الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

الفلسطينية سيدة الحضور والمكانة

كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"

لطالما تحير نص العاطفة، سواء بقصيدته أو بسرده، في وصف المرأة، كائنا وقيمة ومفهوما، وإن كان وبتوله شديد، جعلها أيقونة الحياة وجذوتها، فيما تلعثم نص العقل البراغماتي، بثقافته الذكورية خاصة، في تقدير دورها ومكانتها وقيمتها، بل لطالما تخابث في تقديراته، بتسليع منحط لدورها وقيمتها، ولغاياته الاستحواذية ليس إلا. على أن المرأة في النص الإنساني المتحضر، إنما هي قداسة البذل والعطاء، وبلاغة الحنو والحب، وفصاحة السكينة، ولأنها على هذا القدر من الحضور في الرؤية والقلب، نراها نحن أبناء اللغة العربية أولا، تطل بحرف هو من أجمل حروف لغتنا، وقد حمل اسم نوعها، لا للتفريق، وإنما للتمييز في جندرة فريدة من نوعها، ونعني نون النسوة الذي هو ضمير متصل لا منفصل، وله المحل البالغ من الإعراب، دلالة على قوة الحضور، وهكذا كلما نقول "هن" سندرك صواب الكلمة ونطقها، وحيث اللغة العربية هي لغة الذكر الحكيم، سندرك الاهم: أن "هن" النسوية، وفي تكريم مقدس، تسبق وعلى نحو بليغ "أنتم" الذكورية، كما جاء في نص الآية الكريمة "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" ما يلزم في محصلة التقوى أن نتخلص من أوهام الثقافة الذكورية، التي تحط من قيمة المرأة ومكانتها..!!
وفي التجربة الفلسطينية وتاريخها، منذ "عناة" وحتى اللحظة، للمرأة مكانتها اللافتة والمتميزة، بحضور خلاق، وهي اليوم في نص فلسطين الوطني، لم تعد موضع حيرة ولا تلعثم، لا في وصفها، ولا في إدراك دورها ومكانتها وقيمتها، وقد أفرد لها هذا النص مكانا في التقويم الفلسطيني، يوما يخصها ويحمل اسمها، للاحتفال به سنويا، وليس من أجل التكريم والتبجيل فحسب، وإنما لتكريس حضورها، وتعزيز مكانتها ودورها في مسيرة الحرية والبناء الفلسطينية.
في نص فلسطين الوطني بجماليات ثقافته الحضارية والنضالية معا، المرأة في مكانها ومكانتها، سيدة في حضورها ودورها وحقوقها، وكانت وثيقة الاستقلال الوطني قد أعلنت قبل هذا اليوم، أنها حارسة نارنا الدائمة، نار الارادة الحرة التي أبقت وتبقي فلسطين، متقدة في صمودها وتحدياتها وتطلعاتها، وثابتة الخطى في دروب المقاومة من أجل حريتها واستقلالها، والحاجة أم ناصر أبو حميد اليوم، مثالا ونموذجا ودلالة، ونعرف أن قائمة فلسطين تطول بأسماء نسائها المثال والنموذج والدلالة.
مبروك لنا اليوم الوطني للمرأة، هذا يوم لشروق شمس أخرى، في فضاءات مسيرتنا الحرة، شمس العرفان والتقدير، التي ستضيء دروب المساواة الحقة بالتمييز الخلاق للدور والطبيعة والمكانة، للمرأة والرجل سوية، كائنا انسانيا واحدا في مجتمع واحد موحد.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024