من التاريخ مجزرة دير ياسين- نبيل عبد الرؤوف البطراوي
دير ياسين9/4/1948م تقع قرية دير ياسين على المنحدرات الشرقية لتل يبلغ علو قمته 800متر, وتطل على مشهد واسع من الجهات كلها. وكانت القرية تواجه الضواحي الغربية للقدس- التي تبعد عنها كيلومترا واحدا- ويفصل بينها واد ذو مصاطب غرست فيها أشجار التين واللوز والزيتون. وكان هناك في موازاة الطرف الشمالي للوادي طريق فرعية تربط دير ياسين بهذه الضواحي, وبطريق القدس- يافا الرئيسي الذي يبعد عنها نحو كيلومترين شمالا. وليست كلمة (دير) بغريبة عن أسماء القرى الفلسطينية, ولا يكاد يستهجن إطلاقها على قرية قريبة من القدس إلى هذا الحد. وفعلا فقد كان ثمة في الطرف الجنوبي الغربي للقرية طلل كبير يطلق عليه اسم ( الدير) فقط. يبدو أن نواة الاستيطان في بداية العهد العثماني كانت في خربة عين التوت( 166132), التي تبعد نحو 500 متر إلى الغرب من موقع القرية خلال سنة 1948. في سنة 1596, كانت قرية خربة عين التوت تقع في ناحية القدس ( لواء القدس), ولا يتجاوز عدد سكانها 39 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على القمح و الشعير وأشجار الزيتون. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت منازل دير ياسين مبنية بالحجارة. وكانت القرية تتزود مياه الشرب من نبعي ماء, يقع أحدهما في الجهة الشمالية من القرية, والثاني في جهتها الجنوبية. وقد تجمهر معظم منازلها المتينة البنيان, والغليظة الحيطان, في بقعة صغيرة ذات أزقة ضيقة متعرجة, تعرف ب( الحارة). وكان سكان دير ياسين جميعهم من المسلمين. في إبان الحرب العالمية الأولى قام الأتراك بتحصين مرتفعات دير ياسين كجزء من نظام الدفاع عن القدس. وفي 8 كانون الأول ديسمبر 1917, اقتحمت قوات يقودها الجنرال اللنبي هذه الحصينات, في الهجوم الأخير الذي أسفر في اليوم التالي عن سقوط القدس في قبضة الحلفاء. ارتفع عدد سكان دير ياسين من 428 نسمة في سنة 1931, إلى 750 نسمة في سنة 1948. كما ارتفع عدد منازلها في الفترة نفسها من 91 منزلا إلى 144 منزلا. في عهد العثمانيين, بدأت العلاقات بين القرية وجيرانها اليهود على نحو معقول ولا سيما في الحقبة الأولى حين كان اليهود اليمنيون السفا راد, الناطقون بالعربية, يشكلون أكثرية السكان المجاورين. إلا إن هذه العلاقات ما لبثت أن تدهورت مع نمو (الوطن القومي اليهودي) لتصل إلى أدنى دركا ته في أثناء ثورة 1936- 1939 الكبرى. ثم عادت إلى الحسن في إبان أعوام الازدهار والعمالة الكاملة التي اتسمت بها الحرب العالمية الثانية. وهكذا كانت دير ياسين, في سنة 1948, قرية مزدهرة متنامية ذات علاقة سلمية نسبيا بجيرانها اليهود والذين جعلوها خرابا وقتلا و تدميرا حين أتيح لهم هذا الفعل الشيطاني من اجل تحقيق أهداف حركة صهيونية جاءت من اجل زرع الخوف والموت والرعب في نفوس أناس امنين من هنا ممكن لنا أن نقول أن دير ياسين تعبر رمز الإجرام الصهيوني والمرتبط عضويا بالعقيدة الصهيونية وعصابة الأرغون تسفاي لئومي (المنظمة القومية العسكرية)اتسل كان يرأسها مناحيم بيغن ,وعصابة شتيرن التي عرفت باسم ليحي وعصابة الهاغاناه التي كان يترأسها دافيد بن غوريون يقتحمون قرية دير ياسين عند الساعة الثانية من فجر 10/4/1948م وفي اليوم الثاني من سقوط واستشهاد القائد عبد القادر الحسيني وبعد أن دافع الفلسطينيين عن بيوتهم ونسائهم وأطفالهم بقوة حيث كان القتال من بيت إلى بيت وكلما احتل اليهود بيتا فجروه على من فيه وعندما دخل الصهاينة القرية اخذوا ينادون بمكبرات الصوت على سكانها قائلين لهم (أنكم مهاجمون بقوة اكبر منكم زان المخرج الغربي لدير ياسين الذي يؤدي إلى عين كارم مفتوح أمامكم فاهربوا منه سريعا وأنقذوا أرواحكم ) وعندما صدق سكان القرية النداء وخرجوا من بيوتهم اصطادتهم رصاصات الإرهاب الصهيونية إما الذين بقوا في بيوتهم من النساء والأطفال والشيوخ فقد تم الإجهاز عليهم من قبل العصابات الصهيونية بعد تعذيبهم والتمثيل بهم حتى أنهم بقروا بطون الحوامل وجدعوا الأنوف وصموا الأذان وقطعوا الأوصال وشوهوا الأجسام. وقد شهد على ذالك جاك رينيه رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في فلسطين الذي قام بنفسه بزيارة دير ياسين وفحص القبر الجماعي وشاهد أكوام القتلى ووضع تقريرا بالفرنسية عن ذالك. . لقد كانت مذبحة دير ياسين مروعة راح ضحيتها أكثر من (254)إنسانا بريئا. أما مناحيم بيغن فقد علق على المذبحة قائلا "لقد حاولت دعاية العدو أن تلطخ أسمائنا ولكنها في النتيجة ساعدتنا فلقد طغى الذعر على العرب فقرية قالونيا التي ردت قبلا كل هجوم قامت به الهاغاناه سقطت دون قتال " وكذالك أخلا العرب بيت اكسا وكان هذان المركزان يطلان على الطريق الرئيسي للقدس ,ولكن سقوطهما مع استيلاء الهاغاناه على القسطل مكننا من إبقاء الطريق إلى القدس مفتوحة واخذ العرب بالهرب حتى لا يصطدموا بالقوات اليهودية .. فما حدث في دير ياسين وأذيع عنها ساعد على تعبيد الطريق لنا لكسب الظفر في معارك حاسمة في ساحة القتال وقد ساعدتنا أسطورة دير ياسين بصورة خاصة على إنقاذ طبريا وغزو حيفا وكما ذكر في كتابه الثورة "بدون دير ياسين ما كان ممكنا لإسرائيل إن تظهر إلى الوجود" أما منظمات أتسل وليحي فقالت "لقد كانت المجزرة في دير ياسين واجبا إنسانيا"من هنا يجب علينا أن نعي بان هذا التفكير لدى الصهاينة لم يتغير ولن تتغير طالما بقيت بأيدهم القوة وبقي ما يسمى بالعالم الحر يغمض عيونه عن أفعالهم الإجرامية مثل ما فعلت محكمة الجنايات الدولية أخير فهل يعقل كل هذا الجرم وهذا الاعتراف من قبل المجرمين لا يتيح تقديمهم إلى العدالة من اجل إنصاف الحق ؟؟؟ نبيل عبد الرؤوف البطراوي