الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الاغوار وينصب بوابة حديدية على حاجز جبع    حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة    استشهاد مواطن وزوجته وأطفالهم الثلاثة في قصف للاحتلال جنوب قطاع غزة    رئيس وزراء قطر يعلن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة    "التربية": 12,329 طالبا استُشهدوا و574 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب والتدمي    الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر الاعتقال الإداري بحق 59 معتقلا    "فتح" بذكرى استشهاد القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري: سنحافظ على إرث الشهداء ونجسد تضحياتهم بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس    34 عاما على اغتيال القادة أبو إياد وأبو الهول والعمري    الاحتلال يعتقل 13 مواطنا من مخيم بلاطة شرق نابلس    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس  

الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس

الآن

‏الأشجار واغتيال مرزوق

هادي جلو مرعي - كاتب عراقي
يروق لي كثيرا عد عبد الرحمن منيف من كبار روائيي العالم، وعلى الأقل الذين قرأت لهم مولعا بالرواية كفن أدبي راق. الرواية تمنحك المزيد من الهدايا، فهي ليست فلسفة، وليست دينا، وليست تاريخا، وليست جغرافيا، وليست منطقا، وليست كيمياء، ولا فيزياء، ولاهندسة، وليست سحرا، وليست جنسا، وليست غراما يقود إلى الخطايا، أو يقود إلى التهلكة، أو يقود إلى الصفاء، هي كل ذلك في النهاية، وتمنحك كل ذلك دون أن تطلب مقابلا منك.
واحدة من روايات عبد الرحمن منيف (الأشجار واغتيال مرزوق) نجحت في ترويضي مثل أي قارئ لا يغريه أي شيء، وينتظر ما يغريه ليقرأه باختيار كامل، لكنني أفضل عليها (النهايات) و(مدن الملح) وربما روايات أخرى لم أعد أتذكرها، وقد أستغرب أنه كتب (قصة حب مجوسية) فكأنه أكره عليها، وليست معبرة عن إبداعه، فهي ضعيفة للغاية خاصة حين يكون العنوان مثيرا ولافتا، بينما المتن بارد خافت، لا يغري أحدا بالاستمرار في القراءة.
هل يمكن أن تتحول الأمور، وبهذه الدرجة من الإثارة المفزعة، فنجد أننا في مواجهة مخاطر حقيقية تمس وجودنا وإنسانيتنا، ونأخذ بتسطير الاحتمالات، ويتحكم فينا مفسرو النبوءات الذين يسخرون منا، ويجمعون الكثير من النقود، بينما ننشغل بتناقل سفاهاتهم، وربما دعونا لهم بالخير العميم، فهم يبعثرون حياتنا بالأساطير والأكاذيب والزيف، ونتحول في عهدتهم إلى مجموعات من السذج، بينما يحترق الكوكب، وترتفع درجات الحرارة فيه، وتتزايد أحجام المخاطر الناتجة عن العواصف والأعاصير والهزات الأرضية والبراكين والفيضانات المدمرة، عدا عن الإستهلاك المدمر للمزروعات، والاستخدام غير العقلاني للمحروقات التي تسبب زيادة في نسبة الغازات السامة، وسواها من ممارسات بشرية مثيرة للقلق والخوف من المجهول.
نحن في مواجهة تحول خطير، فجريمة الاغتيال التي طالت مرزوق في رواية عبد الرحمن منيف هي اليوم جريمة اغتيال الأشجار، وليس مرزوق حيث تحترق البيئة المحيطة بنا، وتتفجر من حولنا، ونخسر ملايين الهكتارات من المساحات الخضراء التي تشكل الغابات نسبة كبيرة منها، بينما تتشكل هي من مليارات الأشجار التي تغطي مساحات شاسعة من الكوكب، وكأن الأرض مثل امرأة تعرت من ثيابها أمام الملأ، وما عاد من شيء يستر جسدها المكشوف، ولو رأى منيف حجم الكارثة التي تواجهها البشرية اليوم، وبعد سنوات على رحيله، لألف رواية جديدة، سماها (مرزوق واغتيال الأشجار) ولوجد الكثير من القراء يطالعونها بشغف.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025