المتحف المتنقل.. صقل المعرفة وسبر أسرار التاريخ
معن الريماوي
يتنقل بين المحافظات، ليروي تفاصيل تراث وتاريخ الشعب الفلسطيني المتجذر في أصل الحكاية والرواية. فهو يضم أكبر عدد من المقتنيات الأثرية القديمة التي يرجع عمرها لآلاف السنين.
يهمهم أن تبقى تلك المقتنيات في ذاكرتهم ويحمونها، كي تصبح جزءًا من الثقافة الفلسطينية، والتي تساهم في رفع نسبة الوعي وإنشاء جيل واع لأهمية تراثه.
إنه المتحف الفلسطيني المتنقل الذي أطلقته مؤخرًا وزارتا السياحة والآثار، والتربية والتعليم، بتمويل من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة، وذلك تحت شعار "سيزورك المتحف أينما كنت".
يتنقل المتحف بين مدرسة وأخرى ليجوب بذلك مدارس مختلفة في كافة المحافظات لصقل المعرفة وسبر أسرار التاريخ.
المتحف يهدف لتعزيز ثقافة زيارة المتاحف لدى الطلبة، والانتقال من الحديث النظري في الصفوف والمحاضرات، إلى المشاهدة والزيارة التي تعزز التفكير الإبداعي لدى الطلبة عبر عرض تاريخ فلسطين لطلبة المدارس والجامعات، من خلال مجموعة قطع أثرية تعكس تاريخنا من العصور الحجرية وحتى الانتداب البريطاني.
يقول مدير المتحف في وزارة السياحة والآثار فراس عقل "إن مشروع المتحف كان بمثابة حلم للوزارة بأن نوصل لطلبة المدارس جزءا من تراثهم وتاريخهم، بحيث يزورك المتحف أينما كنت دون الحاجة لأنه تزوره، في خطوة تستهف تخفيف عبء الزيارة على المواطنين.
وأضاف: تم اختيار مجموعة أثرية تمثل آثار فلسطين المتنوعة من أقدم العصور الحجرية، وحتى نهاية فترة الانتداب البريطاني، بحيث شملت كل العصور المختلفة والمتعاقبة، وهناك مجموعة مختارة من القطع الأثرية كالعملة التي تمثل فترة اكتشاف النقد وحتى نهاية الفترة البريطانية، مع وجود شروحات توضيحية لكل هذه القطع.
وتابع: المتحف يعتبر متنقلا، حيث تم إعداده ليكون قابلا للفك والتركيب بسهولة، والقطع التي يتم اختيارها يتم تغليفها بأغلفة خاصة متبعة عالميا في عملية نقل الآثار من مكان لآخر.
بدوره، وصف مدير دائرة النشاط الثقافي في وزارة التربية حامد أبو ماخو، المشروع بالمهم جدا، من ناحية تعريف الطلبة بكل المقتنيات التاريخية والأثرية في فلسطين، والأكثر أهمية أن يرى الطالب القطعة الأثرية بدل القراءة عنها، إضافة الى زيادة تقدير الناس والمجتمع لهذه الأشياء الأثرية التاريخية، فضلا عن أنه يزيد من دافعية الطلبة للحفاظ على الآثار.
"القطع الأثرية أثارت فضول الطلبة، خصوصا أن بعضها يعود الى ما قبل 4 آلاف سنة.. ولأول مرة يكون تماس بين الطلاب وموروثهم الأثري والتاريخي والحضاري، الأمر الذي يساهم في تعزيز هويتهم الوطنية، واننا شعب متجذر وصاحب حق" قال أبو ماخو.
وبين أن المتحف يعتبر جزءا من مشروع أكبر مع وزارة السياحة، يشمل ورشات عمل لمشرفي تاريخ في المدارس وطاقم من وزارة السياحة، لتعريفهم بالأماكن السياحية بشكل دقيق وموثق وتعريفهم بالقطع الموجودة.
ويضم المتحف العديد من المقتنيات الأثرية القديمة مرورا بكافة الفترات المتعاقبة، وهي: أدوات صوانية كرؤوس الرماح والسكاكين التي كانت تستخدم في العصر الحجري النحاسي، كذلك الأدوات الفخارية، من قوارير وصحون في العصر البرونزي "الكنعاني"، إضافة الى العصر البيزنطي كالأواني الزجاجية، وأدوات تجميل قديمة.. تلتها الفترة الاسلامية، كالنقش الاسلامي على الحجر، والأسرجة، والصحون الزجاجية بألوان مختلفة. وكذك المجموعة النقدية من اكتشاف العملة الفلسطينية.
ولفت عقل الى أن المتحف انطلق مطلع العام الحالي، وبدأ مرحلته الأولى في المدرسة الاسبانية في البيرة، وسيبقى لنهاية هذا الشهر الى أن يتم نقله لمدرسة أخرى داخل المحافظة ليشمل فيما بعد كافة المحافظات.
ـــــ