وطنية فخامة الرئيس محمود عباس ـ أ .تحسين يحيى أبو عاصي
لا يحتاج السيد الرئيس إلى شهادة وطنية من أحد ، كما أنه لا يهبط بشخصه الكبير فيرد على مهاترات وردح المتفذلكين والحاقدين والرادحين ولو ببنت شفة ، وينطبق عليه قول الشاعر :
كُن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاُ يؤذى برجمٍ فيعطي خير أثمارِ
أكتب عن سيادة الرئيس لأنني ما وجدت من يعطيه حقه من المفكرين والسياسيين وأصحاب القلم إلا القليل ، بالمقارنة بسلفه رحمه الله الشهيد ياسر عرفات ، وأمام ما يواجهه من هجوم شرس من قِبل الصغار، ولن أزعم بأنني سأعطيه حقه في هذا المجال ، فهو أعظم وأسمى من ذلك كله .
سلَّ التلاميذ ولا يزالون يسلُّون أقلامهم في وجه مُعلمهم - فخامة الرئيس -عند كل هاربة وواردة من مسيرته النضالية الشريفة ، ولم يتركوا شيئا يتعلق في سيرته ومسيرته إلا عبثوا به ، وحاولوا تشويهه حتى في دينه ، عندما وصفوه بالبهائية كذبا وظلما ...علما بأن مظاهر وظواهر وطنيته لا تُعد ولا تُحصى ، وإن غابت الرؤية عند أصحاب العشى الليلي :
لم أجد من يثني على فخامته إلا القليل فعندما القي خطابه التاريخي في الأمم المتحدة أمام العالم بأسره ، ضارباً عرض الحائط بتهديدات أمريكا بوقف المساعدات عن السلطة ، وقد حمَّله أوباما مسئولية قتل أي جندي أمريكي في المنطقة ، ومع ذلك ذهب متحدثا عن حق شعبه ومعاناته ، وطالب العالم بالحرية والدولة ، وعودة اللاجئين ، وتحرير الأسري والقدس ، وكشف جرائم الاحتلال ضد شعبنا ، ومصادرته الأراضي ، والتوغل الاستيطاني ، واعتقال النواب ، وتهويد القدس وترحيل أهلها ، وعندما خرج الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم إلي الشوارع معلنين تأييدهم لقائدهم ورئيسهم ... واعتبرت حركة حماس على لسان محمد عوض أمين عام الحكومة السابق في غزة والقائم بأعمال وزارة الخارجية حاليا أن خطاب الرئيس في الأمم المتحدة كان خطاباً تاريخياً ، ولم يقل تفريطياً ولا تنازلا ...
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال : زلزلوا أداء السلطة بآرائكم الحرة ...
ولم أجد من يثني على فخامته عندما أغلق الهاتف في وجه الرئيس الأمريكي أوباما ، بعد أن حاول الأخير استيضاح الأمر من فخامة الرئيس حول عزمه على حل السلطة ، وكذلك عندما قال فخامته : إن التأييد الأميركي لقيام دولة فلسطينية لم يتجاوز بعد مرحلة الشعارات
ولم أجد من يثني على فخامته عندما رفض دعوة أمريكا وإسرائيل بعدم الذهاب إلى مكة المكرمة من قبل ثم الدوحة من بعد بشأن موضوع المصالحة ، ولم يلتفت إلى التهديدات التي تلقاها من أوباما ونتنياهو، ومنها التهديد بعقوبات ضد السلطة ، مثل وقف تحويل الأموال إليها ، والتضييق على حركة قادتها ، ووقف العمل بالاتفاقيات ، وإعادة فرض الحكم العسكري على الضفة وحتى ضمها إلى إسرائيل .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال سابقا حول الانقسام : إن الانقسام الداخلي هو أخطر ما يواجه قضيتنا ، وهمنا الأول هو استعادة الوحدة الوطنية ، وقال : لذلك دعونا إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ؛ ليحسم الشعب موقفه من هذه المسألة ، وعندما قال للصحافيين بعد لقائه بالسيد مشعل : لا توجد أي خلافات إطلاقا الآن بيننا ، واتفقنا على أن نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة ، وقال مؤخرا وفق تصريحات لفخامته في مجلة الموقف : لن نيأس من اتجاهنا إلى المصالحة ، وسنستمر في محاولاتنا إعادة اللحمة إلى وطننا وشعبنا ؛ لأنه لا يجوز استمرار هذا الوضع ، ولا يمكن لنا التقدم باتجاه الاعتراف العالمي بحقنا في دولة مستقلة ، وفي العضوية الكاملة في الأمم المتحدة إذا استمر انقسامنا .