أمهات نتذكرهن في عيدهن
عبد الباسط خلف: يحمل يوم 21 آذار من كل عام ذكريات مختلطة لأمهات يسكنهن الحزن، أو يصنعن الفرح.
لأم نعرفها، قبل سنوات، ونستمع إلى بكائها الحار، وحينما نعيد البحث عنها، تجدها في استراحة الموتى.
ولسيدة وأم وزوجة وفلسطينية مصابة بالوجع، نقرأ ونسمع عن صغيرها الذي حاول منع الغاز الإسرائيلي المدمع من الوصول إلى حبيبته الكبرى، فاخترقت رصاصات عمياء وجهه البريء فمات.
وقائدة روح، نعرف مقاومتها الباسلة للفقر الذي حاصر عائلتها، فتعبت وسهرت وتشققت تجاعيد وجهها..
وحبيبة لصغارها باعت مصاغها، لأجل توفير ثمن رسوم جامعية لأعزائها.
وشجاعة معذبة، سرقوا منها ولدها الوحيد، فقررت خوض معركة مقدسة لم تعرف نهايتها، لأجل استعادة أمومتها المسروقة.
صامتة قررت وأد سكوتها، وطالبت بحقوقها الضائعة، ولم تخش النيران الصديقة والمعادية.
أو حنونة تركها أولادها، ورحلوا إلى غربة لا نهائية، فلم تستطع نسيانهم كما نسوها، ولم يجف رحيق حنانها.
وربما رقيقة فتحت النار على عين وقحة حاولت سرقتها وتلويثها..
وفية رفضت نسيان شريكها الراحل، فقررت حفر اسمه على جدران قلبها وفي ذاكرتها الدائمة..
لكنها عاشقة للحرية، تنازلت عن المكياج، ولم تخش السلاسل القاسية التي انتظرتها.
وأم نعرفها أو لا نعرف اسمها وعنوانها، لم تغادرها الدموع، فغرفة نوم ولديها، تجاور استراحتهما النهائية في مقبرة لا تغادر أفقها وعقلها وقلبها المجروح.
وإلى سيدة وزوجة وأم متعهدة بالتفاصيل القاسية لوحيدها المصاب بإعاقة مفتوحة.
وأخرى ملاصقة لأولدها الذين أعتذر الأب عن رعايتهم، واختفى وراء سحابة عمياء.
مؤمنة بحقها، مدافعة عن قراراتها التي لا تعترف بحق النقض., وثالثة ذات عهد قصير، رفضت الزواج من عجوز ثري، ومضت.
وأخرى حية بذاكرتها وبقلبها، تحيك أناملها الناعمة مطرزة لبيتها المسروق، وتعرف الأجيال بمجدهم الضائع.
وسيدة وأم وناعمة، مخلصة لمبادئها.
وأم لا تجيد استخدام البريد الإلكتروني، وإرسال بطاقات التهنئة بعيد فالنتافين، وبارعة في الوفاء لمن تحب.
وسيدة تعشق أرضها وزيتوناتها.
ووحيدة لم يرزقها الله بأبناء، فأسست روضة للأطفال، وصارت تقول: كل هؤلاء أولادي وبناتي.
وأم جامعية تنتظر الوظيفة، ولا تجامل الذئاب المنتشرة كالبكتيريا الضارة.
وطموحة وشجاعة، تحمل صغيرها بين ذراعيها، وتشارك في نشاط يشعرها بكيانها وباستقلاليتها، ولا تلتفت للتشويش المذاع في محيطها.
ومناضلة وأم من نوع آخر، تجلس على قارعة الطريق وتبيع مما تنبته الأرض ويأكله الناس، ولا تبحث عن مؤسسات مانحة أو مانعة..
أو أم لا تعرف القراءة والكتابة، وتناضل لأجل تعليم بناتها، وتعرف تفاصيل الشقاء..
كما زهرة مجهولة الهوية، تفتش عن موعد زيارة ابنتها المسروقة في صحراء حارة، وإن جاورها البحر.
ولشاعرة لا تعترف إلا بهموم رفيقاتها في المنافي.,
ولا ننسى تلك المصابة بالمرض العضال، وتنتظر الدور، ولا تجيد البحث عن وسطاء، و تحويلة علاج خارجي.
وأم موظفة، تقرر تعليق أعمالها بلا أجر حتى إشعار آخر، والجلوس بجوار صغيرتها المريضة.
وإلى أكثر من مجرد أم، تحافظ على بيتها وأرضها، فليلها طويل وفكرها يرحل إلى الأرض المهددة بالمصادرة، ونهارها يعكر صفوه صوت جرافة وقحة تنهش معالم أحلامها الخضراء .
أم وزوجة ومربية لا تمتلك حسابا بنكياً، ولا تبخل بحبها لعالمها.
خجولة وقوية.
ومعذبة ومتماسكة.
وترحل عيونها إلى الأمل كل لحظة.
تسكن قلب زوجها، رغم رحيلها الأبدي.
وأم مجروحة أكثر من مرة.
وزهرة لا تذبل، أسيرة لغير جدران.
أو شجاعة تقاوم اليأس والإحباط.
وسيدة وأم شمعة تعرق وتحترق وتعيش لأجل غيرها.
