الكورونا والمكابرة.. تحالف الجائحة
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
هل فيروس "كورونا" هو الذي بات يتهدد صحتنا العامة على هذا النحو الخطير، أم انها المكابرة الانفعالية والنكران والعناد الذي يواصله البعض بعدم الالتزام، بسبل واجراءات الوقاية من هذا الفيروس لدحره، وتأمين السلامة العامة..؟؟ ألا نعرف جيدا، وشعبنا شعب متعلم، أن المكابرة الانفعالية لا تقود لغير الاستهتار الذي هو صنو التخلف والجهل، والذي لطالما يقتل صاحبه، خاصة اذا ما رافقه النكران غير العاقل، والعناد الاخرق ..!!
ليس من المسؤولية الاخلاقية أولا، ولا من الحكمة، ولا من التقوى، ان نتغاضى الآن عن هذا الواقع، نعني واقع الاستهتار والمكابرة، الذي إذا ما توسع وتواصل فإنه سيقود حتما الى ما لا يحمد عقباه..!! ولم يكن ولن يكون درهم الوقاية الذي هو خير من قنطار العلاج، درهما صعبا، ولا مكلفا، كي نتقي شر هذا الفيروس اللعين، يكفي ان نلتزم بلبس الكمامة، والتباعد، ونبذ المخالطات الواسعة، بل ومنعها أن تكون سواء في الأعراس أو المأتم أو غير ذلك.
عرس واحد في مخيم "الجلزون" ما زال ينتج المزيد من الاصابات بالفيروس اللعين بين ابناء المخيم الذين نتمنى الشفاء العاجل لهم، وللمخيم الذي هو واحد من أيقونات الصمود والمقاومة، اعراس اخرى في محافضة الخليل، وتحديات النكران المتخلف والمنكافات الحزبية الجهولة، التي ما زال يواصلها حتى اللحظة، هذا الحزب الذي يسمى حزب التحرير، جعلت من هذه المحافظة الباسلة، تكاد تصبح بؤرة لفيروس "كورونا" ..!! البؤرة التي تعمل الحكومة اليوم باجراءاتها وامكانياتها لدحرها، ليعود اهلنا في خليل الرحمن بتمام الصحة والعافية، وكذلك هي غاية الاجراءات الحكومية، أينما كانت، في مختلف محافظات الوطن، مدنا وقرى وبلدات ومخيمات.
لا أحد يريد ان يصحو صبيحة كل يوم، على انباء تزايد الاصابات بفيروس "كورونا" والاصابات كما بات الواقع يقول بمنتهى الوضوح، لم تعد أرقاما بل اشخاص بتنا نعرفهم، ومنهم اقرباء واصدقاء ومعارف، وكنا قبل هذه الموجة الثانية، افضل حالا، ونحن لا نسمع انباء عن التفشي الخطير لهذا الفيروس بين اوساط شعبنا، بل كنا نكاد نسيطر عليه تماما، وكان ذلك بسبب التزامنا الايجابي باجراءات وشروط السلامة العامة، وهذا يعني ان السيطرة على هذا الفيروس اللعين تظل ممكنة، اذا ما تواصل الالتزام بشروط السلامة العامة والتحصن بسبل الوقاية.
هذا هو المخرج، وهذا هو السبيل لدحر هذه الجائحة الخطيرة، الالتزام بكل سبل الوقاية ومنها الحجر، وخارج الحجر التباعد، وعدم المخالطة التي قد يراها البعض موجعة، لكن وكما يقول المثل الشعبي "وجع ساعة ولا وجع كل ساعة" والكورونا لا يريد لنا غير وجع كل ساعة، والحال وبالقطع فاننا لا نريد هذا الوجع، ولا بأي حال من الأحوال.