شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس    قوات الاحتلال تفجر منزل الشهيد نضال العامر بمخيم جنين    مجلس الوزراء يبحث توسيع تدخلات غرفة العمليات الحكومية في الإغاثة والإيواء    فتوح يُطلع السفير المصري على آخر التطورات وسبل تقديم الدعم إلى شعبنا في قطاع غزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,219 والإصابات إلى 111,665 منذ بدء العدوان    "الجدار والاستيطان": الاحتلال يشرع ببناء مستعمرة على أراضي بيت لحم ويخصص 16 ألف دونم للاستعمار الرعوي    الاحتلال يهدم منزلا في دير إبزيع غرب رام الله    الاحتلال يواصل عدوانه لليوم الـ22 على جنين ومخيمها: تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات    16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسري    الرئيس يستجيب لاحتياجات العائلات الفلسطينية التي تحتاج للدعم والتمكين ويجري تعديلات قانونية على منظومة الرعاية الاجتماعية    تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين  

تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين

الآن

صلاح خلف "أبو إياد".. الثورة إرادة شعب

بقلم: باسم برهوم

لم يتح لي لقاء صلاح خلف "أبو اياد" بشكل شخصي مباشر، الا ثلاث مرات، اثنتان في بيروت،  والثالثة في تونس بعيد الخروج من بيروت عام 1982، اللقاءات الثلاثة، بالاضافة لما كنت اقرأ واسمع عنه، كانت كافية لتكون لدي فكرة شخصية عن هذا القائد، الذي رحل عنا مبكرا في لحظة تاريخية صعبة (حرب الخليج عام 1991).

ابو اياد مثله مثل اعضاء الخلية الاولى التي اسست فتح، ومن ثم انطلقت بالثورة، كان له ولهم ارتباط مباشر بفلسطين، ذكريات الطفولة والصبا في المكان، وعاش وعاشوا تجربة نكبة عام 1948 المرة، لذلك كان ارتباطا حسيا مباشرا، تحول الى حالة درامية في المنفى فيها الحلم الجميل، وفيها الغضب والانتقام من الذين كانوا سببا بضياع فلسطين وتشريد شعبها، سواء كانوا عدوا مباشرا (الصهيونية والاستعمار العالمي) او غير مباشر، والمتمثل بتواطؤ بعض الحكام  العرب وتخاذلهم.

ابو اياد كما عرفته كان مسكونا بالوطنية الفلسطينية وبالامل بالعودة، كان ثائرا بسيطا متواضعا له اهداف واضحة، تماما كما كانت عند ياسر عرفات، وخليل الوزير، وخالد الحسن، ومحمود عباس وهايل عبد الحميد، وغيرهم من القادة الرواد، هذه الاهداف كان يلخصها بكلمتين: التحرير والعودة. لكنه هو وهم تمتعوا بالذكاء والجرأة، وكان يدرك ان الطريق لتحقيق هذا الهدف الواضح، هو طريق وعر جدا، ومحفوف بالمخاطر التي يصعب تخيلها احيانا، لذلك، وعبر الذكاء الفطري والتجربة اكتشف ان السياسة هي فن الممكن، وتحول الى مناور سياسي من الطراز الاول، وكان هو وياسر عرفات يكمل الواحد منهم الآخر بمنطق الدهاء السياسي.

بهذا المعنى لم يكن ابو اياد رجل امن غامضا مختفيا عن الانظار،  كما هي الصورة النمطية عن رجال الامن، لقد كان سياسيا جماهيريا، لكن الجانب الامني منه كان يعمل فيه بهدوء وبرود اعصاب ينظم ويبني الشبكات على امتداد العالم. وخلال فترة وجيزة نسبيا تحول الى رقم امني إقليمي ودولي مهم، كانت اكبر واهم اجهزة مخابرات العالم تحسب له الحساب وتعمل بكل السبل لصياغة علاقة تعاون مع جهاز الامن الموحد الذي كان يقوده، وهو جهاز امن الثورة، جهاز امن منظمة التحرير الفلسطينية.

وما ميز ابو اياد هو امتلاكه لشبكة علاقات داخلية، مع التنظيمات والشخصيات الفلسطينية، وعلاقات مع حركات تحرر وقادتها، ومع زعماء دول عربية وعالمية، وكان الهدف هو خدمة مصالح الثورة والشعب الفلسطيني. هذه الميزة جعلت منه رجل المهمات الصعبة التي تحتاج الى اعادة علاقات مع زعماء عرب كان ابو عمار قد فقد حلقة التواصل معهم.

ايو اياد، الرجل الدافئ المتواضع في علاقاته مع ابناء شعبه، كان العدو الاسرائيلي ينظر اليه كالرجل الاخطر في الثورة في حقبة السبعينيات، وبالتالي المطلوب رقم واحد، من هنا نجا ابو اياد من العديد من محاولات الاغتيال. خطورة هذا القائد لم تكن فقط لدوره الامني وفي قيادة العمليات الخاصة الاكثر تعقيدا، بل لدوره السياسي، سواء لدوره داخل الثورة باعتباره احد القادة المقررين فيها، او لكونه من المنظرين مبكرا للواقعية السياسية، ومحصارة العدو وعزله في الساحة الدولية من خلال العمل السياسي الذكي، فالقضية الفلسطينية قضية معقدة والمواجهة مع هذا العدو هي مواجهة شاملة ولا تتم بالسلاح وحده.

لقد اتقن هذا القائد فن اتخاذ المواقف، كان يعرف جيدا متى يكون ثوريا متطرفا، ومتى يصبح معتدلا ناعم الكلام، لكنه بين هذا وذاك كان يحدد بدقة الاولويات في كل مرحلة، ويعلم ان هناك عوامل حاسمة لتحقيق النصر، وهي من وجهة نظره ان يحافظ الشعب الفلسطيني على وحدته،  يدرك بوعي هويته الوطنية. وان يكون حر الارادة، فالثورة بالنسبة له هي ارادة شعب يريد الحرية.

 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025