حجر الرسالة السعودية
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة
أوضح ما نقرأ في الاتصال الهاتفي الهام والمطول، الذي كان بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس محمود عباس، مساء الخميس الماضي، اوضح ما نقرأ، هذه الرسالة التي ألقمت حجرا لأقاويل الخديعة الاسرائيلية، التي تروج للتطبيع، وان العربية السعودية لم تعد معنية بالقضية الفلسطينية، اكثر من كونها معنية بشؤونها الامنية، وعلى حساب فلسطين وقضيتها (....!!) ولا نشك ان العاهل السعودي تقصد هذه الرسالة، وعلى هذا النحو البليغ، وهو يؤكد "ان الاعلان الاسرائيلي بضم الاراضي الفلسطينية المحتلة، باطل ولاغ، ويمثل خرقا وانتهاكا للقانون الدولي، وان اي محاولة لفرض الامر الواقع على الشعب الفلسطيني، ستكون مرفوضة" وبكلمات لا تقبل اي تأويل ولا اي تحريف، اكد خادم الحرمين الشريفين للرئيس ابومازن " اننا نقف معكم، ونحن معا سنتجاوز هذه الازمة، بقيادتكم الحكيمة، والسعودية لم ولن تغير مواقفها الثابتة والمبدئية الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ". وللتاريخ فان العربية السعودية لم تحاول يوما ان تلعب دورا سلطويا في الساحة الفلسطينية، كما حاولته شعارات "قومية المعركة" لبعض الانظمة العربية والتي ارادت من خلال هذه الشعارات، مصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، بل والغاء الكيانية الفلسطينية، خدمة لمشروعاتها السلطوية القطرية، وبحكم هذه الحقيقة، وهذا الواقع، فان العربية السعودية ظلت وفيّة لمواقفها المبدئية الثابتة، تجاه القضية الفلسطينية، ناهيكم عن الدعم المالي الذي لم يتوقف يوما، حتى مع ضغوطات نعرف ويعرف الكل مصادرها..!! ولهذا اكد الرئيس ابو مازن لشقيقه الملك سلمان بن عبد العزيز خلال هذا الاتصال الهاتفي " أننا متأكدون من المواقف السعودية التي نعتز بها والتي تدعم صمود شعبنا على ارضه، وان شعبنا لن ينسى هذه المواقف، ولن ننسى أبدا موقفكم في قمة الظهران، التي سميت بقمة القدس ". ولسنا نشك ان اكثر المستائين من رسالة خادم الحرمين الشريفين هذه التي ألقم بها بذاك الحجر أقاويل الخديعة الاسرائيلية، هو رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يتبجح بهذه الاقاويل لمناسبة وبدونها..!! وثمة مستاؤون من جماعات الاخونجية الذين في بعض الفضائيات العربية لا همّ لهم سوى التشكيك بمواقف العربية السعودية، تجاه القضية الفلسطينية، والطعن بها باتهامات لا اساس لها من الصحة والحقيقة..!! ولعلها ليست مصادفة هذا الاعتداء السافر على منشآت نفطية سعودية بعد أقل من ثمان وأربعين ساعة على الاتصال الهاتفي الذي أكد فيه العاهل السعودي ما أكد من ثبات موقف العربية السعودية الداعم لفلسطين وقضيتها، كأن هذا الاعتداء تهديدا للمملكة أن لا تواصل هذا الموقف القومي الواضح والثابت..!! لكن المملكة العربية السعودية لثباتها على مواقفها المبدئية قادرة على الانتصار، وفلسطين شعبا وقيادة وعلى رأسها الرئيس أبو مازن تقف معها وإلى جانبها حتى تحقيق هذا الانتصار. "والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم.