الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

المسجد الإبراهيمي.. محطات من الصراع في ظل الاحتلال

في قلب مدينة خليل الرحمن، وبين الأحياء التاريخية التي يزيد عمرها عن ستة آلاف عام، يتربع المسجد الإبراهيمي بمآذنه الشامخة وقبابه وأروقته التاريخية، معلنا هوية هذه المدينة العربية الإسلامية التي يحتضن ثراها الطاهر رفات أنبياء الله إبراهيم واسحق ويعقوب ويوسف عليهم السلام، الأمر الذي كلل هذه المدينة بعبق الإيمان ، فكانت موئلا للدين والعلم والعلماء.
 نبذة تاريخية
 تعود جذور هذه المدينة التاريخية إلى ستة آلاف عام، عندما بناها العرب الكنعانيون، نزلها إبراهيم الخليل عليه السلام عام 2800 قبل الميلاد فكانت مرقدا ومسكنا له ولأبنائه وأحفاده، وأقام قواعدها على الإيمان و التوحيد.
 فتحها المسلمون عام 15 هجريا، بعد فتح بيت المقدس، لكن الصليبيون أعادوا احتلالها عام 492 هجريا، فمكثت تسعون عاما تحت قبضتهم وظلمهم، إلا أنها عادت إلى حظيرة الإسلام بعد أن حررها القائد صلاح الدين الأيوبي عام خمسمائة وثلاثة وثمانون هجرياً.
 عاشت المدينة رخاءً عمرانياً وحضارياً في ظل حكم المماليك لها (650 – 915) هجريا، فأقاموا فيها المساجد والمآذن والزوايا والمدارس والمرافق والحمامات، التي كان لها عظيم الأثر ثقافيا وحضاريا.
 المسجد الإبراهيمي في ظل الاحتلال
 خضعت مدينة خليل الرحمن ومسجدها للاحتلال الاسرائيلي في الرابع من حزيران عام 1967م، وقد استباح جنوده أروقة وساحات المسجد وأقاموا فيها الاحتفالات الفاضحة، واحتسوا الكؤوس ودنسوا حُرمته، وضربوا بعرض الحائط مشاعر المسلمين وحرماتهم.
 لقد حول الاحتلال الاسرائيلي المسجد الإبراهيمي إلى كنيس يهودي، فبسطوا نفوذهم على ساحته وأروقته، إضافة إلى تحويل المسجد إلى ثكنة عسكرية داخله وفي محيطه، كما قامت سلطات الاحتلال بتدمير أحياء بكاملها شرقي المسجد الإبراهيمي، تلك الأحياء الملاصقة له، وذلك لمنع المصلين المسلمين من الوصول إليه.
 تم هدم أجزاء واسعة من (حارة السلايمة، وحارة جابر) وحي العين الحمراء المسمى (بالسرايا)، وأقام الاحتلال مكان هذه الأحياء والحارات متنزهات وحدائق ومقاهي واستراحات يتنزه فيها المستوطنون.
 أما داخل المسجد فالخطب مؤلم وكبير، ففي شهر أيار من عام 1980م قررت سلطات الاحتلال الاسرائيلي السماح رسميا لليهود بالصلاة داخل المسجد الإبراهيمي وفي غالبية ساحاته والأروقة الداخلية ما عدا رواق ( الجاولية) الذي بناه السلطان ( سنجر الجاولي) بداية القرن الثامن الهجري، أي في العصر المملوكي وخاصة في فترة السلطان ( قلاوون) .
 كما تحولت الساحة الرئيسة في المسجد ( الساحة الإبراهيمية ، والساحة الإسحاقية واليعقوبية واليوسفية) كلها تحت هيمنة وسيطرة المستوطنين، فقد نشروا فيها مقاعدهم وخزائنهم المملوءة بكتب التوراة والأدوات الدينية، فيما منع المسلمون من دخولها والصلاة فيها ، ولم يسمح لهم الدخول والصلاة إلا أيام الأعياد ( الفطر والأضحى) وأيام الجمع في رمضان وذلك بواقع سبعة أيام في العام.
