الأسير جمال عمرو.. مريض بالسرطان والعلاج "أكامول"!
إيهاب الريماوي
......
بداية عام 2018 خضع الأسير جمال عمرو من مدينة دورا بمحافظة الخليل لعملية في معدته بعد أن عانى على مدى سنوات طويلة من آلام حادة، نتيجة مماطلة إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي في ذلك.
ظن عمرو المعتقل منذ 2004 أن معاناته الطويلة قد شارفت على الانتهاء، وهو ما خلق حالة من الأمل والراحة له ولعائلته، التي كانت تصرخ في وجه كافة المؤسسات الحقوقية والدولية من أجل انتزاع علاجه.
رضخ الاحتلال أخيرا، لكن كان لهذه العملية أثر سلبي على صحة عمرو، حيث أصيب على إثرها بورم في الكبد والكلى نهاية العام 2018، لكن إدارة السجون رفضت تقديم العلاج له، وأبقته ليواجه مصيره وحده، وتُرك يعاني من أوجاع جديدة نتج عنها لاحقا رجة حادة في يديه، وضيق مستمر بالتنفس.
"أنت بحاجة إلى الأوكسجين، لكننا لن نوفره لك، وستظل تعاني من ضيق في التنفس"، هذا ما قاله أطباء السجون للأسير عمرو أثناء تحويله لعلاج مفترض في إحدى عيادات السجن.
تعرض الأسير عمرو لعدة وعكات صحية خلال وجوده في الاعتقال وأقسام العزل، أدت إلى تدهور خطير في صحته بسبب التجاهل المتعمد في تقديم العلاج المناسب له، وهو ما يسبب قلقا لزوجته علا عمرو.
"لم نتمكن من زيارته منذ ثلاث سنوات، وأخباره تصلنا من خلال المحامي، نريد أن نسمع صوته، أن نطمئن عليه، فنحن بحاجة ماسة للتواصل معه"، تقول الزوجة التي يمنعها الاحتلال من زيارته خلال السنوات الماضية.
"حبة أكامول فقط هي العلاج المقدم لجمال، تخيل أن مريضا مصابا بورم سرطاني يقدم له علاج بهذا الشكل، أي استخفاف هذا بحياته؟ كما أننا نخشى عليه من الإصابة بفيروس "كورونا"، خاصة أن إدارة سجون الاحتلال لا توفر أدنى متطلبات الإجراءات الوقائية للأسرى"، تضيف علا.
قبل عامين توجهت ابنته رانية (20 عاما) لزيارته حيث يقبع في سجن "نفحة"، حاملة معها طفلها محمد والحفيد الأول لجمال، حيث كانت في الثالثة من عمرها عند اعتقال والدها، تزوجت وأنجبت طفلين، ولكن اصطدمت بمنع طفلها من الدخول لزيارة جده.
"أخبروها أن الطفل ممنوع من زيارة جده، كان جمال ينتظر رؤية حفيده بشوق قبل موعد الزيارة بأشهر، ولكنه أصيب بحسرة لمنع الاحتلال إدخال حفيدة للسجن"، تقول زوجته علا عمرو.
عندما اعتقل جمال كان عمره (31 عاما) في الثالث من شباط/ فبراير عام 2004، كانت زوجته حاملا في شهرها الرابع برغد التي يبلغ عمرها اليوم (17 عاما)، ومروان عمره سنة فقط، ورانية ثلاث سنوات.
اعتقل بعد أن حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلا كان يبيت فيه في مدينة بيت لحم، وخضع عقب ذلك لتحقيق قاس، وحكم عليه بالسجن المؤبد، أمضى منها حتى اليوم 17 عاما.
شارك عمرو في إضراب الأسرى عام 2019، وعلى إثره تراجع وضعه الصحي وعانى من آلام حادة في كل أنحاء جسده.
"جمال متعب جدا والورم وصل إلى رئتيه، ورغم ذلك يعيش بين الأسرى في حيث إن وضعه الصحي بحاجة لمستشفى، لكن هذا الاحتلال لا يملك ذرة رحمة، لكننا نحن ننتظر الرحمة من الله فقط"، تقول زوجته.
هناك 10 أسرى على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (82 عاما)، وهو أكبر الأسرى سنّا، إلى جانب نحو 550 أسيرا يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة.
ha