خمسة أشهر على صفقة شاليط! - بهاء الشافعي
لم يمض اشهر معدودة على صفقة تبادل الأسرى بين حماس و(اسرائيل)، حتى وأضحت السلطات الاسرائيلية باعتقال العشرات من الاسرى المفرج عنهم في الصفقة التي سميت باسم الجندي الاسرائيلي الذي افرجت عنه حماس في غزة – جلعاد شاليط - ، حتى وان الاعتقال لم يطلهم لوحدهم، فهنالك من اعتقل برفقة باقي افراد أُسرته كالأسير مجدي العجولي، الذي اعتقل هو وزوجته وابنته اثناء اقتحام منزلهم في قرية قفين شمالي طولكرم.
ان تمادي (اسرائيل) في اعتقال الأسرى المحررين الذين لم يمضي على الافراج عنهم اقل من ستة أشهر، يكشف تباعاً سطحية الاتفاق المبرم بين الشاباك الاسرائيلي وحماس، ومدى هشاشة هذا الاتفاق الذي أحيك في سرية تامة وبسرعة كبيرة، كما ويكشف الحجم الحقيقي للصفقة المبرمة التي اُشبعت اعلامياً من التطبيل، وسيكشف أيضاً – بعد عدة شهور- الهدف من وراء انجاز الصفقة بعد جولات فاشلة لانجازها مسبقاً.
اذا عدنا قليلاً الى الوراء، حيث لحظة الاتفاق المبرم بين الجانب الاسرائيلي والجانب الحمساوي، والذي تم بمشاركة شخوص من قطر وتركيا وسوريا، ووساطة المانية، وتمت المفاوضات – حسب حماس – من خلال المخابرات المصرية، وليس من خلالها، نرى ان ما اعلن عنه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بخصوص بنود الاتفاق كان هشاً للغاية، وان التنازلات التي تمت في الصفقة كانت فلسطينية من خلال –حماس- ، بغض النظر عن تصريحات قادة الكيان الاسرائيلي وإعلامييهم الذين يحاولون على المدى ان يظهروا انهم الخاسرون دوماً جراء الاتفاقات الموقعة، وانهم هم من يقدمون التنازلات دوماً امام العالم ليظهروا بصورة حسنة.
ان تصريحات رئيس وزراء (اسرائيل) بنيامين نتنياهو عقب الاتفاق كانت تثير الكثير من القلق في اوساط الناشطين في حقوق الانسان والمدافعين عن الاسرى، حتى الاسرى انفسهم الذين شملتهم الصفقة كان يراودهم الشك من مدى فاعليه الاتفاق ومدى فاعلية بنوده في حمايتهم بعد الخروج من السجون، خصوصاً وانه صرح حينها – أي نتنياهو- بأن هذا الاتفاق كان افضل ما يمكن تحقيقه في ظل التغييرات الجارية في الشرق الأوسط، وان الفرصة الحالية – أي فرصة الاتفاق- لن تكون متاحة في المستقبل القريب، والتي كانت ستغلق حسب وصفه ان لم تتم في لحظتها، ولن يعود شاليط الى عائلته، كما وموافقة مجلس الوزراء الاسرائيلي اليميني الذي من الصعب ان يتخذ قرارات مصيرية بالإجماع اثارت شكوك حول التنازلات المقدمة حينها.
ان حديث حماس وفصائل أخرى – شاركت في خطف شاليط- عن استجابة (اسرائيل) لشروط المقاومة لم يكن دقيقاً حينها، او يمكن اعتباره كلاماً للاستهلاك الاعلامي لا اكثر ولا أقل، لأن دافعية حماس آنذاك للتوقيع كانت أيضاً للتغيرات الجارية في المنطقة، وتماماً للفرصة الأخيرة التي ربما اتيحت لهم للتوقيع، حتى انها ولأسباب عجلة توقيع الاتفاق اعتمدت على بيانات الشاباك الاسرائيلي الذي راعى في تقديمها العنجهية والعنصرية في امداد الطرف الآخر بمعلومات عن عدد الاسيرات في السجون الاسرائيلية، دون تدقيق هذه البيانات من قبل الجهات المختصة بالحركة الاسيرة، خصوصاً لغياب التنسيق حينها، وعدم التعاون الحمساوي مع القيادة الفلسطينية والجهات الرسمية التي تمتلك كل صغيرة وكبيرة بخصوص الأسرى.
حديث حماس عن ضمانات المانية بعدم ملاحقة الاسرى المحررين نهائياً، وضمان حرية التنقل التام لهم، كما وحديثها عن رفع الحصار عن قطاع غزة يبقى مبهم حتى الآن، مما يجدر بنا ان نطرح تساؤلات عديدة حول هذا الموضوع، اهما أين هذه البنود الآن والقطاع ما زالت محاصراً؟!، بل بصورة أدق والقطاع يدك بالصواريخ الاسرائيلية مجدداً؟! وكيف تتحدث حماس عن ضمانات للأسرى والعشرات ممن افرج عنهم تم اعتقاله وعائلته؟! وماهية طبيعة هذه الضمانات في ظل استهداف الاحتلال واغتيال اسرى محررين ايضاً؟!