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما صرح الرئيس محمود عباس بأن الثوابت الفلسطينية لم ولن تتغير ، وأولها القدس عاصمة لفلسطين ، وعندما قال أن السلطة الفلسطينية أحيت موضوع اللاجئين الذي كان ميتا ستين عاما،
وأصرت على أن يكون القرار الأممي رقم 194 هو المرجعية .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما رفض فكرة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما أكد عدم توقيع أي اتفاق نهائي مع إسرائيل دون ضمان حرية جميع الأسرى.
ولم أجد من يثني على فخامته عندما رد على الانتقادات لخطة الفلسطينيين من أجل إعلان قيام دولة فلسطين من جانب واحد في مجلس الأمن الدولي فقال :اعتبروا أن هذا عمل أحادي ، وهم ( أي الإسرائيليون )كل يوم يقومون بعمل أحادي ، من قتل وهدم وتشريد واقتلاع أشجارنا ، ولا يقال عمل أحادي الجانب ، ولا يزال في العالم ظلم ويجب أن نرفع صوتنا .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما يصرح بأن على الدولة الفلسطينية التي ستقام أن تكون خالية من المستوطنات .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما منح المغني فضل شاكر الجنسية الفلسطينية وأصدر له جواز سفر فلسطيني ، وعندما هنأ في اتصال هاتفي الطالبة الفلسطينية رنا قديح المقيمة بالإمارات العربية المتحدة ، بسبب حصولها على جائزة دولية في النمسا على براءة اختراع كيميائي ، ولم يلتفت إلى غضب إسرائيل و الكونغرس الأمريكي عندما منح فخامته وسام الشرف للصحفية الأمريكية هيلين توماس التي عملت على سنوات طويلة صحفية في البيت الأبيض ، وفصلت من عملها مؤخرا على خلفية تصريحاتها ضد إسرائيل ووقوفها إلى جانب الحق الفلسطيني ، .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما يستجيب بحنان رب الأسرة لمناشدات المرضى والفقراء وطلاب الجامعات في غزة الحزينة ، وعندما يجلس مع الأسر الفقيرة في شهر رمضان فيتناول معهم طعام الفطور، وعندما يزور أسر المعتقلين والأيتام في الأعياد والمناسبات ، وعندما يُكمل إنشاء المؤسسات الفوقية والتحتية للدولة وفق ميثاق مونتيفيديو – 1933 - الذي حدّد المعايير التقليدية للدولة ، فقال وفق ما صدر عن فخامته مؤخرا في مجلة الموقف أيضا : ما حققته مؤسستنا الأمنية من انجازات هو مبعث فخر لنا ، لقد استطاعت في فترة قياسية بسط سيطرتها وتحقيق الحد الأعلى من الأمان للمواطن الفلسطيني ، وهي في الوقت نفسه مارست دورها بأقصى قدر من الشفافية واحترام الحقوق العامة والالتزام بالقانون ، وتمكنت من التصدي للظواهر الشائنة في مجتمعنا من تهريب وتعدٍ على الملكيات وحيازة الأسلحة ومقاومة النظام العام ، وقال : لسنا نحن فقط من يشهد بذلك، فكل المؤسسات الدولية المعنية أظهرت إعجابها بما حققناه من انجازات على صعيد الأمن ، وبما وصلت إليه مؤسستنا الأمنية من تقدم في أدائها وفاعليتها وانضباطها ، وهذا يؤكد إن مؤسستنا على أتم الاستعداد لتولي المسؤوليات الأمنية الناشئة عن قيام الدولة الفلسطينية ، انتهى .
