هل مصر تستعيد دورها؟؟؟ - نبيل عبد الرؤوف البطراوي
للوهلة الأولى قد يرى بأن موضوع إلغاء اتفاقية الغاز الموقعة منذ 2005م بين شركات مصرية وإسرائيلية موضوع اقتصادي بحت,وهنا الموضوع سياسي بامتياز حيث لم تكتفي الأنظمة سيئة الذكر بإهدار كرامة المواطن العربي ,وزيادة أعداد سكان المقابر وزيادة البطالة بين الشباب ,ودفع الكثير منهم من اجل ركوب البحر من خلال قوارب الموت التي حصدت الكثير من طاقات شباب امتنا العربية الباحثين عن الأمل بعد أن غدا سراب في أوطان جار فيها الزمان على الإنسان الذي لم يعد له فيها مكان, حتى الكرامة تبخرت من هذه الأنظمة إلى حد أن تجرأت وزيرة خارجية إسرائيل ليفني في العام 2008م وقامت بالتهديد والوعيد بشن الحرب على غزة المحاصرة نتيجة ,حالة الانقسام والرفض لنتائج الانتخابات التي حصلت على الساحة الفلسطينية في العام 2006م وما تلاها من سيطرت حركة حماس مقاليد إدارة السلطة في غزة,فكان الذريعة التي سوق لها الصهاينة من اجل فرض الحصار على شعبنا الفلسطيني ,ومن ثم شن حرب طاحنة راح ضحيتها أكثر من 1500شهيد وتدمير مئات المباني والمنشات .
كل هذا والأنظمة العربية كانت تشجب وتستنكر على ابعد الحدود على الرغم من وجود أنظمة الممانعة في ذالك الوقت. بالطبع هنا لا احد يقول أن تخوض مصر حربا لان الحروب اليوم ماحقة إلى حد لا احد يقبل بنتائجها ,ولكن مطلوب من مصر بشكل عام والأمة العربية من خلفها أن تعيد عربة الحصان إلى موضعها الحقيقي والطبيعي والطليعي ,فلا يعقل أن تكون دولة بحجم وتاريخ وحضارة وشعب مصر رهينة لثلاث مليار دولار أمريكي تنفقها أمريكيا بالشكل الذي لا يساهم برفع المعاناة عن شعبها ,ومن الممكن ببساطة أن تستغني مصر عن هذا الدعم الأمريكي من خلال مواقف عروبية تدعم استقرار ,بعض الدول المطموع بمقدراتها ومواردها من قبل بعض الأنظمة المجاورة ,فتكون المشاريع الإنتاجية والعملية القادرة على سد حاجات مصر وشعبها وتنتفع الدول العربية صاحبة الاستثمارات من عائدات هذه الاستثمارات., معلوم أن التحرر الاقتصادي هو الطريق الأسلم والأفضل إلى التحرر السياسي ,والتقدم في النمو في شتى المجالات العلمية والعملية القادرة على إعادة الكرامة الوطنية للمواطن البسيط ,الذي لا يجد تفسيرا لتضخم الاستثمارات العربية في الغرب وشحها وضعفها في بلاد العرب , فهل يعقل أن تكون سلة الغذاء للمواطن العربي من المحيط إلى الخليج غير مؤمنة بفعل سؤ الإدارة العربية وغياب التكامل الاقتصادي ,كل هذا بفعل السمسرة في قوة المواطن العربي من أنظمة الجور التي كانت تحسب الأنفاس على هذا المواطن, ولا يخفى على أحد ما صاحب هذا التدهور والضياع لكرامة الإنسان العربي نتيجة تفريط هذه الحكومات والقيادة المبادة ,من رهن لمقدرات وطاقات الأمة والدليل على هذا اتفاقيات الغاز التي كانت شاهد عيان على رهن هذه المقدرات والتي هي من حق الشعوب للأعداء مقابل سمسرة رخيصة لهذه الأنظمة والمقربين منها ,فلو كان الأمر طبيعيا لماذا حالة الهروب من قبل المدعو حسين سالم رجل الإعمال المصري ,لماذا التكتم على هذه الاتفاقيات المشبوهة لماذا أبقائها طي الكتمان من قبل هذه الفئة البسيطة والدائرة الضيقة ,بالطبع الموضوع هذا لا يحتاج الى تفسير او جواب , فكل الحالة السياسية والاقتصادية والوطنية والقومية وحالة الاستصغار من قبل المنظومة الدولية والقوى المهيمنة في العالم للعرب وقضاياهم هي نتاج هذا الوضع المزري , واليوم وبعد أن قامت الانتفاضة الشعبية في مصر ضد حالة الفساد والإفساد المنظم الذي كان يقوم به نظام مبارك الذي كان يشكل رافعة لأعداء الأمة ضد القوى والمصالح العربية والقومية ,نجد حكومة إسرائيل تتحدث عن احترام المتعاهدات والاتفاقيات ,والسؤال المطروح متى احترمت حكومة إسرائيل هذه الاتفاقات؟هل في قتل الجنود المصريين على الأرض المصرية مرارا وتكرار ؟ وهل احترمت إسرائيل اتفاقات كامب ديفد وطبقتها لكي تحترم مصر هذه الاتفاقات؟وهل التزمت حكومة إسرائيل بأي اتفاق مع العرب مثل أوسلو لكي يكون على العرب الالتزام ؟ إذا كان مطلوب من العرب الالتزام ومطلوب من أمريكيا أن تكون من يلزم الإطراف المتعاقدة بهذا فيجب أن يكون هذا قائم على كل ما وقع برعاية أمريكية لا أن يكون أنتقاءا حسب أهواء ومصالح إسرائيل. وهذا الموقف المصري يجب أن يصاحب بموقف عربي داعم ورابط بين القضايا القومية والوطنية والتعامل بلغة المصالح مع الأعداء والأصدقاء لان لغة المصالح هي التي تجعل الدول تغير مواقفها إلى جانب القضايا العربية والوطنية لا لغة التهاون والسمسرة .