توقعات بموسم مبشر من إنتاج زيت الزيتون
إيهاب الريماوي
يتوقع المختصون موسما مبشرا من إنتاج زيت الزيتون هذا العام مقارنة بالموسم الماضي، بعد هطول كميات وفيرة من الأمطار وتأخر موعد الإزهار والعقد، وأن يكون الأفضل منذ عام 2006 الذي سجل إنتاج 34 ألف طن من زيت الزيتون.
وتشير الأرقام المتوقعة إلى أن معاصر زيت الزيتون ستنتج ما بين 26 ألف طن إلى 28 ألف طن مقارنة بـ14700 طن العام الماضي، وهو الرقم الذي لم نصل له منذ 13 عاما.
ففي مواسم الانتاج الجيد تحتاج السوق المحلية ما بين 15 ألف طن إلى 17 ألف طن من الزيت، وهذا الرقم يصعد وينزل حسب القدرة الشرائية في السوق، وفي ظل الأزمة المالية الحالية فإن معدل الإقبال يمكن أن يقل عن ذلك.
وتصدر فلسطين سنويا ما بين 5 آلاف طن إلى 6 آلاف طن من زيت الزيتون، جزء كبير منها إلى دول الخليج العربي، ونحو ألف طن إلى الأردن، وتتكفل 16 شركة بتصدير الزيت إلى معظم دول العالم، لكن العام الماضي شهد تصدير 2500 طن، بسبب الانتاج المتدني.
ومع اقتراب بداية موسم القطاف يتوقع أن يتراوح سعر كيلو الزيت ما بين 22 شيقلا إلى 25 شيقلا.
وحسب مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة رامز عبيد، فإنه منذ أكثر من 12 عاما لم يتم استيراد غرام واحد من زيت الزيتون، لكن هناك محاولات لتهريب الزيت.
وزارة الزراعة كانت أعلنت الخامس عشر من الشهر المقبل موعدا لبدء قطف الزيتون في جميع المحافظات، والأول من تشرين الثاني/ نوفمبر موعدا لقطف الزيتون للصنف النبالي والـK18، والذي يوجد منه نحو مليون شجرة في محافظة الخليل.
وحذرت الوزارة من القطف المبكر لأن ذلك سيؤدي إلى انخفاض جودة الزيت وكذلك الكمية.
وحسب عبيد فإن القطف المبكر يعني أن ثمرة الزيتون ستكون غير ناضجة، وبالتالي يصعب استخراج الزيت منها خلال العصر، خاصة أن تجمع الزيت داخل الثمرة ينتهي في بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وتكون بحاجة إلى عدة أيام حتى يكتمل نضوجها.
وقال: "تعتمد نسبة الزيت في الزيتون على عناصر كثيرة، منها إن كان مرويا أو بعليا، كما أن الزيتون الموجود على ظهر التلة تكون نسبة السيولة فيه أعلى من المناطق المنخفضة، حيث تتعرض شجرة الزيتون لأشعة الشمس طوال النهار ما ينعكس طرديا على الإنتاج".
وأضاف عبيد ان معضلة القطف المبكر تؤدي إلى ارتفاع نسبة الفاقد من زيت الزيتون في "الجفت"، أي في مخلفات عملية العصر، إلى نحو 14%، أما المزارع الذي يقطف في الموعد المحدد فتكون نسبة الفاقد نحو 9%، وهذا الفارق يعني في مثل هذا الموسم خسارة 1500 طن، أي نحو 40 مليون شيقل.
وتحتل محافظة جنين المرتبة الأولى في انتاج زيت الزيتون، حيث تنتج 25% من الانتاج الوطني، وتأتي نابلس في المرتبة الثانية تليها رام الله والبيرة، ثم طولكرم، فسلفيت والخليل، وصولا إلى قلقيلية وبيت لحم، وأقلها محافظة القدس.
وعلى مستوى "حمل الزيتون" فتعتبر المناطق الغربية أكثر حملاً للزيتون، لكنه كان قليلا جدا في هذه المناطق العام الماضي بسبب آفة أوراق الزيتون، ومن المنتظر أن تعوض هذه المناطق خسارتها هذا الموسم.
وتعتبر الطريقة البدائية باستخدام الأيدي من أفضل الطرق في قطف ثمار الزيتون، غير أن عبيد لم يخف أن إدخال القطف الميكانيكي وفر الوقت والجهد في عملية القطف.
ويوجد في فلسطين 11 مليون شجرة زيتون، بينما تزرع سنويا ما بين 250—300 ألف شجرة.
وعن أبرز ما يميز الزيت الفلسطيني، قال عبيد إن شجرة الزيتون الفلسطينية تتميز بقدرتها على انتاج نسبة عالية من مادة "البولوفيات" وهي المادة التي نشعر بها من خلال الحرقة في الزيت أول العصر، حيث تشير دراسات إلى أنها تساعد على تقوية جهاز المناعة وتحمي من السرطان، لكن بعض الممارسات الخاطئة في عملية القطف والنقل والتخزين تقلل من نسبة وجود هذه المادة في الزيت.