قوات الاحتلال تعتدي على ثلاثة مواطنين وتصيبهم بجروح خلال اقتحامها البيرة    خمسة شهداء إثر قصف الاحتلال مدينة دير البلح ومدينة خان يونس    الأمم المتحدة: 12500 مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    حيفا: الشرطة الإسرائيلية تقمع وقفة منددة بالحرب على قطاع غزة    وفد من منظمة التحرير و"فتح" ومؤسسات الأسرى يقدم التعازي للسفير التونسي باستشهاد الطالب خالد0    الاحتلال يخطر بـ"التصرف" في عشرات الدونمات من البيرة وقرى مجاورة    الاحتلال يفرج عن المعتقل أحمد مناصرة بعد اعتقال دام 9 سنوات ونصف سنة    مؤسسات الأسرى: 16400 حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة والتهجير منها 800 في شهر آذار الماضي    12 شهيدا في قصف على مدينة غزة وإطلاق نار في مواصي رفح جنوب القطاع    مؤسسة ياسر عرفات تعقد اجتماع مجلس إدارتها الـ63    الرئيس يهاتف رمزي خوري وزياد الحوت معزيا بوفاة المناضلة الكبيرة سلوى الحوت    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 50,886 والإصابات إلى 115,875 منذ بدء العدوان    الرئيس ينعى المناضلة الكبيرة سلوى الحوت    في ذكرى اسنشهاد القادة عدوان وناصر وأبو يوسف النجار.. "فتح": ملتزمون بإرث القادة الشهداء وسنواصل مسيرتهم حتى الحرية والاستقلال    52 عاما على استشهاد القادة الكمالين والنجار  

52 عاما على استشهاد القادة الكمالين والنجار

الآن

وليد دقة: مفكر في مواجهة سرطانين

يامن نوباني

يحارب وليد دقة (62 عاما) وهو يدخل عامه الـ38 وقبل الأخير في سجون الاحتلال، سرطان نخاع العظم الذي أصابه مؤخراً، وسرطان الاحتلال الذي اختطف شبابه وحريته منذ 25 آذار 1986 وحتى يومنا هذا.

في كانون الأول/ ديسمبر 2022، شُخّصت إصابة دقة بمرض التليف النقوي (Myelofibrosis)، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم اللوكيميا الذي تم شُخّص به في عام 2015.

نقل دقة وأغنى من فكره وخلاصة تجربته الثورية وحراكه الثقافي في سجون الاحتلال العديد من الإصدارات النضالية والفكرية والأدبية، أبرزها: "يوميات المقاومة في مخيم جنين 2002" صدر عام 2004، إلى "صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب" عام 2010، إلى "حكاية سر الزيت" 2018، إلى "حكاية سر السيف" 2021.

كما ألف مسرحية "حكاية المنسيين في الزمن الموازي" عام 2011، التي ما زالت في تصنيف المخطوطة إلى جانب رواية قصيرة كتبها بـ"العبرية".

استثمر دقة أعوامه الطويلة خلف القضبان في تثقيف نفسه ومن حوله، فأصدر عدة مؤلفات، وكتب ونشر مئات المقالات والرسائل والتحليلات والاستنتاجات لصحف ومجلات محلية وعربية وعبرية ودولية، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السجن ومقاومتها.

تمحورت كتابات دقة، في قضايا الحرية والثورة والأسرى والسجون والتعذيب، الذاكرة والأرض والناس والحكاية، إلى الشأن الفلسطيني العام في كل مكان، الوطن والمواطنة، القضايا الاجتماعية والإبداع والخيال.

في كتابه "صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب" يتحدث باستفاضة عن إضراب عام 2004، الذي استعدت حكومة شارون له ودفعت نحوه، باستفزاز الأسرى بعدة إجراءات وتدابير قمعية وتغييرات مست حياة الأسرى وما عايشوه قبل ذلك، وهي بالتأكيد هنا لا تعني أنهم كانوا في "بحبوحة من العيش"، إنما كانت الأمور السيئة تسير بشكل أفضل قليلاً، وفرضت عليهم المزيد من العزلة والسياسات التي سلختهم أكثر من الواقع في الخارج وضرب أطرهم التمثيلية وإضعافها، وتفكيك العمل الجماعي الذي تحدده قيم وطنية مشتركة.

يرى دقة أن حكومة شارون اتخذت عدة إجراءات لعملية صهر وعي الأسرى التي بدأت في عام 2004 بعد تسلم "يعقوب جنوت" في أواسط عام 2003، رأس الهرم القيادي لإدارة السجون الذي عينه رئيس وزراء الاحتلال آنذاك، آرائيل شارون، الذي ربطته به علاقة شخصية وعسكرية قديمة، شارون منح "جنوت" مطلق التصرف في تحديد سياسته وتطبيقها، إضافة إلى زيادة الميزانية التي أتاحت له تجهيز السجون القديمة بتقنيات ونظم حديثة، لإحكام السيطرة على تفاصيل الأسرى، وبناء سجون جديدة تستوعب الآلاف.

ويتابع دقة في تفاصيل مواجهة إضراب الأسرى، جرى مصادرة الملح، خلق حالة من التوتر والقلق بإخراج الأسرى من غرفهم بحجة التفتيش عن "ممنوعات" رغم تفريغ كل الغرف من حاجياتها إلا فرشة الأسير، وإجراء تنقلات بين الأقسام والغرف لتفكيك دوائر المعارف التي تشكلت عبر سنوات من الاعتقال، وإسماع الأسرى نداءات عبر مكبرات الصوت، وتوزيع نشرات تهدف إلى إضعاف قناعة الأسير بخطوة الإضراب وبقيادته، وإقامة حفلات المشاوي للشرطة والسجناء المدنيين في باحة السجن، واستخدام العنف وجهاز الصدمة في حالة نقل الأسرى إلى السجون أو المستشفيات وهو جهاز يستخدم اصلا لحث البقر على السير، ومنع المحامين من زيارة الأسرى والتواصل معهم، ومنع تسرب أي خبر عن حملات التضامن والاعتصامات التي تشكل دعما معنويا.

في كتابه، يفكك دقة عقلية السجان، التي راكمت عبر عشرات السنوات أدوات تعذيب جسدية ومعنوية، هدفها "تحويل الأسير الفلسطيني من ذات فاعلة لها شخصيتها وقناعاتها، إلى موضوع سلبي ومتلق يعتمد بالأساس على حاجات مادية يتلقاها وفقا لإرادة السجان، فتتحول بالتدريج إلى جوهر حياته واهتمامه اليومي، خصوصا عندما يفتقد أي انشغال أو اهتمام آخر في واقع مغلق كالسجن... المهم أن لا يتحول الأسير إلى ذات يدرك واقعه ونفسه ويفكر في مصيره أو مصير رفاقه".

يُشار إلى أن دقة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 أسيرًا، بعد الإفراج في كانون الثاني/يناير الماضي عن أقدمهم وهما المحرران كريم يونس، وماهر يونس.

اعتُقل دقة، في 25 من آذار/ مارس 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه وهم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة، بتهمة خطف الجندي موشي بن تمام وقتله، لمبادلته بأسرى في سجون الاحتلال.

عام 1999، ارتبط وليد دقة بزوجته سناء سلامة، وفي شباط 2020، رُزق وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة.

تعرض دقة لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال إلى الاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي.

يذكر أن الاحتلال أصدر بحقه حكما بالسجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضاف عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عامًا.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House