يمكننا القول الآن بأن الاتفاق الحمساوي الاسرائيلي حول المبادلة تم في ظروف ليست جيدة، فمن الجانب الاسرائيلي مثلاً حاولت (اسرائيل) انجاز الصفقة بسرعة بالرغم انها لم تقدم شيء يذكر من التنازلات للجانب المفاوض الآخر، والساسة الاسرائيليون يتحدثون عن الاتفاق بسطحية دون تفاصيل، ولحظات سريعة فرضها نتنياهو دون خلاف داخلي اسرائيلي على التوقيع، راعى خلالها آنذاك ما يوصف بالمتغيرات الاقليمية، وكان يريد ان ينتهي من هذا الملف – الذي كان دوماً ذريعة لضرب المواطنين الآمنين في القطاع- كما ان حماس نفسها كانت تريد ان تتماشى مع المتغيرات الاقليمية عنوة بباقي الأحزاب الاسلاموية في المنطقة، وتحاول ان تطرح نفسها بحلة جديدة لتدخل وليمة السلطة، فعملت على التخلص من شاليط مراعاة لظروفها في بعض الاقاليم العربية ولتضمن حرية تنقلها دون استهداف.
اذكر انه في اللحظات الاولى لخروج الأسرى سمعت البعض يقول ان حماس ستكون على رأس المنتصرون من هذه العملية، ليس لخروج هذا العدد من الأسرى، بل لأنها ستسحب الأضواء من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان يخوض معركة في اروقة الامم المتحدة وتحدي للإدارة الامريكية في طلب العضوية من مجلس الأمن، وقالوا ايضاً ان الرئيس عباس سيكون اول الخاسرون، مع تناسيهم انه رئيس الشعب الفلسطيني الذي احبه واحبهم، وكان اول المهنئون لابناء وطنه.
الإضراب الأخير للأسيرة هناء الشلبي التي تم اعتقالها مجدداً بعد الافراج عنها في صفقة شاليط الأخيرة ورفضها للاعتقال الاداري –ربما- وضع حماس في مأزق او موقف غير محمود، لأن الأسيرة ظنت لحظة الافراج عنها انها ستكون تحت حماية بنود عدم الملاحقة او الاعتقال مجدداً التي صرحت بها قيادات حماس كغيرها العشرات من الأسرى أيضاً، كما واستهداف الأسير المحرر محمود حنيني في غزة واستشهاده –حَجَمَ- الاتفاق الموقع واعاده الى صورته الطبيعية، وكسر نظرية استجابة الاحتلال للشروط الحمساوية كاملة "والتي كانت محجمة اصلاً بعدما افرج عن الاسرى دون وعودات حماس باطلاق قادة الفصائل في السجون".
ان تمادي (اسرائيل) في اعتقال الأسرى المحررين الذين لم يمضي على الافراج عنهم اقل من ستة أشهر، يكشف تباعاً سطحية الاتفاق المبرم بين الشاباك الاسرائيلي وحماس، ومدى هشاشة هذا الاتفاق الذي أحيك في سرية تامة وبسرعة كبيرة، كما ويكشف الحجم الحقيقي للصفقة المبرمة التي اُشبعت اعلامياً من التطبيل، وسيكشف أيضاً – بعد عدة شهور- الهدف من وراء انجاز الصفقة بعد جولات فاشلة لانجازها مسبقاً.
اذا عدنا قليلاً الى الوراء، حيث لحظة الاتفاق المبرم بين الجانب الاسرائيلي والجانب الحمساوي، والذي تم بمشاركة شخوص من قطر وتركيا وسوريا، ووساطة المانية، وتمت المفاوضات – حسب حماس – من خلال المخابرات المصرية، وليس من خلالها، نرى ان ما اعلن عنه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بخصوص بنود الاتفاق كان هشاً للغاية، وان التنازلات التي تمت في الصفقة كانت فلسطينية من خلال –حماس- ، بغض النظر عن تصريحات قادة الكيان الاسرائيلي وإعلامييهم الذين يحاولون على المدى ان يظهروا انهم الخاسرون دوماً جراء الاتفاقات الموقعة، وانهم هم من يقدمون التنازلات دوماً امام العالم ليظهروا بصورة حسنة.
ان تصريحات رئيس وزراء (اسرائيل) بنيامين نتنياهو عقب الاتفاق كانت تثير الكثير من القلق في اوساط الناشطين في حقوق الانسان والمدافعين عن الاسرى، حتى الاسرى انفسهم الذين شملتهم الصفقة كان يراودهم الشك من مدى فاعليه الاتفاق ومدى فاعلية بنوده في حمايتهم بعد الخروج من السجون، خصوصاً وانه صرح حينها – أي نتنياهو- بأن هذا الاتفاق كان افضل ما يمكن تحقيقه في ظل التغييرات الجارية في الشرق الأوسط، وان الفرصة الحالية – أي فرصة الاتفاق- لن تكون متاحة في المستقبل القريب، والتي كانت ستغلق حسب وصفه ان لم تتم في لحظتها، ولن يعود شاليط الى عائلته، كما وموافقة مجلس الوزراء الاسرائيلي اليميني الذي من الصعب ان يتخذ قرارات مصيرية بالإجماع اثارت شكوك حول التنازلات المقدمة حينها.
