في غزة لا طعم لحياتنا ولا معنى- سحر النحال
ماذا عن قطع الكاز والبنزين؟ ماذا عن منع الغاز والطحين؟
لماذا يأتي المساء بلا كهرباء؟
لماذا تغلق المعابر؟ لماذا شبابنا يهاجر؟
لماذا مجيء البنزين يذهب الطحين، ومجيء الغاز يذهب السولار، ومجيء الكهرباء يقطع الماء ؟
أصبح ذلك مقصودا ومدبرا لنتجاهل ما يفعلونه بالأقصى من حفريات وتدنيس لنبتعد عن قضية الملايين، لنتناسى قضيتنا الأساسية قضية فلسطين، اللاجئين ،الحدود ،الأسرى في الزنازين، لنتغاضى عن دحرهم، عن طردهم عن إبعادهم .
يحاولون أن يجعلوا عقولنا وأذهاننا بأبسط الاحتياجات تنشغل، فأصبحت الأزمات يوما عن يوم تفتعل .
الحصار هنا لم يكن مجرد حصار بل أزمة مدبرة ومخطط لها، إنهم افتعلوا تلك الأزمات من أجل قتل وتدنيس واعتقال وإهانة أبطالنا في الأقصى وفعلا إنهم نجحوا ولم يفشلوا .
كان الأب الفلسطيني بالأمس يحلم بوطنه فلسطين أما الآن أصبح حلمه "شوال" طحين بالأمس كنا نخطط لفك أسر أسرانا في الزنازين جعلونا نخطط لنجد البنزين .
الحصار هنا لم يكن مجرد حصار، بل إنه أزمة افتعلوها بقصد، فأصبحت حياتنا تسير لأجل الاحتياجات، إنهم يفتعلون الأزمات.. .
أصبحنا ننتظر الموت ونستهجن كل صوت .
الحياة في غزة أصبحت لأجل لقمة العيش وللأسف لم تكن من طيش؛ بل كانت لإرضاء الجيش . لإلهائنا عن الأقصى عن غزة عن حيفا عن الرملة عن وطننا .
المصيبة أننا وصلنا لطريق مسدود وتناسينا اللاجئين والحدود، تناسينا إضراب أسرانا في السجون وشوق أبنائنا في الشتات، تناسينا دموع صغارنا وقسوة عدونا لأجل البحث عن حياة تسير في زمن أرهق العصافير واسكت المزامير في زمن يئست لقسوته السيارة وأصبحت الأقدام أقوى بكثير .
في غزة لا هواء ولا بنزين، لا سولار ولا طحين، لا حياة تأتي ولا كهرباء تنير وجع السنين ولا حتى تنديد أو سؤال من الملايين .
عندما تأتي هنا تغيب الدمى تغيب الحياة عندما تأتي هنا تتوقف الكرة وتنحرف إلى خارج المرمى.
وا أسفاه، فعلا رغما عنا تناسينا قضية وطننا وأصبحنا نبحث ونحلم بأن نعيش في غزة فجأة ولو لمرة أخرى حتى ولو كانت بلا معنى .
السؤال هنا لم نحن صامتون ولا نبحث عن خروج من هذه الأزمة لماذا أصبحنا هكذا لا طعم لحياتنا ولا معنى؟