مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

خجل الارض والقدس من حالنا - نافذ غنيم

مناضلوا شعبنا الاحرار الثلاثين من مارس من كل عام يوما للكفاح الوطني دفاعا عن الارض، وعن المشروع الوطني برمته، وهو يوم يتجدد فيه العهد والوفاء لشهداء يوم الارض وكافة شهداء شعبنا أي كانت انتماءاتهم السياسية والفكرية .. ولأنه يوم الارض كان يوما للوحدة والتلاحم، فيه تحتضننا الارض بصدرها الكبير، لتحنو علينا بحبها وحنانها .. تشعرنا بالدفيء والتآخي والتسامح .. تذكرنا بأنها ما زالت محتلة من غاصب لئيم لا يعرف معنا للسلام او للعدل، وبان شمسها لن تشرق الا بتخليصها من غاصبيها ... هي الارض نبع العطاء وعنوان كل نضال صادق يرفع شعار الكفاح والمقاومة أي كانت أشكالها، ويُبقي على فلسطين وجهته الاساس وهدفه المركزي بعيدا عن اجندات متلونة بتلون المصالح، وبعيدا عن الاهداف الفئوية والمكاسب الخاصة .
كان شعارنا لهذا اليوم الكفاحي في هذا العام " القدس في يوم الارض " ، وهي الحملة العالمية لدعم القدس، فيه يتجدد الدعم الشعبي العالمي لشعبنا، لتُضع القدس من جديد في دائرة الضوء بعد ان تكاسلنا جميعا في دعمها بكل طاقاتنا، وبعد ان تمكنت انياب الغاصبين من معظم أجزائها، حتى بات اهلها يئنون من وطأة التمييز والتهويد والاضطهاد اليومي الذي بات يلازم صباحاتهم ومساءاتهم .. القدس قلب فلسطين النابض، ومن الواجب ان تكون قلب الامتين العربية والإسلامية كذلك،  فهي وأهلها ضاقوا درعا بالشعارات والخطابات الداعمة لهم، غالبية افعالنا كلام في كلام، وغالبية افعالهم الاحتلالية تغير معالم المدينة المقدسة لسحق هويتها العربية والاسلامية، والتدرج في ضغوطهم لترحيل سكانها، هم يفعلون ونحن نخطب ونندد، هم يغدقون الاموال من اجل تنفيذ مخططاتهم، ونحن العاجزين عن توحيد مرجعيات الدعم والمساندة لمدينة القدس واهلها، وكذلك توفير كل ما يلزم لتعزيز صمودهم.
هذه المناسبة هي صرخة شعبية تجاوزت حدود بلادنا الى ما هو اوسع .. صرخة احرار العالم الذين يساندون نضالات شعبنا في حقنا بالقدس والارض محررة من رجس محتليها، هي صرخة تحمل مضامين اعم لعلها تُخجلنا جميعا نحن المنقسمون على انفسنا، نحن الذين بتنا نلهي انفسنا عن القدس والارض بمناكفات سياسية نبضها الانقسام وماسيه الكارثية، صرنا وكبعض الانظمة البائدة، نبحث عن ما يلهي شعبنا، احيانا برفع قيمة الضرائب، ومرة بتهديد الموظفين باجبارهم على التقاعد، او بقطع رواتب البعض، وما يعانيه موظفو 2005 من بؤس احوالهم، وكذلك اشغال غالبية ابناء شعبنا باللهاث وراء البنزين والسولار والغاز،وإذا ما جاء موعد الكهرباء او المياه، وبرسوم واجراءات ما انزل الله بها من سلطان .. صحيح ان الاحتلال هو الاساس في كل هذه المصائب، فهو الذي لا زال يحتل الارض في الضفة وكذلك في قطاع غزة " مع فارق حالة التموضع"، وهو الذي يصادر استقلالنا ويمنع اقامة دولتنا، وهو الذي مازال يكبلنا باتفاقيات ويحاول التعامل معها وفق اجنداته الاحتلالية، وهو ايضا الذي يحاصر قطاع غزة ويهدد امن وحياة ساكنيه على مدار الساعة .. هذا كله صحيح، لكن ماذا نحن فاعلون فيما هو بين ايدينا؟؟ هل استطعنا ان نستفيذ مما يعزز قوتنا في وجه هذا الغاصب؟ هل فرضنا بسلوكنا ومواقفنا وخطابنا المواحد، احترام العالم لنا وتعاطفه الكامل مع قضيتنا ؟ هل تعاملنا بحق مع شعبنا بأنه محتل ويجب ان توفر له كافة اشكال الدعم من اجل تعزيز صموده ؟ وهل تعاملنا معه كمحاصر لنرحمه من كافة الاجراءات والقرارات التي تزيد من اعبائه ومصائبه ؟ وهل تجاوزنا بعض الافكار الشيطانية الراغبة في تكريس انقسام الوطن وترسيم ذلك؟
صحيح ان نجاحنا في انهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة يؤثر فيه العديد من التداخلات الدولية والإقليمية والعربية وفي مقدمة ذلك الإسرائيلية، لكن هذا لا يعفينا ولا بأي حال من الاحوال من ان نتجاوز مربع الضعف القاتل الذي يحاصرنا بسبب افعالنا ومواقفنا المهترئة، ولا يعفينا من ان نفعل ما بإمكاننا لتحسين مواقعنا كفلسطينيين من اجل التاثير الايجابي في فعل الاخرين وإسقاطاتهم الخارجية .
ان من يخلص للأرض والقدس والمشروع الوطني برمته، هو من يسعى بحق لإنهاء حالة الانقسام بعيدا عن الاعتبارات الفئوية او الشخصية، وبعيدا عن الولاءات التي الحقت الدمار بشعبنا ومستقبله، ومن يتحدث عن تحرير فلسطين يجب ان تكون وجهته خالصة لذلك، وان يعزز هيبتها وهيبة شعبنا باعتباره شعب مناضل يسعى من اجل حقوق وطنية عادلة، ولا يمكن ان يقبل ان يحوله البعض لشعب عاجز ذليل متسول مسلوب الارادة، أي كان هذا البعض، وسيبقى عامته على الدوام مخلصين قولا وفعلا للأرض وشهدائها، وللقدس وساكنيها، وبالأساس للكرامة الوطنية التي هي عنوانه في كل المراحل .

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024