أسمع كلامك أصدقك- نبيل عبد الرؤوف البطراوي
قصة المصالحة والتصريحات التي تصاحب كل اللقاءات الفلسطينية تنثر شيء من الطمأنينة بين نفوس أبناء شعبنا ,وما أن تبدى اللقاءات تخرج علينا الأصوات التي تحبط وتثبط من الطموحات بلغة دبلوماسية لا تنم على إلا على حالة التمترس خلف المصالح الشخصية والحزبية الضيقة دون النظر للحال الذي يعيشه المنتظرون ,وهذا الأمر ليذكرني بقصة سيدنا عمر بن الخطاب وهو يتفقد أحوال قومه في إحدى الليالي حينما سمع صراخ الأطفال واستأذن ودخل الدار ووجد أم تضع القدر على النار وفيه الحصى وتحرك فيه ليس على أمل ان ينضج ما به بل على أمل ان ينام الأطفال بجوعهم ,وحينما سأل إلام عن هذا حكت له حكايتها فأحضر لهم سيدنا عمر خليفة المسلمين ما يسد رمقهم من بيت مال المسلمين وطهي لهم الطعام الحقيقي ,وهنا يبدوا ان اللقاءات الفلسطينية لا تختلف عن قصة القدر ,وهنا ما بين الحين والحين نسمع عن اتفاقات وتفاهمات ويبتهل الشعب رافعا اكفه إلى السماء لكي تزاح هذه الغمة عن شعبنا لتخرج لنا غربان النهار بنعيقها المحبط لترجعنا إلى المربع الأول ,تحت عناوين ويافطات وتنافر لم يعد المواطن يؤمن بها وها نحن اليوم يخرج علينا البعض برفض برنامج الرئيس السياسي .وهنا السؤال ما هو برنامجهم هم الرافضين لبرنامج الرئيس وأين برنامجهم السياسي من التطبيق وماذا تحقق منه على ارض الواقع بعد 24 عاما وهل هم يؤمنون بهذا البرنامج ويعملون على تحقيقه وجعله واقع ملموس وكم عام نحن بحاجة له لكي يعودوا إلى رشدهم عاملون على الممكن الصعب . وهنا السؤال هل قضيتنا برامج سياسية؟وكم برنامج سياسي تمتلك فصائلنا الوطنية والإسلامية ؟وكم عمر هذه البرامج؟وأين هذه البرامج من التحقق على ارض الواقع؟ واذكر بأن الأمم المتحدة ملئي بالوثائق والقرارات والبيانات التي تطالب بالعدل والعدالة والتحرر وحقوق الإنسان وكل ما يجعل البشرية في قمة السعادة والمحبة ولكن أين هذا من الواقع على الأرض وأي قانون الذي يسود اليوم أليس قانون الغاب الذي يحكم العالم اليوم؟هل ينظر احد ألا إلى الأقوياء؟وهل من الممكن ان نخرج من هذه الدائرة المغلقة إلا من خلال النظر إلى أنفسنا وواقعنا بواقعية حقيقية لكي نتمكن من البناء السليم لكي نعيد شعبنا إلى دائرة الفعل الحقيقي لكي يتمكن من إعادة وجوده على التاريخ والجغرافية البشرية الحرة,وهنا يبدوا ان برامجنا السياسية أصبحت صماء وعمياء مثل قياداتنا فلم تسمع هذا البرامج عن المحاولات اليومية من قبل الصهاينة للمسجد الأقصى ,ولا تعرف عدد أسرانا في سجون الاحتلال ,ولم تشاهد المستوطنين وهم يقضمون الأرض شبرا شبرا دون رادع ولم تعرف هذه البرامج السياسية عن الحالة التي يعيشها شعبنا في غزة والضفة والشتات ,ولا تعي حالة البطالة المتفشية في الشباب الفلسطيني والتي تخطفهم واحد تلو الأخر وتدفعهم إلى الهجرة خارج هذا الوطن لكي يأتي يوم ولا نجد شعبنا لنقول بأن له قضية وحينها من الممكن ان نوزع بنود هذه البرامج على شعبنا المتبقي لكي يأخذ مع هذه البنود الصور التذكارية علها تنفع الأجيال ألاحقة! أن استمرار حالة الانقسام ترسخ واقع متشعب كاستمرار حالة الاحتلال من الصعب القفز عنه في شتى المناحي الإدارية والنفسية والقيادية والمصلحية حيث اليوم نشأت مجموعات بين إرجاء الوطن ارتبطت مصالحها بحالة الانقسام وتعتبر هذه المصالح هي العقبة الكيداء والتي يتم التستر لأجلها خلف يافطات عريضة ظاهرها وطني وباطنها فئوي فردي أناني. فلا يوجد إنسان فلسطيني في الوطن والشتات لا يأمل أو يحلم بأن تعود كل فلسطين إلى أهلها كذا يشاركنا هذا الحلم وهذا الأمل كل العرب والمسلمين لا بل كل أحرار الأرض الذين شاركنا البعض منهم نضالنا المسلح حينما كان العمل المسلح هو السبيل المتاح إمامنا ,واليوم يشاركنا في المقاومة السلمية الآلاف من مناصري قضيتنا وشعبنا من كل إرجاء العالم حالتنا النضالية الكفاحية السلمية ,فالجميع اليوم أصبح يعي بان العالم اليوم لا يقبل إلا بهذا السبيل كذا امتنا العربية والإسلامية لا تسعفنا إلا ببعض البيانات والشجب والتنديد وهذا بالطبع على ارض الواقع لا يطفئ نار يشعلها مستوطنون في أشجار الزيتون ولا توقف جرافة تهدم بيت في القدس من هنا يجب على قافلة القيادة المجتمعة اليوم بالقاهرة للمرة الإلف ان تصدق شعبنا القول وتضع النقاط على الحروف وتبتعد عن لغة المجاملة والدبلوماسية وتتحدث عن أسباب تأخر هذا المولود عله بحاجة إلى عملية قيصرية تريح شعبنا من عناء الانتظار ,حتى لا نصحو ولا نجد إلا مجموعة من رجال الإعمال الذين يتاجرون بمعاناة شعبنا ليس من أجل التحرير ولكن من أجل تمرير الزمن لكي تزداد ثرواتهم ويستمر البز نس ويصبح شعبنا وقضيته مجرد أرقام في سوق المال ....أشوف أفعالك استعجب