 مجزرة المسجد الإبراهيمي
 كانت العلامة الفارقة في تغول الاحتلال الاسرائيلي والهيمنة اليهودية على المسجد الإبراهيمي في 25/2/1994 م عندما ارتكب المستوطن اليهودي (باروخ غولد شتاين) المجزرة الشهيرة داخل المسجد والتي استشهد فيها 35 مصلي مسلم وجرح نحو 350 .
 حصل بعد ذلك متغيرات جمة وخطيرة عوقب فيها المسلمون وهم الضحية وليس اليهود، وقد شكل الاحتلال لجنة تحقيق أطلق عليها لجنة (شمغار)، وفي هذه الفترة تم إغلاق المسجد الإبراهيمي ومنع المسلمين من الصلاة في طيلة تسعة اشهر، وصدرت قرارات لجنة ( شمغار) المجحفة التي حاصرت المسلمين.
 كان من قرارات (شمغار) الخطيرة والتي أصبحت واقعا وحتى اليوم: تقسيم المسجد رسميا بين الديانتين الإسلامية واليهودية ، بنسب مجحفة 70% من مساحات المسجد لليهود ونحو 30 % للمسلمين علما أن المسؤولية الأمنية كلها 100% لجيش الاحتلال الاسرائلي.
 كما كان من القرارات عدم السماح للمسلمين بالصلاة لمدة 12 يوما سنويا وهي المناسبات الدينية اليهودية، ووضع حواجز من الألمنيوم تفصل الساحات الداخلية بحيث اخذ الشكل التام للكنيس اليهودي بالشعارات والديكور والترتيب.
 وعلى الصعيد اليومي منعت سلطات الاحتلال من تواجد المسلمين المصلين الذي يزيد عددهم عن 450 مصلي، فيما يرفع الحظر أيام الجمع ، ومما يشيب له الولدان .. انك وأنت تهم في الصلاة داخل هذا المسجد يعرضك سبعة حواجز عسكرية وهي عبارة عن حواجز جنود، وحواجز الكترونية، وكاميرات وحواجز تفتيش يدوي، ثلاثة من هذه الحواجز داخل المسجد نفسه يخضع لها كل من يدخل المسجد.
 وقد اثر ذلك على انخفاض عدد المصلين ، بل أدى إلى انهيار الحركة الاقتصادية فكل المحال التجارية والأسواق المحيطة بالسجد أغلقت جبرا، وزاد ذلك من تغول المستوطنين واعتداءاتهم، فقد أكد الباحث “محمد ذياب أبو صالح” أن انتهاكات اليهود للمسجد الابراهيمي ارتفعت وتيرتها منذ انتفاضة الأقصى وحتى اليوم إلى 660 انتهاك ، فيما صرح مدير أوقاف الخليل زيد الجعبري أن اليهود منعوا رفع الأذان من المسجد الإبراهيمي 48 مره خلال شهر كانون الثاني من هذا العام، بحجة انه يزعج المستوطنين.
 وفي تقرير للهيئة الإسلامية العليا بالقدس المحتلة، أن الاعتداءات على المسجد الإبراهيمي والمصلين زادت وتيرتها في العام المنصرم 2011 ، “فقد أغلق المسجد جبرا من قبل اليهود نحو 23 مرة، وتم الاعتداء على 174 مصلي، فيما تم اعتقال 31 شابا وفتاة وامرأة على مدخل المسجد بحجة محاولة الاعتداء والطعن للجنود” ولازالت مخططات الاحتلال لتهويد المسجد والسيطرة الكاملة عليه مستمرة، ولا زال إبعاد المسلمين المصلين مستمرة أيضا وذلك عبر الضغوطات العسكرية من قبل الجنود وإرهاب المستوطنين اليومي.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025