مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

ربيع المصالحة الفلسطينية... - د.مازن صافي

ألم حاد أصاب الوطن .. هذا الألم استجابة طبيعية لسبب حدوثه .. عندنا في الطب يقولون إن الألم الحاد هو استجابة طبيعية لإصابة الأنسجة وهذا الألم يبدأ فجأة وينتهي بعد فترة قصيرة .. أما الألم المزمن فهو الذي يستمر مع المريض ويستمر لمدة أكثر من ثلاثة شهور وبالتالي يتحول إلى ألم مزمن ... اليوم يمكن أن نقول أن الغالبية العظمى من الناس يعانون من آلام الانقسام المزمنة فهناك عشرات الشهور استمر معها ، وكثير من العلاجات استخدمت ولكنها حتى اللحظة لم توقف هذا الألم المزمن ، وأرى أننا بعد عدة أسابيع سوف نكون مع الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق المصالحة الذي تم في القاهرة بداية مايو من العام الماضي .. ان استمرار ألم الانقسام دليل قاطع على أن الجسم الفلسطيني أيضا لازال مصابا بالتخوفات والتردد وربما عدم وجود النوايا الحقيقية والأفعال الحازمة لإنهاء هذا الألم اليومي ..
ربما من البديهي أن لا نسأل المريض المتألم " هل يصيبك الألم " .. ومن البديهي أن لا نذهب للجماهير لنسألهم هل أصابهم الانقسام بألم ام لا .. ربما التنهيدة تسبق الجواب وربما الصراخ يكون رد فعل ، وربما الصمت أيضا .. الجسم الفلسطيني غير مرتاح لهذا الألم الانقسامي المزمن .. فهناك زيادة في المعاناة ، وزيادة في الضغوط النفسية والاجتماعية .. هناك تغييرات في التواصل بين أفراد المجتمع .. ونتيجة للمعانات من ألم الانقسام نجد مستويات عالية من الإحباط وربما يصل إلى اللامبالاة لغرض تناسي الألم ...؟! وبالتأكيد تزداد حالات القلق والأرق والاكتئاب والأمراض العضوية .. 
في هذه الحالات المزمنة من الألم يحتاج الجسم إلى تدخل خارجي " مساعدة " .. وبالتالي فإن المجتمع الفلسطيني في ظل ألم الانقسام المزمن بحاجة إلى مساعدة خارجية من إخوانه العرب المؤثرين والقادرين على معالجة جوانب مسببات وتداعيات وما خلف هذا الألم وتهيئة الجسم للعودة إلى حالة الطبيعية ، وهنا على الإنسان أن يقبل هذه المساعدة ويتعامل معها إيجابيا وألا يرفضها .. إن إنهاء الانقسام المؤلم يتوجب أن يكون استيراتيجية وضرورة وحتمية وأيضا يتوجب أن تكون كل خطوات إنهاؤه للتطبيق وليس للدراسة ، فالجسم الفلسطيني لا يحتمل مزيدا من التصريحات والأقوال والتجاذبات والاختلافات ..
ان الألم الذي يسببه الانقسام يصل إلى كل الجسم الفلسطيني ، وحين لا يجد هذا الجسد بصيص أمل حقيقي فإنه يتعمق أكثر وأكثر ويؤثر سلبا على كل ما تم عمله حتى الان من إجراءت علاجية لهذه الحالة المستعصية في التاريخ الفلسطيني منذ النكبة ..
بداية علينا وقف الألم ومن ثم إعادة الجسم الفلسطيني إلى طبيعته السليمة ، وبالطبع هذا لا يمنع أو يلغي أهمية المشاركة الموحدة أيضا في قراءات هادئة وإصلاحية وبحثية صادقة للأسباب والعوامل التي أدت الى حدوث الانقسام وبالتالي إيجاد الحلول الواقعية لعدم عودته وتحريمه والتعديل في الدستور الفلسطيني بما يكفل ذلك ..
 ان الظروف المحيطة بنا والتي تهدد مستقبلنا تحتم علينا إنهاء الانقسام وهذا الألم المزمن والبدء فورا بتطبيق المصالحة على الأرض وليكن بالفعل وطن واحد موحد .
ملاحظة : إن شعبنا شعب حي يقدم التضحيات، ويتمسك بحقوقه وثوابته وهويته ولذا يستحق أن يعيش ربيع المصالحة الفلسطينية .
 
د.مازن صافي / قطاع غزة
Clove_yasmein@hotmail.com

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024