وكذلك عندما يتقدم الاقتصاد الوطني في الضفة الغربية ولو بوتيرة ضعيفة ، حيث صادق فخامته على قانون الموازنة العامة لعام 2012، الذي أعدته حكومة السيد سلام فياض ، ويعتمد على تقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية ، وعندما يقدم كل الخدمات لأهلنا في غزة .
ربما يعتبر السخيفُ أن هذا أمرا سخيفا ، فيعتبر الكارهون له أن فعله هذا لا يخلو من حركات بهلوانية خاصة أننا مقبلون على انتخابات – هكذا هي ثقافتهم دائما حيث سوء الظن والتشكيك والتشهير ، فالعين لا تكره إلا ملؤها – كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني - .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما أكَّد على أنه مصمم على الذهاب إلى قطاع غزة ، وقد يفاجأ الجميع بهذه الخطوة في أي وقت .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما كان واقعيا مع شعبه ، فاعتبر أن الخيار التفاوضي وصل إلى طريق مسدود بعد كل هذه السنوات من المفاوضات ، وقال إنني لا أزال أحتاج إلى تصريح للذهاب من رام الله إلى عمان أو أريحا ، ويؤكد بشفافية الزعيم الصادق مع شعبه أن مجندة صهيونية لا يزيد عمرها عن 20 عاما توقفه وتطلب منه تصريح التنقل ، ففخامته لا تعرف المزايدات ولا المهاترات السياسية ، ولا الشعارات الكاذبة الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال : إن السلطة الوطنية حققت ما كانت تطمح له بالنسبة لمحاربة الفساد، فقال :أنشانا هيئة مكافحة الفساد ، وعممنا إقرارات الذمة المالية على كبار الموظفين ، وأوضحنا بشكل قاطع أن لا أحد فوق القانون ، وقد تأكد ذلك للجميع بالفعل ، فقد أحيل وزراء ومسئولون كبار إلى التحقيق في ما نسب إليهم من اتهامات ، واسترجعنا مساحات من الأراضي وأموالا عامة كانت قد اختلست ، ونحن راضون طبعا عن هذا المستوى من الانجاز وسنتابع طريقنا نحو حماية المال العام بأشد ما يمكن من الصرامة ، وقال : لقد حقق جهازنا القضائي نقلات نوعية في سرعته وأدائه ، واكتسب احتراما داخليا وخارجيا بوصفه جهازا مستقلا لا يخضع للأهواء السياسية والحزبية .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال في موضوع قطاعي التعليم والصحة :إذا ما عدتم إلى المؤشرات الرقمية للتطور في حقل الصحة وحقل التعليم ، ستلاحظون إلى أي حد قد استجبنا للضرورات والاحتياجات العامة لأبناء شعبنا ، إن الموازنة العامة للسلطة الوطنية الفلسطينية تخصص الجزء الأكبر من النفقات لهذين القطاعين الحيويين اللذين يمثلان أولوية قصوى ، وبفضل ذلك تحققت منجزات ملموسة من ازدياد في الأعداد ، وتحسن نوعي في الخدمات ، غير أننا ما زلنا في حاجة إلى مزيد من الارتقاء بتلك الخدمات حرصا على مصالح مواطنينا الذين يستحقون الأفضل ، وقال : إنني أهيب بكل العاملين في الصحة والتعليم أن يبذلوا كل ما في وسعهم من جهد مخلص دءوب لخدمة المواطن والوطن ، وقال إسرائيل تمارس سياسة البلطجة المكشوفة علينا دون رادع ودون خشية من محاسبة ، وهي تستخدم مواردنا المالية كجزء من أدوات الضغط علينا ، سبق ان فعلت ذلك وستفعله مستقبلا بالتأكيد .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما يطير من أقصى العالم إلى أقصاه من اجل حرية شعبه ، يبني الوطن ويشتبك سياسيا مع عدوه في آن واحد ويدير الأزمات بحكمة وحنكة ، رغم القتل والاعتقالات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة .
