الاعتداء على الناشط الدنمركي.....دروس وعبر- محمد أبو علان
بالأمس تابعت آراء الكثير من الإسرائيليين حول موضوع حملة "أهلاً بكم في فلسطين" وانعكاسات مثل هذه الحملات وآلية التعامل معها على دولة الاحتلال الإسرائيلي من النواحي الإعلامية والسياسية.
خلاصة هذه الآراء كانت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترى في هذه التحركات التضامنية مع الشعب الفلسطيني خطراً استراتيجياً عليها ، وإن ضررها على دولة الاحتلال الإسرائيلي أكثر بكثير من ضرر العمليات الإرهابية على حد تعبيرهم.
وبعد حملة "أهلاً بكم في فلسطين" جاء حادث الاعتداء على المتضامن الدنمركي في منطقة الأغوار الوسطى يوم السبت الماضي من قبل "شالوم أزنير" نائب قائد منطقة الأغوار في جيش الاحتلال الإسرائيلي ليؤكد أهمية العمل على تفعيل حملات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.
هذا بالإضافة لضرورة تفعيل المقاومة الشعبية الفلسطينية وإخراجها من نطاق التصريحات السياسية للحيز العملي في ظل تحول هذا النوع من المقاومة لإستراتجية نضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي لمعظم فصائل العمل الوطني الفلسطيني.
وكجزء من ضرورات نجاح المقاومة الشعبية لا بد من تأهيل أكبر قدر ممكن من الفاعلين في المقاومة الشعبية على كيفية توثيق ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطن الفلسطيني وأرضه وممتلكاته لمدى أهمية هذا التوثيق المصور لهذه الممارسات في فضح الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، ولأهمية التوثيق في الملاحقة القانونية لجنود الاحتلال الإسرائيلي وضباطه على ما يقترفونه من جرائم.
ولولا توثيق جريمة نائب قائد منطقة الأغوار في جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتضامن الدنمركي لمرت هذه الجريمة كما مرت آلاف الجرائم الأخرى التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.
الشريط المصور للجريمة أجبر كافة المستويات السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال الإسرائيلي للخروج للإعلام واستنكار الجريمة، واضطرارهم لفتح تحقيق ضد الضابط الإسرائيلي بعد أن تم تعليق مهامه لحين انتهاء التحقيق.
هذه الأحداث وما سبقها من أحداث مشابه تتطلب وقفة على المستوى الوطني لاستخلاص العبر من أجل إعطاء موضوع المقاومة الشعبية زخم ودفعة قوية للأمام.
كما يجب على القيادات السياسية أن تمارس المقاومة الشعبية مع أبناء الشعب الفلسطيني في أماكن تواجدهم، لا أن تمارسها عبر التصريحات السياسية من على دوار المنارة ومن على شاشات الفضائيات.