صرخات أمهات غزة في وجوه قادتنا- أ . تحسين يحيى أبو عاصي
كاتب مستقل
بكلمات ساذجة بسيطة ولكنها عميقة المدلول ، تصرخ أمهات غزة من أعماق قلوبهن ، من دون أن يسمعهن احد ، ولا يعبأ بصراخهن أحد ، يدْعُنَّ على من تسبب في معاناتهن ليلا ونهارا ... فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوه المظلوم فإنها تُحمل على الغمام ، يقول الله تعالى : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين .
أمهات غزة يدْعُنَّ من قلوبهن على من كان السبب في قطع التيار الكهربي ، وقطع المياه ، فإذا وصلت الكهرباء انقطعت المياه وبالعكس ؛ لتبقى خزانات المياه المنزلية فارغة ، فلا تتمكن الأمهات من قيامهن بواجباتهن المنزلية في بيوتهن ... قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوه المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شراره .
أمهات غزة يدْعُنَّ على من تسبب في غياب تدفئة أطفالهن أمام هذا البرد القارص ، في ظل قيام شركة كهرباء غزة وبمهارة بقطع التيار الكهربي عن البيوت تحت ذريعة دفع الفاتورة الشهرية –هذا إن وصلت الكهرباء إلى المنازل وهيهات لها أن تصل !! - ... وقد صدق من قال :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الند
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لا تنم
أمهات غزة يدُعنَّ على من أوصلهن إلى حالة الفقر المدقع ، وحرمانهن وأطفالهن من أبسط مقومات الحياة الآدمية قائلات : اللهم إنهم رأوا قوتهم علينا ونحن الضعفاء فأرنا قوتك عليهم فأنت المنتقم الجبار.
أمهات غزة يدْعُنَّ على من تسبب في إرهاقهن بسبب غياب وقود مولدات الكهرباء ، وكثرة العطل الذي يصيب تلك المولدات ، وارتفاع الضرائب ، وغياب فرص العمل ، ومشاكل الصحة والتعليم ، وضيق الحياة بأهلها ... قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا دعوه المظلوم وان كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب .
لقد بات مفهوم المواطنة في النظام السياسي الفلسطيني درجة سلم للصعود عليه ؛ من اجل تحقيق الأجندة على ظهره ...
أمهات غزة يرفعن أيديهن إلى الله ويقلن : يا رب أغلقت الأبواب إلا بابك ، وانقطعت الأسباب إلا إليك ، ولا حول ولا قوة إلا بك .
يا رب : اللّهم إنا ومن ظلمنا من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا ، وسرّنا وعلانيتنا ، وتطلع على نيّاتنا ، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا ، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا ، ولا لنا منك معقل يحصننا ، ولا حرز يحرزنا ، ولا هارب يفوتك منّا .
اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك ، فسبحانك أنت مدركه أينما سلك ، وقادر عليه أينما لجأ ، فمعاذ المظلوم بك ، وتوكّل المقهور عليك ، اللهم إنا نستغيث بك بعدما خذلنا كل مغيث من البشر، ونستصرخك إذا قعد عنا كل نصير من عبادك ، ونطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة ، اللهم انك تعلم ما حلّ بنا قبل أن نشكوه إليك ، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.
يا رب نعلم أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم ، ولك وقتاً تأخذ فيه حق الضعيف من القوي ، ولا يخرج عن قبضتك أحد ، نحن الضعفاء بين يديك ، فقدرتك يا ربي فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب على كل سلطان ، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته ، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته.
فهل بالمعاناة يتحقق مفهوم المواطنة ؟ وهل بالمعاناة يتحقق مبرر وجود الوزارات والقوى السياسية ومنظمات العمل المدني أمام معاناة المواطنين المستمرة والمتصاعدة ؟ وهل بذلك نكافئ صمود حرائر فلسطين اللواتي أنجبن الأبطال وشاركن الرجال جنبا إلى جنب مسيرة النضال ؟ أم إنه الإفلاس الفكري والسياسي المنقطع النظير؟ .... وشدي حيلك يا بلد .
للمراجعة
من داخل فلسطين 0599421664
من خارج فلسطين 00970599421664
إميل : tahsen-aboase@hotmail.com