إن قائمة الشرف تطول بحق ذلك الرجل الكبير ، وهو بشر يخطئ ويصيب ، له رؤية آمن بها من منطلق وطني حبا بشعبه ، لا من منطلق التفريط والتنازل عن الثوابت كما يحلو لسماسرة المواقف وأصحاب الجعجعة الكلامية
القول ...ولكن كما قال الشاعر :
قد تُنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ ويُنكرُ الفمُّ طعمَ الماءِ من سقمٍ
فماذا بعد الحق إلا الضلال المبين .فتعلموا أيها المراهقون السياسيون ، وسلُّوا أقلامكم على أعدائكم ، ففخامة الرئيس ليس عدوا لكم !
فخامة الرئيس أرجو أن تسمح لي بالقول :بأنه ينطبق بحق فخامتكم قول الشاعر :
يظنُّ الناسُ أنِّي مســتريــحٌ وأنِّي في نعيمٍ لا يُضاهــى
وما علموا بأن الأرضَ تحتي تميدُ وليس فيهم من يــراها
أكرر مؤكِّدا ما أكدته من قبل بأنني لست فتحاوياً ولا أتبع لأي تنظيم فلسطيني كائنا ما كان ، بل إنني كاتب مستقل لا ناقة لي ولا بعير هنا أو هناك ..
وفي الخاتمة أقول :
فخامة السيد الرئيس محمود عباس على الرغم من أنني لم أتشرف بمقابلتك من قبل في يوم من الأيام ..فلك مني التحية والحب والتقدير ..اعتذر من فخامتكم فلم ولن أتمكن من أن أعطيك حقك
كُن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاُ يؤذى برجمٍ فيعطي خير أثمارِ
أكتب عن سيادة الرئيس لأنني ما وجدت من يعطيه حقه من المفكرين والسياسيين وأصحاب القلم إلا القليل ، بالمقارنة بسلفه رحمه الله الشهيد ياسر عرفات ، وأمام ما يواجهه من هجوم شرس من قِبل الصغار، ولن أزعم بأنني سأعطيه حقه في هذا المجال ، فهو أعظم وأسمى من ذلك كله .
سلَّ التلاميذ ولا يزالون يسلُّون أقلامهم في وجه مُعلمهم - فخامة الرئيس -عند كل هاربة وواردة من مسيرته النضالية الشريفة ، ولم يتركوا شيئا يتعلق في سيرته ومسيرته إلا عبثوا به ، وحاولوا تشويهه حتى في دينه ، عندما وصفوه بالبهائية كذبا وظلما ...علما بأن مظاهر وظواهر وطنيته لا تُعد ولا تُحصى ، وإن غابت الرؤية عند أصحاب العشى الليلي :
لم أجد من يثني على فخامته إلا القليل فعندما القي خطابه التاريخي في الأمم المتحدة أمام العالم بأسره ، ضارباً عرض الحائط بتهديدات أمريكا بوقف المساعدات عن السلطة ، وقد حمَّله أوباما مسئولية قتل أي جندي أمريكي في المنطقة ، ومع ذلك ذهب متحدثا عن حق شعبه ومعاناته ، وطالب العالم بالحرية والدولة ، وعودة اللاجئين ، وتحرير الأسري والقدس ، وكشف جرائم الاحتلال ضد شعبنا ، ومصادرته الأراضي ، والتوغل الاستيطاني ، واعتقال النواب ، وتهويد القدس وترحيل أهلها ، وعندما خرج الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم إلي الشوارع معلنين تأييدهم لقائدهم ورئيسهم ... واعتبرت حركة حماس على لسان محمد عوض أمين عام الحكومة السابق في غزة والقائم بأعمال وزارة الخارجية حاليا أن خطاب الرئيس في الأمم المتحدة كان خطاباً تاريخياً ، ولم يقل تفريطياً ولا تنازلا ...
