في مثل هذا اليوم - الإحتلال يُصدر تعليماته بإجتياح الضفة ومحاصرة الرمز "ياسر عرفات"- ماجد حمدي ياسين
يصادف اليوم الخميس، الذكرى العاشرة لعملية " السور الواقي " التي بدأت بالتاسع والعشرون من شهر مارس عام 2002، بعد عقد حكومة الإحتلال الصهيونية برئاسة الحقير "ارئيل شارون" إجتماعاً موسعاً لها بالثامن والعشرون من شهر مارس، وأصدرت تعليماتها لمؤسستها العسكرية بإجتياح كافة مدن وقرى الضفة الغربية وصولاً إلي مقر المقاطعة الفلسطينية برام الله وفرض حصاراً مشدداً على مكتب الرئيس الراحل "ياسر عرفات" الذي وصفته دولة الإحتلال في ذلك التاريخ بمركز إنطلاق الإستشهاديين ومنفذي الهجمات المسلحة ضد الأهداف الصهيونية المدنية والعسكرية . العملية الصهيونية العسكرية الواسعة التي إنتهت بإجتياح كافة مدن وقرى الضفة الغربية بدأت بعد 48 ساعة من العملية الإستشهادية التي نفذها الإستشهادي الفلسطيني "عبد الباسط عودة" من "كتائب القسام" بالسابع والعشرون من شهر مارس، داخل غرفة الطعام في فندق "بارك" الصهيوني بمدينة نتانيا والتي أدت إلي مقتل ثلاثون صهيونياً وإصابة أكثر من 160 بجراح وصفت البعض منها بالحرجة .
- حصار القائد الرمز ياسر عرفات: بعد ساعات قليلة من الإعلان عن العملية الإستشهادية في "نتانيا": عقدت حكومة الإحتلال جلسة موسعة لها بتاريخ 28/3/2002، وحملت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية كامل المسؤولية عن العملية وأصدر تعليماتها بإعادة إحتلال الضفة الغربية بشكل كامل وفرض حاصراً مشدداً على القائد الرمز "ياسـر عـرفـات" الذي رد على شارون وجيشه حينها بمقولته التي ستبقى راسخة في ذاكرة كل أبناء شعبنا البطل " يا جبــل مـا يهـزك ريــح " متحدياً الآليات الصهيونية الضخمة التي فرضت حصاراً على مقر المقاطعة الفلسطينية برام الله معلناً رفضه لتسليم نفسه لقوات الإحتلال مؤكداً جاهزيته للقاء ربه شهيداً حاملاً بندقيته ومدافعاً عن كرامته وأرضه وشعبه قائلاً: يريدوني أسيرا..أو طريدا أو قتيلا... أنا بقولهم ... لا... شهيدا...شهيدا ...شهيدا.
- الإحتلال يبرر جرائمه بحق الشعب الفلسطيني: إن عملية الإحتلال العسكرية عام 2002 التي طالت كافة محافظات الضفة الغربية والتي أطلق عليها إسم "السور الواقي" راح ضحيتها مئات من الشهداء من أبناء شعبنا الصامد، وآلاف من الجرحى، بالإضافة لعمليات الإعتقال التي طالت آلاف الفلسطينيين الذين واجهوا هذا العدوان الشرس بعزيمة قوية وإرادة صلبة إنهزمت أمامها القوة الصهيونية الغاشمة. حيث أن دولة الإحتلال مررت قرارها العدواني ضد الضفة الغربية وسوقت وسوفت له في كافة المحافل الدولية بأنه جاء دفاعاً عن النفس، وإنها إتخذت هذا القرار العدواني بهدف وقف العمليات الإستشهادية التي إستهدفت مواطنيها، متذرعة بعملية "نتانيا" الأخيرة التي نفذها الإستشهادي الفلسطيني، عبد الباسط عودة، وعشرات العمليات البطولية التي سبقتها.
وقـد زعم الإحتلال في حينه أن جيشه ضبط العديد من الوثائق التي تثبت أن الشهيد القائد "ياسـر عـرفـات" يقف بشكل مباشر خلف العدد الأكبر من العمليات البطولية التي إستهدفت دولة الإحتلال داخل الأراضي الفلسطينية عام 48 وذلك من خلال تزويد "كتائب شهداء الأقصى" والعديد من الأذرع الفلسطينية المسلحة بالمال لتجهيز الإستشهاديين وزعمت في ذلك الوقت، ان "عرفات" كان على إتصال مباشر بالشهيد القائد "رائـد سعيد الكرمي" أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى في مدينة طولكرم والذي تتهمه دولة الإحتلال بالتخطيط لعشرات العمليات الإستشهادية النوعية التي قتل فيها عدداً كبيراً من الصهاينة.
- الوحدة تتجسد بدماء الإخوة ورفاق الدرب: إن قصص البطولة والفداء الخاصة بالشهداء الأبطال الذين قضوا جراء هذا العدوان الشرس، لا تزال في أذهان أبناء شعبنا المرابط، الذي يستذكرهم اليوم وينحني إجلالاً وإكباراً لأرواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية التي روت ثرى فلسطين .
كما إننا نستذكر روح الوحدة التي جمعت بين إخوة الدم ورفاق السلاح من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس وكتائب القسام وكذلك كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكافة الأجنحة العسكرية التي شكلت في ذلك الوقت غرفة عمليات مشتركة وإنتزعت كافة الأشكال الحزبية والفصائلية وإنطوت جميعها تحت العلم الفلسطيني، وإستطاعوا بوحدتهم وتعاضضهم وتكاتفهم بقيادة المعارك البطولية التي شكلت أروع صور الوحدة على الأرض، ولقنوا الإحتلال ومؤسسته الصهيونية العسكرية درساً كبيراً لن ينساه أبداً.
فإن هذه الذكرى المؤلمة تأتي اليوم وشعبنا الفلسطيني يعيش حالة من التشرذم والإنقسام الذي أضر بالقضية الفلسطينية، وإن عصا الوحدة ذات الضربات الموجعة للإحتلال تحولت اليوم إلي عصا نضرب بها من قبل الإحتلال الذي يرتكب الجرائم اليومية بحق أبناء شعبنا، مستغلاً هذا الوضع المرير الذي أصبح غير مقبولاً لكافة الشرفاء من أبناء شعبنا الذي يطالب اليوم الجميع بالوقوف عند مسؤولياتهم وإنهاء هذا الإنقسام الدامي الذي أعاد بالشعب الفلسطيني وقضيته للوراء وأفرز العديد من المشاكل الإجتماعية بين أبناء الشعب الواحد والمترابط.