"الروبة" من عبء بيئي إلى صناعة واعدة
وعد الكار
تمكنت بلدية بيت فجار من تحويل "الروبة" التي تنتج من صناعة الحجر، من عبء بيئي إلى صناعة وطنية واعدة، عبر مشروع "مصنع إعادة تدوير روبة مناشير الحجر".
بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، تعتبر إحدى أهم المناطق المنتجة للحجر في فلسطين، وتنتج سنويا ما قيمته 3.5 مليون دولار، فيما يشكل التخلص من "الروبة" التي تنتج من عملية قص الحجر في المناشير، عبئا كبيرا على أصحاب مصانع الحجر، كما تسبب تلوثا بيئيا كبيرا يؤثر على الغطاء النباتي في البلدة.
حصدت بلدية بيت فجار المرتبة الأولى بجائزة مشاريع التنمية الاقتصادية من بين 70 مشروعا، والتي طرحتها وزارة الحكم المحلي للهيئات المحلية على مستوى الوطن، بمشروع مصنع إعادة تدوير "الروبة".
رئيس اتحاد صناعة الرخام والحجر في فلسطين سميح ثوابتة، قال: إن الاتحاد بالتعاون مع خبراء ايطاليين ومحليين وجامعات فلسطينية ومعهد الحجر والرخام في فلسطين، قدم دراسة استمر اعدادها خمس سنوات عن كيفية الاستفادة من "الروبة"، وأظهرت نتائجها أنه يمكن استخدامها في صناعة الكثير من المنتجات أهمها: الحجر الصناعي، ومواد البناء، وصناعة البلاط، وطلاء الجدران، وصناعة بعض المواد التعليمية، وتوليد الطاقة.
وأضاف ان أهمية المشروع تكمن في أن بيت فجار والقرى المحيطة (جورة الشمعة، ومراح رباح، وأم سلمونة، ومراح معلا)، تضم أكثر من 200 منشار حجر، وبالتالي تنتج كميات ضخمة من الروبة، التي تشكل عبئا على الأرض والإنسان والبيئة.
وأكد أن تنفيذ المشروع سيوفر المال الذي يدفعه أصحاب المصانع مقابل التخلص من هذه المخلفات، وبالتالي التخلص من المكبات العشوائية لـ"الروبة" وتوفير فرص عمل.
بدوره، قال مشرف المشروع في بلدية بيت فجار علي طقاطقة، إن المشروع يعتبر الرابع على مستوى العالم، والأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.
وأضاف: نتوقع أن ينتج المصنع مواد بناء بدلا عن تلك التي يتم استيرادها من إسرائيل والخارج بملايين الشواقل، ما سيشكل بديلا وطنيا وداعما للاقتصاد الفلسطيني.
وبين أن "الروبة" الناتجة من الحجر، وبحسب دراسات أجريت في الصين، تحتاج إلى إضافة 7? فقط مواد كيميائية لإنتاج حجر صناعي، على عكس الروبة الصينية التي تحتاج لإضافة 60? من المواد الكيميائية لإنتاج الحجر الصناعي ذاته، وبذلك تعتبر ثورة على الأحجار الصناعية البديلة التي يتم استيرادها من الخارج، والتي أثرت على تسويق الحجر الفلسطيني الطبيعي كون تكلفتها أقل.
وأشار إلى انه إلى جانب انتاج مواد البناء والحجر الصناعي، ينتج المشروع طاقة كهربائية، يمكن استغلالها في تشغيل بعض مناشير الحجر.
من جانبه، قال مدير وزارة الحكم المحلي في بيت لحم شكري ردايدة، إن الوزارة تدعم الشراكات بين الهيئات المحلية والقطاع الخاص في إطار تعزيز العلاقة من أجل إفادة المجتمع ككل، مؤكدا أن مشروع معالجة الروبة في بيت فجار سيعالج مشكلة بيئية كبيرة وخطيرة.
وأضاف ان المشروع سيفتح آفاقا للبلدية لتكون شريكة مع القطاع الخاص، وممولة لمشاريعها المستقبلية، إضافة إلى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية.