منصات الفتنة والتخريب
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
اطراف عدة، اعداء وخصوم، دول، واحزاب متأسلمة، وأخرى متأقلمة، وخارجيون فارون من وجه العدالة، لم يرق لهم ما تحقق للسلطة الوطنية رئاسة وحكومة، من حضور حميم في الشارع الفلسطيني، جراء حسن اجراءاتها التي اتخذتها في مواجهة جائحة "الكورونا" وحسن ادارتها للازمة التي تخلفها هذه الجائحة، على مختلف الصعد، الصحية، والاجتماعية، والامنية، والاعلامية، لم يرق لكل هؤلاء ما حققت السلطة الوطنية، وما تحقق لها من حضور بهي السمعة حيث بات رجال الأمن الوطني في عيون الناس، هم رجال الحماية والرعاية، بعد ان جعلوا من حواجز التفحص الصحي، حواجز محبة، وحيث باتت الطواقم الطبية، طواقم فدائية اقتحمت بقسمها الطبي، وحسها الوطني والأخلاقي والانساني، معاقل فيروس "الكورونا" في اجساد المصابين به، لتحاربه على مدار الساعة لأجل دحره، وقد سجلت بمشيئة الله ورحمته، انتصارات لافتة، بمعدلات التعافي في هذا الاطار. لم يرق للأعداء والخصوم السبق الذي حققه الرئيس أبو مازن باعلان حالة الطوارئ، ولا سياسة الحكومة التي حولت الاعلان الى اجراءات فاعلة ومنتجة، ولا عمل المحافظين، ولا لجان الطوارئ الأهلية، ولا ما حققه الاعلام الرسمي، من ملاحقات دوؤبة لأخبار جائحة "الكورونا" وسبل مواجهتها بالمعرفة الصائبة، بعيدا عن كل شائعة وفبركة وانفعال، وكل ذلك جعل السلطة الوطنية، في مقام الألفة والتقدير بين ابناء شعبها الفلسطيني، وهذا ما حقق صدمة لأعدائها وخصومها، فاستنجدوا بمنصات الفتنة، والتخريب الاجتماعي التي يديرون، لتبث الشائعات والفبركات والتحريض مرة أخرى ضد الرئيس أبو مازن وضد السلطة الوطنية وسياساتها، في محاولة للتشويه وبعث الفوضى في الرأي العام الفلسطيني، لتحقيق غاياتها التآمرية المدفوعة الأجر ذاتها..!! وعلى هذه المنصات ليس غير الجهلة من الادوات الموتورة الذين يحاولون غزوا لعقول الناس، بترويج التقولات والشائعات والادعاءات، التي تملى عليهم من اسيادهم الذين يتوهمون ان تعليقا على الفيسبوك بوسعه أن يشوه الحقيقة، وإن كان بوسعه ذلك، فدائما الى حين، والى حين قصير، لأن حبل الكذب يظل ابدا حبلا قصيرا. قبيل رحيله بسنوات كتب الفيلسوف والروائي الايطالي الشهير "امبرتو ايكو" صاحب الرواية الشهيرة "اسم الوردة" محتجا على منصات (التواصل الاجتماعي ..!!!) بأنها منحت سقط الكلام، حق الثرثرة، ولأنه كان معنيا بالادب والثقافة، ضد الثرثرة وسقط الكلام، شن هجومه اللاذع على هذا المنصات، التي جيشت فيالق من الحمقى حسب تعبيره، واصفا ما يحدث جراء ذلك بأنه غزو البلهاء . ولعل ايكو ما كان يعرف، وهذا صعب تقديره، ان الكثير من هذه المنصات، انما هي ملك يمين القوى الاستعمارية، ودوائر مخابراتها، لجعل الفوضى في الرأي العام اينما كان، سيدة هذا العصر، بما يخدم اهدافها الاستحواذية، والعنصرية الشريرة ...!! واقع السلطة الوطنية، الذي يتجلى اليوم اكثر من اي وقت مضى، هو واقع حقيقتها المجسدة بسياستها المسؤولة، ونهجها التحرري، على مختلف الأصعدة، واقع الدولة رغم احتلالها التي باتت تتفوق على دول كبرى، في تحمل مسؤولياتها الوطنية والاجتماعية والاخلاقية تجاه شعبها، وتجاه محيطها العربي والاقليمي والدولي، ومواجهتها الفاعلة لجائحة "الكورونا" هو ما يؤكد ذلك اليوم بكل وضوح ومصداقية، ويظل على قوى المؤامرة على مختلف تسمياتهم، وفي مختلف منصاتهم، ان يعرفوا ان الخديعة لا مصير لها سوى الفضيحة والخسران، مهما تقولت، وأي ثياب تلبست ...!!