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال : زلزلوا أداء السلطة بآرائكم الحرة ...
ولم أجد من يثني على فخامته عندما أغلق الهاتف في وجه الرئيس الأمريكي أوباما ، بعد أن حاول الأخير استيضاح الأمر من فخامة الرئيس حول عزمه على حل السلطة ، وكذلك عندما قال فخامته : إن التأييد الأميركي لقيام دولة فلسطينية لم يتجاوز بعد مرحلة الشعارات
ولم أجد من يثني على فخامته عندما رفض دعوة أمريكا وإسرائيل بعدم الذهاب إلى مكة المكرمة من قبل ثم الدوحة من بعد بشأن موضوع المصالحة ، ولم يلتفت إلى التهديدات التي تلقاها من أوباما ونتنياهو، ومنها التهديد بعقوبات ضد السلطة ، مثل وقف تحويل الأموال إليها ، والتضييق على حركة قادتها ، ووقف العمل بالاتفاقيات ، وإعادة فرض الحكم العسكري على الضفة وحتى ضمها إلى إسرائيل .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال سابقا حول الانقسام : إن الانقسام الداخلي هو أخطر ما يواجه قضيتنا ، وهمنا الأول هو استعادة الوحدة الوطنية ، وقال : لذلك دعونا إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ؛ ليحسم الشعب موقفه من هذه المسألة ، وعندما قال للصحافيين بعد لقائه بالسيد مشعل : لا توجد أي خلافات إطلاقا الآن بيننا ، واتفقنا على أن نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة ، وقال مؤخرا وفق تصريحات لفخامته في مجلة الموقف : لن نيأس من اتجاهنا إلى المصالحة ، وسنستمر في محاولاتنا إعادة اللحمة إلى وطننا وشعبنا ؛ لأنه لا يجوز استمرار هذا الوضع ، ولا يمكن لنا التقدم باتجاه الاعتراف العالمي بحقنا في دولة مستقلة ، وفي العضوية الكاملة في الأمم المتحدة إذا استمر انقسامنا .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما صرح الرئيس محمود عباس بأن الثوابت الفلسطينية لم ولن تتغير ، وأولها القدس عاصمة لفلسطين ، وعندما قال أن السلطة الفلسطينية أحيت موضوع اللاجئين الذي كان ميتا ستين عاما،
وأصرت على أن يكون القرار الأممي رقم 194 هو المرجعية .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما رفض فكرة الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما أكد عدم توقيع أي اتفاق نهائي مع إسرائيل دون ضمان حرية جميع الأسرى.