وكاتبة لا تجيد التمثيل، وتحترم الأمومة، وُتعلّم أولادها أنشودة الحياة غير المستوردة.
لأم نعرفها، قبل سنوات، ونستمع إلى بكائها الحار، وحينما نعيد البحث عنها، تجدها في استراحة الموتى.
ولسيدة وأم وزوجة وفلسطينية مصابة بالوجع، نقرأ ونسمع عن صغيرها الذي حاول منع الغاز الإسرائيلي المدمع من الوصول إلى حبيبته الكبرى، فاخترقت رصاصات عمياء وجهه البريء فمات.
وقائدة روح، نعرف مقاومتها الباسلة للفقر الذي حاصر عائلتها، فتعبت وسهرت وتشققت تجاعيد وجهها..
وحبيبة لصغارها باعت مصاغها، لأجل توفير ثمن رسوم جامعية لأعزائها.
وشجاعة معذبة، سرقوا منها ولدها الوحيد، فقررت خوض معركة مقدسة لم تعرف نهايتها، لأجل استعادة أمومتها المسروقة.
صامتة قررت وأد سكوتها، وطالبت بحقوقها الضائعة، ولم تخش النيران الصديقة والمعادية.
أو حنونة تركها أولادها، ورحلوا إلى غربة لا نهائية، فلم تستطع نسيانهم كما نسوها، ولم يجف رحيق حنانها.
وربما رقيقة فتحت النار على عين وقحة حاولت سرقتها وتلويثها..
وفية رفضت نسيان شريكها الراحل، فقررت حفر اسمه على جدران قلبها وفي ذاكرتها الدائمة..
لكنها عاشقة للحرية، تنازلت عن المكياج، ولم تخش السلاسل القاسية التي انتظرتها.
وأم نعرفها أو لا نعرف اسمها وعنوانها، لم تغادرها الدموع، فغرفة نوم ولديها، تجاور استراحتهما النهائية في مقبرة لا تغادر أفقها وعقلها وقلبها المجروح.
وإلى سيدة وزوجة وأم متعهدة بالتفاصيل القاسية لوحيدها المصاب بإعاقة مفتوحة.
وأخرى ملاصقة لأولدها الذين أعتذر الأب عن رعايتهم، واختفى وراء سحابة عمياء.
مؤمنة بحقها، مدافعة عن قراراتها التي لا تعترف بحق النقض., وثالثة ذات عهد قصير، رفضت الزواج من عجوز ثري، ومضت.
وأخرى حية بذاكرتها وبقلبها، تحيك أناملها الناعمة مطرزة لبيتها المسروق، وتعرف الأجيال بمجدهم الضائع.
وسيدة وأم وناعمة، مخلصة لمبادئها.
وأم لا تجيد استخدام البريد الإلكتروني، وإرسال بطاقات التهنئة بعيد فالنتافين، وبارعة في الوفاء لمن تحب.
وسيدة تعشق أرضها وزيتوناتها.
ووحيدة لم يرزقها الله بأبناء، فأسست روضة للأطفال، وصارت تقول: كل هؤلاء أولادي وبناتي.
وأم جامعية تنتظر الوظيفة، ولا تجامل الذئاب المنتشرة كالبكتيريا الضارة.
وطموحة وشجاعة، تحمل صغيرها بين ذراعيها، وتشارك في نشاط يشعرها بكيانها وباستقلاليتها، ولا تلتفت للتشويش المذاع في محيطها.
ومناضلة وأم من نوع آخر، تجلس على قارعة الطريق وتبيع مما تنبته الأرض ويأكله الناس، ولا تبحث عن مؤسسات مانحة أو مانعة..
أو أم لا تعرف القراءة والكتابة، وتناضل لأجل تعليم بناتها، وتعرف تفاصيل الشقاء..
كما زهرة مجهولة الهوية، تفتش عن موعد زيارة ابنتها المسروقة في صحراء حارة، وإن جاورها البحر.
ولشاعرة لا تعترف إلا بهموم رفيقاتها في المنافي.,
ولا ننسى تلك المصابة بالمرض العضال، وتنتظر الدور، ولا تجيد البحث عن وسطاء، و تحويلة علاج خارجي.
وأم موظفة، تقرر تعليق أعمالها بلا أجر حتى إشعار آخر، والجلوس بجوار صغيرتها المريضة.
وإلى أكثر من مجرد أم، تحافظ على بيتها وأرضها، فليلها طويل وفكرها يرحل إلى الأرض المهددة بالمصادرة، ونهارها يعكر صفوه صوت جرافة وقحة تنهش معالم أحلامها الخضراء .
أم وزوجة ومربية لا تمتلك حسابا بنكياً، ولا تبخل بحبها لعالمها.
خجولة وقوية.
ومعذبة ومتماسكة.
وترحل عيونها إلى الأمل كل لحظة.
تسكن قلب زوجها، رغم رحيلها الأبدي.
وأم مجروحة أكثر من مرة.
وزهرة لا تذبل، أسيرة لغير جدران.
أو شجاعة تقاوم اليأس والإحباط.
وسيدة وأم شمعة تعرق وتحترق وتعيش لأجل غيرها.
وكاتبة لا تجيد التمثيل، وتحترم الأمومة، وُتعلّم أولادها أنشودة الحياة غير المستوردة.