الأونروا تنوي توزيع خارطة لفلسطين مكتوب عليها (إسرائيل) - اسماعيل ثوابتة
إسماعيل إبراهيم الثوابتة
في المقال السابق الذي انتقدت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خاصة سلك التعليم في مادة حقوق الإنسان عندما تجاوزت حدودها في انتقاد تعاليم القرآن الكريم؛ لامني بعض الزملاء واتهمني أنني كنت شديد اللهجة في المقال إياه.
ولكن اليوم نحن على موعد من (طلّة) جديدة من (طلات) وكالة الغوث الأونروا، وهذه المرة تطال ثوابت الشعب الفلسطيني، حيث تنوي الوكالة توزيع – وربما وزعت على بعض المناطق التعليمية- خارطة لفلسطين مستبدلة بكلمة (إسرائيل) في الوسط باللغة الانجليزية!!.
نحن نعتبر تسويق وتوزيع هذه الخارطة يعتبر تجاوزا خطيرا لثوابت الشعب الفلسطيني، ومن المحتوم بأنه لا يمكن أن يتم تسويق فكرة حل الدولتين بالمطلق ولا بأي وسيلة من الوسائل!.. حتى في الخارطة التي تمت طباعتها تم الإشارة إلى المواقع الاستيطانية التي تعتبرها الأمم المتحدة – إعلاميا - بأنها غير شرعية..
من الواجب على الأونروا أن تناضل من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي احتلتها (إسرائيل) عام 1948م، و لا أن تقوم بتشريع وجود (إسرائيل)!!.
نحن نفهم أن الأونروا جاءت مؤقتا لكي تُعين وتُشغّل اللاجئين الفلسطينيين حتى تناضل من أجل عودتهم إلى أراضيهم التي طردوا منها عنوة وتحت قوة السلاح، ولا نفهم أنها جاءت لتشريع وجود الاحتلال (الإسرائيلي) وتمرير كلمة (إسرائيل) على خارطة رسمية بدل كلمة فلسطين..
أبناء الشعب الفلسطيني لم يقبلوا أصلا ذلك الطرح من الأمريكان ولا من أوروبا، فكيف لهم أن يقبلوا ذلك من "الأونروا" التي جاءت لتناضل من أجلهم والضغط لإعادتهم إلى أراضيهم المحتلة إياها!.
إن المطلوب من الأونروا أن تتراجع فورا عن توزيع هذه الخارطة، وأن تعيد طباعتها من جديد باسم فلسطين بدلا من الاسم المزيف (إسرائيل)، وأن تمحوا مواقع الاحتلال العارضة والمؤقتة التي وضعها لنفسه، وألا تعمل على ترويج ذلك لأن هذه السياسة تضر بها وبرسالتها وبمصداقيتها بين أطياف الشعب الفلسطيني..
هذا يكفي يا وكالة الغوث، لقد زادت السقطات والزلات، ومن الواجب أن تنتبهي لذلك لأن الشعب الفلسطيني سئم من المداهنات ومن التراكمات التي خرجت عن المنطق السليم.