الوحدوي عبد الرحيم ملوح
كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة....
عرفناه قائدا جبهويا بوطنية بالغة، ومناضلا من زمن الحكيم جورج حبش، والفدائي القويم أبي علي مصطفى، وأدركناه محاورا وحدويا في بيت الشرعية الفلسطينية، حتى قبل أن يصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عام 1991 حتى 2018 ممثلا عن الجبهة الشعبية، وهو نائب الأمين العام فيها نتيجة آخر انتخابات للجبهة، بعد اغتيال أبو علي مصطفى، وعلى الصعيد الاجتماعي والإنساني، لم نره يوما إلا ذاك الإنسان الذي تطيب الجلسات معه، ويتفتح الكلام وإياه، ومع ابتسامته التي ميزت محياه، إنه عبد الرحيم ملوح الذي ودعناه أمس، ونحن نتقلب على جمرة الفقد الفادح، والخسارة الجسيمة، وعزاؤنا الوحيد ما ترك لنا من أمثولته الوطنية، وسيرته النضالية، التي ستظل عصية على النسيان أبدا، وفلسطين لا تنسى، ولن تنسى أحدا من فرسانها الشجعان، وهو الآن فقيدها الكبير الذي لم يبحث يوما- وهو الحاصل على درجة البكالوريوس في التاريخ- سوى عمّا يهندم شؤون العمل الوحدوي الفلسطيني، حتى انه وهو في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي، ساهم على نحو لافت في صياغة وثيقة الوفاق الوطني، والتوقيع عليها عام 2006، ومن التاريخ نعرف ان ملوح، وقد شارك في تأسيس الجبهة الشعبية، وانطلاقتها، كان قد أصيب في معركة الكرامة في آذار عام 68 من القرن الماضي ما يشير الى كونه خريج الخنادق القتالية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي، ما عزز سيرته النضالية فدائيا وقائدا في هذه السيرة.
للفقيد الكبير مناقب عديدة سجلها في دروب الثورة، والعمل الوحدوي، وقد أشاد بها الرئيس أبو مازن في نعيه لهذا المناضل الوطني الفذ، وفي هذا النعي ما يؤكد بلاغة الروح الوطنية التي لا تخطئ رجالها وأكثر من ذلك ما يؤكد حقيقتها الوحدوية، التي لن ينال منها الخلاف السياسي مهما بلغت درجة حدته.
نسأل الله العلي القدير ان يتغمد فقيدنا بواسع رحمته، وأن يلهمنا وأهله وذويه وجماهير شعبنا الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون. وداعا عبد الرحيم ملوح.
ha