" تيريز هلسة"
عيسى عبد الحفيظ
تيريز اسحاق هلسة ولدت في عكا عام 1955، كان والدها يعمل في عكا، يأتي إليها كل صيف، كان يدرس في بيروت وهو ابن مدينة الكرك الأردنية.
والدتها نادية حنا من قرية الرامة قضاء عكا. كان والدها يعمل في فصل الصيف وشاءت الأقدار أن يتزوج وينجب منها، تلك الأيقونة تيريز التي أتمت تعليمها الثانوي في عكا، ثم أكملت دراسة التمريض في مدينة الناصرة.
انضمت إلى صفوف الثورة الفلسطينية وإلى حركة فتح تحديداً بعد أن رأت معاملة جنود الاحتلال لأبناء شعبها.
بعد مغادرتها الأرض المحتلة برفقة ريما طنوس وعادل وكان ذلك عام 1972.
انخرطت في تنظيم أيلول الأسود السري وقامت ضمن مجموعة باختطاف طائرة بلجيكية تحمل 170 أسرائيلياً وحطت بها في مطار اللد.
استشهد في العملية كل من علي طه، وزكريا الأطرش، وقبض عليها وحُكمت بالسجن المؤبد مرتين وأربعين عاماً أخرى، وكان على رأس القوة الإسرائيلية المهاجمة بنيامين نتنياهو الذي جرح في المعركة أثناء تبادل إطلاق النار.
قضت عشر سنوات في السجن وبعد أن تمت عملية التبادل عام 1983 أفرج عنها.
عندما قامت الشهيدة تيريز بعملية اللد كان عمرها 17 عاماً فقط، وتحررت من الأسر وكانت قد بلغت السابعة والعشرين وكانت ضمن مجموعة من الأخوات المحررات:- زكية شموط، حنان مسيح، وآمنة الخياط.
لم تنقطع عن العمل الوطني فبقيت في عمان تساعد العائلات المستورة، وتشارك في كل الفعاليات الوطنية، وأقيم لها مهرجان تكريم جماهيري في مدينة الكرك مسقط رأس والدها.
جسدت الوحدة الأردنية الفلسطينية بكل ما تحمله من معنى، وحدة الدم ووحدة المصير.
تركت خلفها إرثاً خالداً لا يزول مع الأيام وتركت تسجيلاً مصوراً لمدة ساعتين تحدثت فيه بالتفصيل عن التحاقها بالعمل الفدائي وعملية اللد والشريط محفوظ لدى أرشيف جامعة الاستقلال.
زهرة أردنية نبتت جذورها في الكرك جنوب الأردن، وامتدت إلى عكا في شمال فلسطين لتقول للعالم أجمع إن الأمة العربية واحدة وهمومها واحدة وآمالها واحدة ومصيرها واحد.
تلك هي أيقونة فلسطين وأيقونة الأردن والتي جسدت هذا التلاحم الرائع بين ضفتي النهر، وبين المسجد والكنيسة، وبين أبناء الأمة العربية وكأنها تقول "فلسطين هي القاسم المشترك لنا جميعاً".
الرحمة والغفران لتلك الزهرة الفلسطينية الأردنية، عربية الوجه واليد واللسان.
والعزاء لذويها ولكل من عرفها أو سمع عنها ولحركة فتح، ولشعبنا الفلسطيني ولشعبنا في الأردن الشقيق.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.