"خليك بالبيت"
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
نفرح كلما تنسم أسير من أسرانا البواسل نسيم الحرية، نفرح تماما ونبتهج، لكننا اليوم مطالبون بفرح يعزز آمالنا، بالخروج الآمن من ازمة "الكورونا" والخروج الآمن لا يتطلب في هذه اللحظة الصعبة التي نعيش، غير الالتزام الشامل بإجراءات الحجر المنزلي، وتاليا فان الابتهاج والاحتفاء بخروج أسير من أسرانا، لا ينبغي ان يكون بمهرجان جماهيري، يضرب في الصميم غاية الحجر المنزلي، الحجر الذي لا هدف له سوى تأمين السلامة العامة، لأبناء شعبنا أينما كانوا، وتحقيق الوقاية الأجدى من خطر الفيروس اللئيم، الذي لم يعد قابلا لأي تجاهل أو تساهل.
ما من مهمة لدينا الآن غير مهمة دحر فيروس "كورونا" التي تشارك فيها على نحو لافت شبيبة "فتح" وابناؤها، جنبا الى جنب، مع الطواقم الطبية، وقوات الأمن الوطني بكل صنوفها، وكوادر الاعلام الوطني في كل مواقعهم، ولا جدال في هذا الاطار، وسنقدر لأهلنا في مخيم جنين، ابتهاجهم بتحرر أسير من ابنائهم، غير ان هذا الابتهاج وقد جعل من الاختلاط شاسعا في حشده الكبير، قد علق الجرس، ما ينبغي الانتباه إليه ان فيروس "كورونا، لا يبحث سوى عن هكذا اختلاط، بمثل هذا الحشد، لتفشٍّ أوسع، ونرجو ألا يتحقق له ذلك، وألا يصيب هذا الفيروس اللئيم، أحدا من ابناء شعبنا، سواء كانوا في المخيم أو خارجه.
لمخيم جنين تاريخ من البطولة، لا ينبغي للفوضى ان تشاغب على هذا التاريخ، ونثق انها لن تستطيع ذلك، ومخيم جنين قد برع في مقاومة الاحتلال، وسيبرع حتما في مقاومة فيروس "كورونا".
إن الالتزام اليوم، باجراءات الحكومة وقراراتها، هو التزام الحريص على سلامة أهله أفرادا وجماعات، وحيث "الكورونا" لا يعرف أية فروق أيا كانت طبيعتها وهويتها، كما انه التزام الحريص على وطنه ومشروعه التحرري وعلى تاريخ شعبه الملحمي، انه التزام الحرص على الحياة، ونحن شعب "نحب الحياة كلما استطعنا اليها سبيلا" وسبيلنا الآن هو سبيل البيت، ان نبقى فيه، بلا خروج حتى اندحار الفيروس اللعين، الذي لابد ان يكون، بمشيئة الله ورحمته الواسعة.