مجزرة بور سعيد أسئلة لا تحتاج إلى إجابات ! - زياد صيدم
مرة أخرى سنكتب بصراحة وبلا مجاملة في أحداث مجزرة بور سعيد تلك المدينة التي اقترن اسمها بالعدوان الثلاثي على مصر ودحره بشجاعة وتلاحم أهلها مع الجيش المصري في تاريخ ناصع بالشرف والفداء والتضحية.. نعم سأكتب وقلمي ينزف دما ودمعا على ما حدث ولكني ككاتب يحترق على ما أصاب مصرنا الحبيبة من تخبط بعض من شبابها نتيجة تدخلات خارجية سافرة و حاقدة ففي كل ما جرى من قتل وترويع في ملعب كرة القدم من بلطجية مدفوعى الأجر تسلحوا بالخناجر والسواطير بنية مبيتة ولأهداف لن يعوا أو يستوعبوا فداحتها .. وهنا سأكرر ما قلته في مقال يخص مصرنا الحبيبة وكان بعنوان: المؤسسة العسكرية المصرية آخر الحصون بتاريخ 24/12/2011 حيث جاء فيه:
""... لا نجد مبررا لزج البسطاء في الشارع لخلق مزيدا من الفوضى وتراجعا في المسيرة الديمقراطية والحياة المدنية وشل مزيد من القطاعات الاقتصادية في البلاد فكله يصب في صالح الغوغاء والانفلات الأمني والتقهقر الاقتصادي للبلاد.. ومن هنا كان واجبا على كل الأقلام الشريفة أن تنتفض في مصر وخارجها لتثبيت الوعي الوطني والإدراك الذي غاب في عقول من يهرولون إلى الشارع لكن هذا قد لا يكون مجديا لطبيعة السذاجة السياسية لهم.. لهذا وجب أفراغ العقول الشاحنة لهم من مبرراتها الواهية أمام الجماهير المصرية بتعرية كاملة وصريحة لأهدافهم التي هي بعيدة كليا عن أهداف الثورة المصرية التي أتت أوكلها وتتقدم نحو إسدال الحياة المدنية وتأسيس نظام ديمقراطي في البلاد.. وهنا وجب التنويه إلى دور الإعلام المصري الشريف أن يكون منتصرا للوطن والوعي الوطني وان يبذل كل طاقاته لتعرية القيادات المختبئة من وراء الجماهير المغيبة عن الوعي والإدراك الوطني ومصالح البلاد والعباد إلا من لغة المصالح الفئوية الضيقة وحب الوصول إلى سدة الحكم بطرق ملتوية بعيدة عن صناديق الاقتراع وهذا يعرف بالبلطجة السياسية إن لم يكن هو بحد ذاته وهذه أيضا انتهازية حقيرة منبوذة تستغل ظروف البلاد لأهدافها الخاصة والضيقة للأسف الشديد..."" انتهى هنا ما نوهت له منذ أكثر من شهرين دون أن يجد أذان صاغية للأسف الشديد ؟.
لهذا كان واجبا وحتميا تكرار الحديث عن دور الإعلام المصري والشرفاء فيه بأنه وجب الآن وليس غدا تعرية من يقفون وراء التحريض المستمر وكشف رموزهم والمطالبة بمحاسبتهم حسب القانون والعدالة وما تمليه مصالح الوطن المهدورة دماء أبرياءه من الشباب المغيب عن الوعي الوطني والذي لا يقبله صاحب ضمير أو عروبى .
إن زعامات المافيا السياسية الجديدة والمستفيدة من الأحداث المتلاحقة بدء بثورة 25/يناير الشريفة والتي أطاحت بالنظام الفاسد الذي زاد الشعب فقرا وتخلفا وتراجعا لدور مصر العروبة بدأت الآن في صناعة الأحداث - وهنا الخطورة وتخطى الخطوط الحمر - للوصول إلى أهداف إقصاء الجيش في هذه المرحلة الخطيرة والانتقالية وبعد نجاح الانتخابات بشقيها التشريعي والشورى فوجدوا أنفسهم عراة على قارعة الطريق المؤدية إلى استقرار البلاد وتهيئها للانتخابات الرئاسية وهنا جنت شياطينهم من وراء البحار!! فبدأ التخطيط لصناعة الحدث الذي يفوق قدرات سذاجة وفهم الشباب المغيب عن الوعي لسهولة قيادته وتوجيهه فى غياب تام لحرص ونباهة الإعلام المصري للأسف الشديد فهو يروج لما تقوله مؤسسات التخريب الدولية بدل أن يلتفت إلى أين تتجه مصر وشعبها وبدل كشف الرموز وبأسمائها الحقيقية ؟!!..
إن زعامات المافيا السياسية المستجدة على الساحة تخال نفسها في مأمن وحصانة من مؤسسات التخريب الدولية ذات التمويل الصهيوني/ الأمريكي / الغربي المفضوح حيث بدأت تظهر في الميدان برموزها جهارا نهارا !! ودون اى خوف بل وبكل وقاحة وفجاجة تحتمي بالبلاطجة مستفيدة من تفشى البطالة بين الشباب العاطل عن العمل وزيادة الفقر في المجتمع المصري لسوء إدارة النظام السابق..و إلا فماذا يفسر هذا الجرم والقتل السافر والمدبر لتنتقل بعدها الحشود المغيبة عن الوعي الوطني تقودها رموز التخريب والدولار وثلل الحاقدين الممولين من الخارج بدء من 6/ ابريل وانتهاء بجماعات البرادعية !! إلى مجابهة الأمن والجيش بأسلحة الخرطوش بما يشبه حرب شوارع والطعن في شرعية القيادة العسكرية المؤقتة وحكومتها المدنية المؤقتة أيضا بدل المطالبة بإعدام الجناة من البلطجية والشبيحة ومن ثبت بالدليل والصورة عليهم الجرم المشهود؟!! سؤال لا يحتاج إلى إجابة فهي واضحة وضوح الشمس في سماء مصر الغالية والتي يريدون لها الكسوف كي تلعب في الميدان ضباع الليل تنهش ما تبقى من سيادة وكرامة مصر إن سقطت أخر الحصون فيها لا سمح الله وقدر.
إلى اللقاء