ســـنرجــع يـــومـــاً -عفاف خلف
كيف أحمل لفح النار في روحي، أنا الفينيق المشتعل منذ ما يزيد عن الستين عاماً، لم اتعلم التشبث بالرماد، بل أنهضُ وأنهصُ وأنهض.
أنا الفلسطيني اكتسبت اسمي من سمرة الأرض التي أفلحها، من عشقنا السري والعلني، روحي منسوجةٌ بترابها، ومعفّر جبيني بغبار حنائها، ودمي، دمي المراق مطر شرايينها، يدور في السواقي أساطيراً لعشاقٍ ما زالوا على قيدها، في صدري خفق نبضاتها، ومن رئتي تتصّعد أنفاسها، كيف أتحدث عنها، وأنا لا أراني دونها، هي المشغولة من نبضٍ وورد، من إغنياتٍ ومطر.
حدثتني الأرض عني، قالت: وهبتك روحي، كلّي ما يسكنك.
وحدثتها عنها، قلتُ: يا عصيّة الغياب، امكثي فيّ قليلاً بعد، وابرحي روحي، أشتهي لك اشتياق، أشتهي انشطارك عني، وقامةً لا تخالطها قامتي لأراكِ، أشتاقُ أن أراكِ.
وحدثتني تجاربهم، قالت: إن كل الشعوب ضحت، ناضلت وقدمّت الشهداء، وأن لكل قضية حرية، رمزٌ شهيد.
أخبرتني إن الدرب طويل، إن الحرية جدارةٌ نكتسبها بالدم والنار وقرابين الشهداء.
وأقتربتُ، اقتربتُ اقتربتُ وكان الوطن ينأى.
مدموغٌ بالعشق، بسذاجة الأبجديات المنقوشة زخارفها، قلبي مأذنة لشهيد، ناقوسٌ لهيكل جسد، وأراني في مهد البلاد، وأراها في الحلم البعيد، في الحلم القريب، نزعوها مني، وما زلتُ أتخبط، أرفض للروح انتزاع، ستعلّمكم تجربتي، ستحدثكم عن لصوص التاريخ والجغرافيا، نصوص القرصنة المقدسّة، نصوص السطو باسم الرب، والقتل باسم الرب، والطرد والتشريد وبثور " اللجوء "، ثغور المقاومة، وعن جرح البلاد، وندوب الروح.
بين ليلٍ وعشى اندفقنا من رحم البلاد وبين ولادةٍ قيصرية وتهجير قسري، أعلنوا ميلاد مسخٍ هو يهوذا العصر، وعلقّونا على خشبة القرارات والقمم فهل رأيت قذى مساميرهم!! قرارات شرعنة الاحتلال!! منسوجةً في دمي، سجادةً تزيينها كعبة قدسي، لي كل تفاصيل البلاد، لي الجبال، السهول، البحر، النهر، شواطئ عكا، تراتيل بيت لحم، شقاوة يافا، صبوة حيفا، صهيل الجليل، سنا الزيتون، حرقة الزعتر البري، تفّتح المواسم فيّ، ولي حلمٌ، ولي جنان " ولن أرتد حتى أنزع جنتي " وأعود على متن بندقيتي عاشقاً لم يرتد.
أنا الفلسطيني اكتسبت اسمي من سمرة الأرض التي أفلحها، من عشقنا السري والعلني، روحي منسوجةٌ بترابها، ومعفّر جبيني بغبار حنائها، ودمي، دمي المراق مطر شرايينها، يدور في السواقي أساطيراً لعشاقٍ ما زالوا على قيدها، في صدري خفق نبضاتها، ومن رئتي تتصّعد أنفاسها، كيف أتحدث عنها، وأنا لا أراني دونها، هي المشغولة من نبضٍ وورد، من إغنياتٍ ومطر.
حدثتني الأرض عني، قالت: وهبتك روحي، كلّي ما يسكنك.
وحدثتها عنها، قلتُ: يا عصيّة الغياب، امكثي فيّ قليلاً بعد، وابرحي روحي، أشتهي لك اشتياق، أشتهي انشطارك عني، وقامةً لا تخالطها قامتي لأراكِ، أشتاقُ أن أراكِ.
وحدثتني تجاربهم، قالت: إن كل الشعوب ضحت، ناضلت وقدمّت الشهداء، وأن لكل قضية حرية، رمزٌ شهيد.
أخبرتني إن الدرب طويل، إن الحرية جدارةٌ نكتسبها بالدم والنار وقرابين الشهداء.
وأقتربتُ، اقتربتُ اقتربتُ وكان الوطن ينأى.
مدموغٌ بالعشق، بسذاجة الأبجديات المنقوشة زخارفها، قلبي مأذنة لشهيد، ناقوسٌ لهيكل جسد، وأراني في مهد البلاد، وأراها في الحلم البعيد، في الحلم القريب، نزعوها مني، وما زلتُ أتخبط، أرفض للروح انتزاع، ستعلّمكم تجربتي، ستحدثكم عن لصوص التاريخ والجغرافيا، نصوص القرصنة المقدسّة، نصوص السطو باسم الرب، والقتل باسم الرب، والطرد والتشريد وبثور " اللجوء "، ثغور المقاومة، وعن جرح البلاد، وندوب الروح.
بين ليلٍ وعشى اندفقنا من رحم البلاد وبين ولادةٍ قيصرية وتهجير قسري، أعلنوا ميلاد مسخٍ هو يهوذا العصر، وعلقّونا على خشبة القرارات والقمم فهل رأيت قذى مساميرهم!! قرارات شرعنة الاحتلال!! منسوجةً في دمي، سجادةً تزيينها كعبة قدسي، لي كل تفاصيل البلاد، لي الجبال، السهول، البحر، النهر، شواطئ عكا، تراتيل بيت لحم، شقاوة يافا، صبوة حيفا، صهيل الجليل، سنا الزيتون، حرقة الزعتر البري، تفّتح المواسم فيّ، ولي حلمٌ، ولي جنان " ولن أرتد حتى أنزع جنتي " وأعود على متن بندقيتي عاشقاً لم يرتد.