ولم أجد من يثني على فخامته عندما رد على الانتقادات لخطة الفلسطينيين من أجل إعلان قيام دولة فلسطين من جانب واحد في مجلس الأمن الدولي فقال :اعتبروا أن هذا عمل أحادي ، وهم ( أي الإسرائيليون )كل يوم يقومون بعمل أحادي ، من قتل وهدم وتشريد واقتلاع أشجارنا ، ولا يقال عمل أحادي الجانب ، ولا يزال في العالم ظلم ويجب أن نرفع صوتنا .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما يصرح بأن على الدولة الفلسطينية التي ستقام أن تكون خالية من المستوطنات .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما منح المغني فضل شاكر الجنسية الفلسطينية وأصدر له جواز سفر فلسطيني ، وعندما هنأ في اتصال هاتفي الطالبة الفلسطينية رنا قديح المقيمة بالإمارات العربية المتحدة ، بسبب حصولها على جائزة دولية في النمسا على براءة اختراع كيميائي ، ولم يلتفت إلى غضب إسرائيل و الكونغرس الأمريكي عندما منح فخامته وسام الشرف للصحفية الأمريكية هيلين توماس التي عملت على سنوات طويلة صحفية في البيت الأبيض ، وفصلت من عملها مؤخرا على خلفية تصريحاتها ضد إسرائيل ووقوفها إلى جانب الحق الفلسطيني ، .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما يستجيب بحنان رب الأسرة لمناشدات المرضى والفقراء وطلاب الجامعات في غزة الحزينة ، وعندما يجلس مع الأسر الفقيرة في شهر رمضان فيتناول معهم طعام الفطور، وعندما يزور أسر المعتقلين والأيتام في الأعياد والمناسبات ، وعندما يُكمل إنشاء المؤسسات الفوقية والتحتية للدولة وفق ميثاق مونتيفيديو – 1933 - الذي حدّد المعايير التقليدية للدولة ، فقال وفق ما صدر عن فخامته مؤخرا في مجلة الموقف أيضا : ما حققته مؤسستنا الأمنية من انجازات هو مبعث فخر لنا ، لقد استطاعت في فترة قياسية بسط سيطرتها وتحقيق الحد الأعلى من الأمان للمواطن الفلسطيني ، وهي في الوقت نفسه مارست دورها بأقصى قدر من الشفافية واحترام الحقوق العامة والالتزام بالقانون ، وتمكنت من التصدي للظواهر الشائنة في مجتمعنا من تهريب وتعدٍ على الملكيات وحيازة الأسلحة ومقاومة النظام العام ، وقال : لسنا نحن فقط من يشهد بذلك، فكل المؤسسات الدولية المعنية أظهرت إعجابها بما حققناه من انجازات على صعيد الأمن ، وبما وصلت إليه مؤسستنا الأمنية من تقدم في أدائها وفاعليتها وانضباطها ، وهذا يؤكد إن مؤسستنا على أتم الاستعداد لتولي المسؤوليات الأمنية الناشئة عن قيام الدولة الفلسطينية ، انتهى .
وكذلك عندما يتقدم الاقتصاد الوطني في الضفة الغربية ولو بوتيرة ضعيفة ، حيث صادق فخامته على قانون الموازنة العامة لعام 2012، الذي أعدته حكومة السيد سلام فياض ، ويعتمد على تقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية ، وعندما يقدم كل الخدمات لأهلنا في غزة .
ربما يعتبر السخيفُ أن هذا أمرا سخيفا ، فيعتبر الكارهون له أن فعله هذا لا يخلو من حركات بهلوانية خاصة أننا مقبلون على انتخابات – هكذا هي ثقافتهم دائما حيث سوء الظن والتشكيك والتشهير ، فالعين لا تكره إلا ملؤها – كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني - .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما أكَّد على أنه مصمم على الذهاب إلى قطاع غزة ، وقد يفاجأ الجميع بهذه الخطوة في أي وقت .