مواسم موؤودة
بسام أبو الرب
يتذكر المزارع خلوصي الحج محمد من فروش بيت دجن شرق نابلس، قبل نحو 15 عاما موجة من الصقيع التي ضربت المزروعات والدفيئات الزراعية، وكان لها أثر كبير في خسائر كبيرة وارتفاع أسعار الخضروات في الضفة الغربية.
وتشهد الأسواق اليوم ارتفاعا في أسعار بعض الخضروات؛ نتيجة المنخفض الجوي الأخير وموجتي البرد والصقيع الحادتين، الأمر الذي أدى إلى الحاق أضرار بالمحاصيل الزراعية وانخفاض كميات الإنتاج في الأسواق.
المزارع الحج محمد أحد الذين تكبدوا خسائر بمئات آلاف الشواقل؛ عقب رياح قوية ضربت بيوته البلاستيكية التي تقدر مساحتها بخمس دونمات مزروعة بالعنب، وساوتها الرياح بالأرض.
وقال الحج محمد "إن أكثر أصناف الخضروات طلبا في الأسواق هي الخيار والبندورة التي يجري إنتاج ما يقارب 40 طنا لكل منها شهريا، إلا أن هذه الفترة لم يصل الإنتاج إلى ربع المتوقع بسبب الأحوال الجوية وشدة البرودة".
وحسب إحصائيات وزارة الزراعة الأولية، فإن نحو 7 آلاف دونم، ما نسبته 8%، من أصل 70 ألف دونما مزروعة بالخضروات والمحاصيل الاخرى تضررت بفعل المنخفض الجوي القطبي الأخير.
في سهول فروش بيت دجن يتفقد المزارع فؤاد مساعيد آثار الدمار الذي لحق بمحاصيل الكوسا والباذنجان التي تعرض للحرق بشكل كامل بفعل موجات الصقيع، رغم كل المحاولات لدرء المخاطر التي قد تلحق بها.
وقال مساعيد في حديث لوكالة "وفا"، "إن 100 دونم من الخضروات أتلفت بالكامل قبل بدء الموسم الذي يمتد من شهر أيلول حتى بدايات أيار".
وأضاف "نحن ننتظر هذه المواسم بفارغ الصبر؛ لمواصلة مسيرتنا في الزراعة والتعويض عن الخسائر في الأعوام السابقة، والإيفاء بالالتزامات المالية المترتبة علينا".
وأشار مساعيد إلى أن العام الحالي من أصعب الأعوام التي مرت عليه منذ بداية زراعته للخضروات، رغم المعاناة القائمة بفعل شح المياه نتيجة ممارسات الاحتلال.
وزارة الزراعة أكدت أن هناك ارتفاعا ملحوظا في أسعار بعض أنواع الخضار، ومنها الفاصولياء والطماطم والكوسا وبعض الأصناف الأخرى؛ نتيجة المنخفض الجوي وتعرض الكثير من المحاصيل الزراعية لأضرار كبيرة، حسب وكيل وزارة الزراعة عبد الله لحلوح، الذي أشار إلى أن الارتفاع سيمتد لفترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وبعدها ستعود كميات الإنتاج والأسعار إلى وضعها الطبيعي.
وأفاد لحلوح بأن المنخفض الجوي أثر سلبا على المحاصيل الزراعية خاصة الخضراوات التي تعتبر من المحاصيل الصيفية سواء التي تزرع في مناطق الأغوار أو البيوت البلاستيكية، مؤكدا أن طواقم وزارة الزراعة تعمل على حصر كافة الأضرار لكل مزارع على حدة، مؤكدا أنه سيتم تعويض المزارعين وفق الإمكانيات المتوفرة.
أكثر من 400 دونم تضررت بسبب الأحوال الجوية وشدة الرياح في بلدة فروش بيت دجن، حسب ما أكده عضو الجمعية الزراعية للبيوت البلاستيكية، توفيق الحج محمد.
وقال الحج محمد "إن المزارع الفلسطيني أصبح ملاحقا لـ(دكان المزارع)، وتراكمت الديون عليه، عقب الخسارة التي ألمت به، فلا يستطيع الايفاء بالتزاماته المالية تجاه التجار".
وأضاف "فروش بيت دجن التي تعاني أصلا من شح المياه؛ بسبب ممارسات الاحتلال والسيطرة على مصادر المياه، وقلة إنتاج مياه عين شبلي، وحفر نحو أربعة آبار ارتوازية تنتج نحو 10 مليون كوب سنويا لصالح المستوطنات المحيطة في القرية، عدا عن هدم خزانات المياه وانذار بعضها بالهدم من قبل الاحتلال".
وبين الحج محمد أن فروش بيت دجن التي كانت تصل مساحتها لنحو 14 ألف دونم، استولى الاحتلال على 11 ألف منها، وكانت تشتهر بزراعة الحمضيات، إلا أن شح المياه جعل المزارع يتجه نحو زراعة الخضروات الموسمية".