ان حديث حماس وفصائل أخرى – شاركت في خطف شاليط- عن استجابة (اسرائيل) لشروط المقاومة لم يكن دقيقاً حينها، او يمكن اعتباره كلاماً للاستهلاك الاعلامي لا اكثر ولا أقل، لأن دافعية حماس آنذاك للتوقيع كانت أيضاً للتغيرات الجارية في المنطقة، وتماماً للفرصة الأخيرة التي ربما اتيحت لهم للتوقيع، حتى انها ولأسباب عجلة توقيع الاتفاق اعتمدت على بيانات الشاباك الاسرائيلي الذي راعى في تقديمها العنجهية والعنصرية في امداد الطرف الآخر بمعلومات عن عدد الاسيرات في السجون الاسرائيلية، دون تدقيق هذه البيانات من قبل الجهات المختصة بالحركة الاسيرة، خصوصاً لغياب التنسيق حينها، وعدم التعاون الحمساوي مع القيادة الفلسطينية والجهات الرسمية التي تمتلك كل صغيرة وكبيرة بخصوص الأسرى.
حديث حماس عن ضمانات المانية بعدم ملاحقة الاسرى المحررين نهائياً، وضمان حرية التنقل التام لهم، كما وحديثها عن رفع الحصار عن قطاع غزة يبقى مبهم حتى الآن، مما يجدر بنا ان نطرح تساؤلات عديدة حول هذا الموضوع، اهما أين هذه البنود الآن والقطاع ما زالت محاصراً؟!، بل بصورة أدق والقطاع يدك بالصواريخ الاسرائيلية مجدداً؟! وكيف تتحدث حماس عن ضمانات للأسرى والعشرات ممن افرج عنهم تم اعتقاله وعائلته؟! وماهية طبيعة هذه الضمانات في ظل استهداف الاحتلال واغتيال اسرى محررين ايضاً؟!
يمكننا القول الآن بأن الاتفاق الحمساوي الاسرائيلي حول المبادلة تم في ظروف ليست جيدة، فمن الجانب الاسرائيلي مثلاً حاولت (اسرائيل) انجاز الصفقة بسرعة بالرغم انها لم تقدم شيء يذكر من التنازلات للجانب المفاوض الآخر، والساسة الاسرائيليون يتحدثون عن الاتفاق بسطحية دون تفاصيل، ولحظات سريعة فرضها نتنياهو دون خلاف داخلي اسرائيلي على التوقيع، راعى خلالها آنذاك ما يوصف بالمتغيرات الاقليمية، وكان يريد ان ينتهي من هذا الملف – الذي كان دوماً ذريعة لضرب المواطنين الآمنين في القطاع- كما ان حماس نفسها كانت تريد ان تتماشى مع المتغيرات الاقليمية عنوة بباقي الأحزاب الاسلاموية في المنطقة، وتحاول ان تطرح نفسها بحلة جديدة لتدخل وليمة السلطة، فعملت على التخلص من شاليط مراعاة لظروفها في بعض الاقاليم العربية ولتضمن حرية تنقلها دون استهداف.
اذكر انه في اللحظات الاولى لخروج الأسرى سمعت البعض يقول ان حماس ستكون على رأس المنتصرون من هذه العملية، ليس لخروج هذا العدد من الأسرى، بل لأنها ستسحب الأضواء من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان يخوض معركة في اروقة الامم المتحدة وتحدي للإدارة الامريكية في طلب العضوية من مجلس الأمن، وقالوا ايضاً ان الرئيس عباس سيكون اول الخاسرون، مع تناسيهم انه رئيس الشعب الفلسطيني الذي احبه واحبهم، وكان اول المهنئون لابناء وطنه.
الإضراب الأخير للأسيرة هناء الشلبي التي تم اعتقالها مجدداً بعد الافراج عنها في صفقة شاليط الأخيرة ورفضها للاعتقال الاداري –ربما- وضع حماس في مأزق او موقف غير محمود، لأن الأسيرة ظنت لحظة الافراج عنها انها ستكون تحت حماية بنود عدم الملاحقة او الاعتقال مجدداً التي صرحت بها قيادات حماس كغيرها العشرات من الأسرى أيضاً، كما واستهداف الأسير المحرر محمود حنيني في غزة واستشهاده –حَجَمَ- الاتفاق الموقع واعاده الى صورته الطبيعية، وكسر نظرية استجابة الاحتلال للشروط الحمساوية كاملة "والتي كانت محجمة اصلاً بعدما افرج عن الاسرى دون وعودات حماس باطلاق قادة الفصائل في السجون".