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما كان واقعيا مع شعبه ، فاعتبر أن الخيار التفاوضي وصل إلى طريق مسدود بعد كل هذه السنوات من المفاوضات ، وقال إنني لا أزال أحتاج إلى تصريح للذهاب من رام الله إلى عمان أو أريحا ، ويؤكد بشفافية الزعيم الصادق مع شعبه أن مجندة صهيونية لا يزيد عمرها عن 20 عاما توقفه وتطلب منه تصريح التنقل ، ففخامته لا تعرف المزايدات ولا المهاترات السياسية ، ولا الشعارات الكاذبة الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال : إن السلطة الوطنية حققت ما كانت تطمح له بالنسبة لمحاربة الفساد، فقال :أنشانا هيئة مكافحة الفساد ، وعممنا إقرارات الذمة المالية على كبار الموظفين ، وأوضحنا بشكل قاطع أن لا أحد فوق القانون ، وقد تأكد ذلك للجميع بالفعل ، فقد أحيل وزراء ومسئولون كبار إلى التحقيق في ما نسب إليهم من اتهامات ، واسترجعنا مساحات من الأراضي وأموالا عامة كانت قد اختلست ، ونحن راضون طبعا عن هذا المستوى من الانجاز وسنتابع طريقنا نحو حماية المال العام بأشد ما يمكن من الصرامة ، وقال : لقد حقق جهازنا القضائي نقلات نوعية في سرعته وأدائه ، واكتسب احتراما داخليا وخارجيا بوصفه جهازا مستقلا لا يخضع للأهواء السياسية والحزبية .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما قال في موضوع قطاعي التعليم والصحة :إذا ما عدتم إلى المؤشرات الرقمية للتطور في حقل الصحة وحقل التعليم ، ستلاحظون إلى أي حد قد استجبنا للضرورات والاحتياجات العامة لأبناء شعبنا ، إن الموازنة العامة للسلطة الوطنية الفلسطينية تخصص الجزء الأكبر من النفقات لهذين القطاعين الحيويين اللذين يمثلان أولوية قصوى ، وبفضل ذلك تحققت منجزات ملموسة من ازدياد في الأعداد ، وتحسن نوعي في الخدمات ، غير أننا ما زلنا في حاجة إلى مزيد من الارتقاء بتلك الخدمات حرصا على مصالح مواطنينا الذين يستحقون الأفضل ، وقال : إنني أهيب بكل العاملين في الصحة والتعليم أن يبذلوا كل ما في وسعهم من جهد مخلص دءوب لخدمة المواطن والوطن ، وقال إسرائيل تمارس سياسة البلطجة المكشوفة علينا دون رادع ودون خشية من محاسبة ، وهي تستخدم مواردنا المالية كجزء من أدوات الضغط علينا ، سبق ان فعلت ذلك وستفعله مستقبلا بالتأكيد .
ولم أجد من يثني على فخامته عندما يطير من أقصى العالم إلى أقصاه من اجل حرية شعبه ، يبني الوطن ويشتبك سياسيا مع عدوه في آن واحد ويدير الأزمات بحكمة وحنكة ، رغم القتل والاعتقالات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة .
إن قائمة الشرف تطول بحق ذلك الرجل الكبير ، وهو بشر يخطئ ويصيب ، له رؤية آمن بها من منطلق وطني حبا بشعبه ، لا من منطلق التفريط والتنازل عن الثوابت كما يحلو لسماسرة المواقف وأصحاب الجعجعة الكلامية
القول ...ولكن كما قال الشاعر :
قد تُنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ ويُنكرُ الفمُّ طعمَ الماءِ من سقمٍ
فماذا بعد الحق إلا الضلال المبين .فتعلموا أيها المراهقون السياسيون ، وسلُّوا أقلامكم على أعدائكم ، ففخامة الرئيس ليس عدوا لكم !
فخامة الرئيس أرجو أن تسمح لي بالقول :بأنه ينطبق بحق فخامتكم قول الشاعر :
يظنُّ الناسُ أنِّي مســتريــحٌ وأنِّي في نعيمٍ لا يُضاهــى
وما علموا بأن الأرضَ تحتي تميدُ وليس فيهم من يــراها
أكرر مؤكِّدا ما أكدته من قبل بأنني لست فتحاوياً ولا أتبع لأي تنظيم فلسطيني كائنا ما كان ، بل إنني كاتب مستقل لا ناقة لي ولا بعير هنا أو هناك ..
وفي الخاتمة أقول :
فخامة السيد الرئيس محمود عباس على الرغم من أنني لم أتشرف بمقابلتك من قبل في يوم من الأيام ..فلك مني التحية والحب والتقدير ..اعتذر من فخامتكم فلم ولن أتمكن من أن أعطيك حقك