية والقومية ان تعيد النظر بطرق عملها لنعيد معاً للعمل الشعبي وهجه في الدفاع عن طموحات وتطلعات امتنا العربية في الحرية والتحرر والتقدم والديمقراطية، واستخدام ثرواتنا لمصالحنا العربية في التنمية والبناء ونضع حداً لمحاولات السيطرة عليها ووقف سرقتها من قبل الولايات المتحدة وغيرها والتي تستخدم جزء كبير منها في نشر روح الانقسام والطائفية بين ابناء البلد الواحد، واذكر هنا بمقوله بن غوريون " بأن قوة اسرائيل ليس في قنبلتها النووية وانما بتفتيت الكيانات الثلاث المحيطة بها، العراق وسوريا ومصر." فعن اي ربيع عربي يتحدثون؟"
وتمنى الاحمد النجاح لهذ الملتقى الشعبي العربي في مخرجاته وقراراته الجامعة الموحدة التي تنسجم مع الواقع، "وكلنا نجمع على رفض صفقة القرن ومتحدون في مواجهتها ومواجهة اعداء امتنا ، والحذر كل الحذر ان ننساق وراء مخططات اعدائنا."
وختم "ان وحدة اقطارنا ومنع تقسيمها وتوحيد جهود امتنا هي مصدر قوتنا ونجاحنا في استعادة حقوقنا، وان اي انقسام داخنا هو طريق اعدائنا لهزيمتنا، فكيف اذا كان هذا الانقسام برعاية ودعم اعداء شعبنا وامتنا ومشاركته المباشرة كما يجري الان في عدة دول عربية؟"
هذا وشهدت الجلسة الافتتاحية مداخلات من الوفود المشاركة اكدت رفضها لصفقة القرن وتمسكها ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وتأييدها للموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي المتصدي لكافة المحاولات الامريكية الاسرائيلية التي تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.
وفي نهاية اعمال الجلسة الختامية للملتقى تم اقرار مجموعة من التوصيات والقرارات، وتشكيل لجنة متابعة لتنفيذ ما تم اقراره لاستمرار التصدي لصفقة القرن بكل مكوناتها التي مرت او التي ستحاول الادارة الامريكية طرحها في المرحلة المقبلة.
وسيعقد رئيس المؤتمر خالد السفياني بمشاركة عدد من المشاركين مؤتمراً صحفياً بعد غد الثلاثاء لاعلان تلك القرارات.