كمال أبو وعر.. تهمته الوطن
بقلم: هلا سلامة
تهمته الوطن.. كمال أبو وعر واحد من بين آلاف الفلسطينيين الذين يلتهم الاحتلال زهوة أعمارهم في زنازينه التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.. محكوم بستة مؤبدات وخمسين عاما.. وهل يأتي الإنسان على هذه الأرض ست مرات منفصلة كي ينفذ محكوميته ويأخذ براءة ذمته من محتله ؟!
السجان والسرطان وكورونا التقوا على جسد واحد يستصرخ الضمائر الإنسانية من أجل الضغط على إسرائيل لإطلاق سراحه فهل من مخاطر وجودية على الدولة العبرية تمنعها من منح إنسان فرصة الحرية على فراش موته؟
جرائم الاحتلال وإن اختلفت وقائعها فإن ما يوحدها هو الهدف بقتل الشعب الفلسطيني وبالطرق الممنهجة في أرضه وداره وطريق عمله ومدرسته أو في سجون الموت البطيء التي يزج فيها الآلاف.. هي الجرائم التي من أجلها دأب نتنياهو على مهاجمة محكمة الجنايات الدولية مطالبا بفرض العقوبات عليها وعلى موظفيها خصوصا بعد قرار مدعيتها العامة فاتو بنسودا التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
فماذا يعني تخوف الاحتلال من اعتقال الجنائية الدولية لمسؤولين وقادة في جيشه واعتباره تهديدا خطيرا يتطلب تعبئة قوية وخاصة، لولا أنه مدرك جيدا لحقيقة جرائمه من جهة ولعدم اعترافه بالمؤسسات الدولية لا سيما الحقوقية منها من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد كشفت صحيفة هآرتس العبرية مؤخرا أن السلطات الإسرائيلية باشرت بتحضير قائمة سرية تضم أسماء مئات المسؤولين الذين يمكن أن تتم محاكمتهم في لاهاي سوف تتم مطالبتهم بالامتناع عن السفر. ووفقا للصحيفة فإن القائمة تضم بالإضافة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزراء الجيش ورؤساء هيئة أركان الجيش ورؤساء جهاز الأمن العام "الشاباك" في السابق وفي الوقت الحالي، العديد من الضباط والمسؤولين العسكريين بجيش الاحتلال الإسرائيلي.
هاجس المحاكم يلاحق نتنياهو، في الداخل الإسرائيلي يحاول أيضا التهرب من المحكمة المولجة في التحقيق بجرائم الرشاوى والفساد التي ارتكبها، مرة عبر نفي التهم ومرة عبر شرعنة الاستيطان ووعود احتلال أراض فلسطينية بموجب مؤامرة القرن الأخيرة أو عبر الهروب إلى انتخابات مبكرة.
والكيان المحتل له باعه في انتهاك الحقوق الفلسطينية على مدى عقود من الزمن وفعليا هو ملتزم بتطبيق نظام الفصل العنصري عبر تمييزه الفاصل بين الإنسان الإسرائيلي والفلسطيني مستخدما سلسلة من القوانين والأحكام العسكرية التي تحاكي هذا التمييز.
الفلسطينيون ضحايا التعذيب النفسي والجسدي دائما في مرمى آلة القتل الإسرائيلية التي لا توفر طفلا أو عجوزا أو امرأة أو مريضا على فراش الموت ...
تهدم بيوت الفلسطينيين ويتم طردهم من أراضيهم من أجل تشريع بؤر استيطانية واستبدالهم بالمستوطنين.. ويبرأ الإسرائيلي قاتل الفلسطيني إياد الحلاق لعدم توثيق الجريمة بسبب عطل كاميرات المراقبة أثناء حادثة القتل(!!!) فيما يوثق كمال أبو وعر قصة من قصص الموت الفلسطيني بين أيدي السجان والسرطان والكورونا...
* صحافية لبنانية