شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال    تشييع جثمان الشهيدة سندس شلبي من مخيم نور شمس    قوات الاحتلال تفجر منزل الشهيد نضال العامر بمخيم جنين    مجلس الوزراء يبحث توسيع تدخلات غرفة العمليات الحكومية في الإغاثة والإيواء    فتوح يُطلع السفير المصري على آخر التطورات وسبل تقديم الدعم إلى شعبنا في قطاع غزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,219 والإصابات إلى 111,665 منذ بدء العدوان    "الجدار والاستيطان": الاحتلال يشرع ببناء مستعمرة على أراضي بيت لحم ويخصص 16 ألف دونم للاستعمار الرعوي    الاحتلال يهدم منزلا في دير إبزيع غرب رام الله    الاحتلال يواصل عدوانه لليوم الـ22 على جنين ومخيمها: تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات    16 يوما من عدوان الاحتلال على طولكرم ومخيميها: تدمير البنية التحتية واعتقالات ونزوح جماعي قسري    الرئيس يستجيب لاحتياجات العائلات الفلسطينية التي تحتاج للدعم والتمكين ويجري تعديلات قانونية على منظومة الرعاية الاجتماعية    تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين  

تواصل ردود الأفعال الدولية المنددة بتصريحات ترمب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين

الآن

‏الأشجار واغتيال مرزوق

هادي جلو مرعي - كاتب عراقي
يروق لي كثيرا عد عبد الرحمن منيف من كبار روائيي العالم، وعلى الأقل الذين قرأت لهم مولعا بالرواية كفن أدبي راق. الرواية تمنحك المزيد من الهدايا، فهي ليست فلسفة، وليست دينا، وليست تاريخا، وليست جغرافيا، وليست منطقا، وليست كيمياء، ولا فيزياء، ولاهندسة، وليست سحرا، وليست جنسا، وليست غراما يقود إلى الخطايا، أو يقود إلى التهلكة، أو يقود إلى الصفاء، هي كل ذلك في النهاية، وتمنحك كل ذلك دون أن تطلب مقابلا منك.
واحدة من روايات عبد الرحمن منيف (الأشجار واغتيال مرزوق) نجحت في ترويضي مثل أي قارئ لا يغريه أي شيء، وينتظر ما يغريه ليقرأه باختيار كامل، لكنني أفضل عليها (النهايات) و(مدن الملح) وربما روايات أخرى لم أعد أتذكرها، وقد أستغرب أنه كتب (قصة حب مجوسية) فكأنه أكره عليها، وليست معبرة عن إبداعه، فهي ضعيفة للغاية خاصة حين يكون العنوان مثيرا ولافتا، بينما المتن بارد خافت، لا يغري أحدا بالاستمرار في القراءة.
هل يمكن أن تتحول الأمور، وبهذه الدرجة من الإثارة المفزعة، فنجد أننا في مواجهة مخاطر حقيقية تمس وجودنا وإنسانيتنا، ونأخذ بتسطير الاحتمالات، ويتحكم فينا مفسرو النبوءات الذين يسخرون منا، ويجمعون الكثير من النقود، بينما ننشغل بتناقل سفاهاتهم، وربما دعونا لهم بالخير العميم، فهم يبعثرون حياتنا بالأساطير والأكاذيب والزيف، ونتحول في عهدتهم إلى مجموعات من السذج، بينما يحترق الكوكب، وترتفع درجات الحرارة فيه، وتتزايد أحجام المخاطر الناتجة عن العواصف والأعاصير والهزات الأرضية والبراكين والفيضانات المدمرة، عدا عن الإستهلاك المدمر للمزروعات، والاستخدام غير العقلاني للمحروقات التي تسبب زيادة في نسبة الغازات السامة، وسواها من ممارسات بشرية مثيرة للقلق والخوف من المجهول.
نحن في مواجهة تحول خطير، فجريمة الاغتيال التي طالت مرزوق في رواية عبد الرحمن منيف هي اليوم جريمة اغتيال الأشجار، وليس مرزوق حيث تحترق البيئة المحيطة بنا، وتتفجر من حولنا، ونخسر ملايين الهكتارات من المساحات الخضراء التي تشكل الغابات نسبة كبيرة منها، بينما تتشكل هي من مليارات الأشجار التي تغطي مساحات شاسعة من الكوكب، وكأن الأرض مثل امرأة تعرت من ثيابها أمام الملأ، وما عاد من شيء يستر جسدها المكشوف، ولو رأى منيف حجم الكارثة التي تواجهها البشرية اليوم، وبعد سنوات على رحيله، لألف رواية جديدة، سماها (مرزوق واغتيال الأشجار) ولوجد الكثير من القراء يطالعونها بشغف.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025