مشهد هوليوودي
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
لخصوم نتنياهو في اسرائيل أن يستخدموا مشهد هروبه ليلة امس الاول في اشدود بعد دوي صفارات الانذار، مثلما تريد حملاتهم الانتخابية، هم يعرفون، ويعرف نتنياهو أن الصواريخ التي اطلقت من غزة، وجعلت صفارات الانذار تدوي لم تكن لتصيب مقتلا (كعادتها الغالبة..!!) غير ان نتنياهو اراد على ما يبدو بهوسه السينمائي، مشهدا هوليووديا لتصب الصواريخ هذه في طاحونته الانتخابية..!! وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن المحصلة تقول إن هذه الصواريخ انتهت إلى أن تكون صواريخ انتخابية سواء لنتياهو، أو لخصومه من أحزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف...!!!
ما يلفت الانتباه أن رد نتنياهو على هذه الصواريخ، لم يكن بمستوى المشهد الهوليوودي، والحمد لله بطبيعة الحال أن غارات طائراته الحربية لم توقع اي ضحايا بين صفوف اهلنا في غزة، لكن هذا الرد يفضح ان مقامرة نتنياهو لم تكن دون ترتيبات مسبقة، ودون لاعبي "تفاهمات الهدوء" الذين اعلنوا ان هذه الصواريخ لا تخصهم (..!!) وفي هذا الاعلان ما يدعم وجهة نظر نتنياهو بشأن هذه التفاهمات، التي قال غير مرة إنها ستمنع قيام الدولة الفلسطينية، وهي تكرس انفصال قطاع غزة عن الضفة، وفي هذا ما يدعم الحملة الانتخابية لنتنياهو التي وصلت ذروتها العدوانية المتطرفة في اشدود، وهو يعلن انه في حال انتخابه مرة اخرى، فإنه سيفرض السيادة الاسرائيلية على غور الاردن، وشمال البحر الميت، وعدد من المستوطنات الجاثمة على الأرض الفلسطينية المحتلة...!! وبحكم أن هذا الاعلان، اعلان حرب بكل ما في الكلمة من معنى، فإن مشهد الهروب الهوليوودي كان على نحو ما، لشرعنة هذه الحرب العدوانية، وجعلها ضرورة أمنية وسيادية، وان نتنياهو هو صاحبها من اجل ان تكون..!!
وباختصار شديد لن يخدعنا مشهد هروب نتنياهو،سواء كان حقيقيا أم مفتعلا، فنحن نراه مشهدا سيستخدمه نتنياهو لتبرير حربه العدوانية المقبلة، ضد فلسطين ومشروعها التحرري، اذا ما اعيد انتخابه، وذهب لتنفيذ وعوده "السيادية" وكل هذا بطبيعة الحال ما يجعلنا ان نكون بكامل الجاهزية لمواجهة هذه الحرب العدوانية الاسرائيلية المتطرفة، بالوحدة الوطنية دون سواها أولا، وعلى حماس تحديدا ان تدرك اليوم قبل فوات الاوان، معنى وضرورة ان يكون قرار المواجهة هذا، قرارا وطنيا واحدا موحدا، ومعنى ان تكون هناك سلطة واحدة، وسلاح شرعي واحد، وقانون واحد، ودون ذلك فإن الانقسام البغيض، لن يخدم سوى حرب نتنياهو العدوانية، التي لن تستثني احدا فلسطينيا في المحصلة، نتنياهو راهن وما زال يراهن على الانقسام، لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، تدميرا شاملا؛ ليتسنى له ان يكون ملك اسرائيل الكبرى، وها أحمد بحر قد أعطاه صوته!!