أيالون: "صفقة القرن" خطأ إستراتيجي سيسفك دماء الفلسطينيين والإسرائيليين
قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الأسبق "الشاباك" عامي أيالون إن "صفقة القرن" خطأ إستراتيجي سيجلب حمامات من الدماء والمآسي على الفلسطينيين والإسرائيليين، وسيؤدّي لإشعال المنطقة برمتها.
وأضاف أيالون في تصريح صحفي، أن البدء بنقاش القضايا الاقتصاديّة قبل الخوض في المسائل الجوهريّة هو خطيئة لا تُغتفر، لمن قام بإعداد الخطة، ولمن يحاول تسويقها، على حدّ تعبيره.
وتابع: إذا لم تقم إسرائيل بمبادرة للانفصال عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، وترسيم الحدود النهائية للدولة العبرية بشكل يحافظ على هوية الصهاينة، فإن جيل الأبناء سيضطر لخوض حرب شرسة وقذرة ستؤدّي إلى تقريب نهاية الحلم والرؤية الصهيونيتين.
كما أنّ الحرب المذكورة، على حدّ قوله، ستؤدّي إلى ترسيخ حالة الصراع والنزاع مع الفلسطينيين، وإضافة لذلك فإنّ الوضع القائم سيؤدي إلى صعوبة في مُقارعة حركة المُقاطعة BDS))، علاوة على تفاقم ظاهرة معاداة السامية في العالم، على حد تعبير أيالون.
وأضاف: ما يُطلق عليها "ورشة البحرين" يجب أنْ تُشعل جميع الأضواء الحمراء، إنْ كان ذلك لدى الفلسطينيين أو لدى الإسرائيليين، لأنّ من يعرف تاريخ الصراع في الـ30 سنة التي مضت، يعلم جيّدا أن هذه الخطة هي نسخة طبق الأصل، مما كان يُسّمى سابقا بالسلام الاقتصادي، وقبل ذلك "الشرق الأوسط الجديد".
وتابع: ان هذه الخطة هي بمثابة صفعة مجلجلة للفلسطينيين، وعدم فهم الطموحات الوطنيّة للشعب الفلسطيني، موضحا أنّه لو جرى الحديث عن "شراء" الفلسطينيين بالأموال، لكي يتنازلوا عن آمالهم الوطنيّة، لكان هذا الأمر حصل منذ وقتٍ بعيدٍ، وبالتالي فإنّ الحديث لا يجري فقط عن عدم فهم كامل للقضية من قبل الأميركيين، بل عن نمط تفكير ليس أخلاقيا بالمرة، ويفتقد أيضا للمصداقيّة.
وأكد أيالون أن إسرائيل والفلسطينيين يقفون اليوم في نفس الظروف وأمام نفس الخطر المحدق، ذلك لأنّ تفضيل خطة ترمب الاقتصادية على السياسية، والمضي قدما لحل الصراع يدفع جميع الأطراف إلى ارتكاب الأخطاء الكبيرة والمصيريّة، التي تمّ ارتكابها خلال وبعد اتفاق أوسلو، مشيرا إلى أن محاولة الوصول إلى الهدف الرئيسي غير المُعرَّف هي محاولة فاشلة حتى قبل أن تبدأ، وفقا لتعبيره.
وتابع قائلا، إنّ الهدف الجوهريّ لعملية السلام يجب أنْ يكون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة، وإقامة الدولة الفلسطينيّة على حدود ما قبل الرابع من حزيران/ يونيو من العام 1967، مع القيام بعملية تبادل الأراضي إن كانت هناك حاجة لذلك.
وأضاف، إذا كان الطرفان بالإضافة إلى الوسيط لم يقوموا بتحديد الهدف النهائي للعملية، فلا حاجة أصلا للبدء فيها.
وأردف، يتحتم ويتعين على كل إنسان، وبشكل خاص على القادة الإسرائيليين، الذين يطمحون لإنهاء الاحتلال، والذين يُعبّرون عن قلقهم لأمن الدولة العبرية، وتوجسهم من جولة عنف أخرى مليئة بالدماء مطالبة ترمب بالتنازل عن الفكرة الخطيرة جدا، والتي ترى الاقتصاد أولا، وبالتالي فإن المعركة الانتخابيّة المقبلة يجب أنْ تُركّز على نقاش الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وكل قائد إسرائيلي لا يقدم على ذلك ليس جديرا بأن يكون قائدا، على حد قوله.
وشّد أيالون، على أنّه بالرغم من أن إسرائيل هي إحدى الدول العظمى والمحمية جدا وفق أي مقياس أو معيار موضوعي، وهي دولة عظمى من ناحية التكنولوجيا، والعلم والجيش، فإنّ سُكّانها يعيشون في حالة من فقدان الأمن والأمان بشكل مستمر.
ولفت إلى أنّ الرؤية الإسرائيلية تتبلور ليس حسب القيمة الدفاعية التي يتمتع فيها المواطنون، بل بحسب قيمة فقدان ونقصان الأمن الذي يشعرون فيها دائما، على حدّ تعبيره.