جهود جبارة
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
أمام الرئيس أبو مازن، وعلى نحو مسؤول، وبمنتهى الوضوح والشفافية، استعرض رئيس الوزراء د. محمد اشتية، طبيعة الوضع الراهن، بما يتعلق بالأزمة التي نعيش اليوم جراء فيروس "كورونا" مفصلا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، وستتخذها، استنادا لتعليمات الرئيس، وحالة الطوارئ التي أعلنها، لمواجهة هذا الفيروس الخطير، والعمل على محاصرته، والحد من انتشاره، والخلاص منه بعون الله تعالى، لضمان الصحة والعافية، لأبناء شعبنا، والحرص على سلامتهم، وحمايتهم من كل مكروه وبغيض.
وفي هذا الإطار أوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تعاملت وتتعامل مع هذه الأزمة، بخلية أزمة من الأمن، ووزارة الصحة، والسياحة والداخلية، وعلىمستويات عدة، لمنع أية تداعيات سلبية، على الأوضاع الاقتصادية والأمنية، والحياة العامة، مشيدا بدور أجهزة الأمن في هذا السياق، وشاكرا "الإعلام الذي يقوم باستضافة أطباء متخصصين بالأمراض المزمنة لتوعية الناس، ولأخذ الموضوع بجدية" في إشارة إلى تلفزيون فلسطين الذي ما انفك يواصل هذه المهمة.
وبحكم متابعته لكل هذه الإجراءات، واطلاعه على تفاصيل حضورها اليومي،أكد الرئيس أبومازن، طبيعة هذه الإجراءات، بوصفها جهودا جبارة، ولا شك أن هذا الوصف بقدر ما فيه من تقدير لعمل الحكومة في هذا السياق، بقدرما فيه إشارة إلى أن فلسطين بقيادتها الشرعية،وبما تملك من إمكانيات متواضعة، بالقياس إلى دول مستقرة، تستطيع دائما أن تكون على مستوى التحدي، بكل ما يتعلق بحضورها الفاعل، في مواجهة الأزمات أيا كانت طبيعتها،وفي قدرتها على التعامل مع هذه الأزمات، على نحو فاعل، ما يؤكد قوتها المعنوية، ومصداقية حضورها المسؤول وما يسجل لها سبقا في كل مرة،إذ لم نسمع ولم نشاهد من حولنا حتى الآن، قيادة لاتَهاب الحديث بشجاعة وشفافية، عن حقيقة وطبيعة الأزمة التي يخلفها فيروس "كورونا" وسبل مواجهتها بالإجراءات الحاسمة، كما جاء في حديث الرئيس أبومازن،أثناء استقباله لرئيس الحكومة، واللجنة الوزارية المعنية بمتابعة حالة الطوارئ، وكذلك في استعراض رئيس الحكومة د. محمد اشتية المفصل،لطبيعة الوضع الراهن، دون تردد، ولا مراوغة، وبلا أية شعارات، ولا أية مخاتلات بلاغية، وليس ذلك أمام الرئيس أبومازن فحسب، وإنما أمام الرأي العام بحكم النقل المباشر لتلفزيون فلسطين، لاستقبال الرئيس، لرئيس الحكومة واللجنة الوزارية المعنية بمتابعة حالة الطوارئ لمكافحة هذا الفيروس الخطير.
وفي هذا الاستقبال حرص الرئيس أبو مازن بداية، على تثمين جهود رئيس الحكومة د. اشتية واستنفاره لكافة إمكانات الدولة والحكومة للتصدي المسؤول لفيروس كورونا، كما حرص على الإشادة بهذه الجهود، وخاصة جهود الأجهزة الأمنية، ووزارة الصحة واستنفار المحافظين والمؤسسات الخاصة وغيرها، وهي لا شك إشادة التحريض على متابعة "الجهود الجبارة" لمحاصرة "الكورونا" والقضاء عليه، فليس لدينا أثمن من المواطن، كي ينعم بالصحة، والعافية، والسلامة، والخير، فلطالما هو، جذوة فلسطين وبلاغتها النضالية، في مشروعها الوطني التحرري، وبقدر ما سنتغلب اليوم على فيروس "كورونا" سنتغلب حتما على فيروسات الاحتلال، الأخطر من أية فيروسات في هذه الطبيعة.