السعودية تعلن عن ترتيبات وإجراءات جديدة استعدادا لموسم الحج    189 مستعمرا يقتحمون الأقصى    الاحتلال يقتحم سلوان ويفرض مخالفات على المركبات    بطاركة ورؤساء كنائس القدس: قصف مستشفى المعمداني في أحد الشعانين يُعدّ إهانة لجميع المسيحيين    "تذكير": تعديل على ساعات عمل معبر الكرامة اليوم    قوات الاحتلال تشدد إجراءاتها العسكرية في محيط نابلس    الاحتلال يقصف مبنى الاستقبال والطوارئ في المستشفى المعمداني ويخرجه عن الخدمة    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة    إصابة مواطن برصاص الاحتلال غرب الخليل    ‫ الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم ال77 على التوالي    قوات الاحتلال تعتدي على ثلاثة مواطنين وتصيبهم بجروح خلال اقتحامها البيرة    خمسة شهداء إثر قصف الاحتلال مدينة دير البلح ومدينة خان يونس    الأمم المتحدة: 12500 مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    حيفا: الشرطة الإسرائيلية تقمع وقفة منددة بالحرب على قطاع غزة    وفد من منظمة التحرير و"فتح" ومؤسسات الأسرى يقدم التعازي للسفير التونسي باستشهاد الطالب خالد0  

وفد من منظمة التحرير و"فتح" ومؤسسات الأسرى يقدم التعازي للسفير التونسي باستشهاد الطالب خالد0

الآن

التاريخ والحقيقة

لا تكمن الحقيقة في التاريخ، بسرديته للأحداث الماضية، أيا كانت، وإنما في وضع هذه الاحداث في سياقاتها، وفي بيئتها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والغايات التي دفعت الى تحقيقها. وبهذا المعنى، التاريخ ليس سردية ماضوية، وإنما التاريخ رؤية متصلة المراحل، مترابطة، وغير منقطعة، وهذا ما يؤلف مسيرته التي تمضي دائما إلى أمام . إدراك التاريخ على هذا النحو، هوما يشكل الوعي به، وما يجعله دروسا، لا لمعرفة الحقيقة الكامنة في الماضي فحسب، وإنما لمعرفة دروب المستقبل أساسا، والمضي فيها بخطوات واثقة، لا تقبل التراخي، ولا التراجع، ولا المهادنة، ولا المساومة. على هذه القاعدة يرى الرئيس أبو مازن ضرورة كتابة تاريخ القضية الفلسطينية منذ بدايتها التي تعود إلى الالفية الأولى، وله من السرديات في هذا الاطار، ما جعله عارفا للكثير من الخبايا التي جعلت تاريخ القضية الفلسطينية حتى الان تاريخا مشوها، وخاليا تقريبا من تلك السياقات وحقيقتها، في التدوينات المشوهة التي انطوى عليها، والتي صيغت، لأسباب سياسية برغماتية وانتهازية، وحتى تآمرية بكل ما في هذه الكلمة من معنى..!! هذه مهمة وطنية من الطراز الاول، أن يكتب الفلسطينيون تاريخ قضيتهم الوطنية، كي لا تبقى سلعة في سوق السياسات، والتشويهات القصدية، ومنابر الخطابات الشعبوية، وليس ثمة بدايات متعددة لتاريخ القضية الفلسطينية، كما تحاول الجماعات الاسلاموية ذلك، وهي تلغي كل ما سبقها من فعل، ونضال وطني فلسطيني، ليبدأ تاريخ العمل بالقضية الفلسطينية من عندها...!! أهمية هذه المسألة الآن، وحرب اسرائيل على المشروع الوطني الفلسطيني بصورتها العنيفة على قطاع غزة، وعلى عموم اراضي دولة فلسطين المحتلة، تتواصل على نحو محموم، تكمن أهمية مسألة كتابة التاريخ بالقلم الفلسطيني لتخليق اقصى درجات الوعي بطبيعة الصراع وأسبابه وحقائقه المغيبة، وفي التصدي المعرفي والحضاري لما تحاول إسرائيل اليوم رسم مسار آخر للقضية الفلسطينية، وتاريخها، مسار تضيع فيه الملامح والاهداف الوطنية العادلة لهذه القضية، وبكامل تاريخها، بل وشطب هذه الملامح والاهداف كليا، لتعود مجرد قضية مساعدات إنسانية إن استطاع المجتمع الدولي، وأراد تأمين هذه المساعدات، وهذا ما يجعلنا في اللحظة الراهنة نرى في وعي التاريخ، وضرورة كتابته فلسطينيا، مهمة نضالية، بمهنية الناظر إلى المستقبل، ووطنيته، وعلى قاعدة ثوابته المبدئية.

رئيس التحرير

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House