الى الامام ياشبيبة فتـــح - حسنين زنون
فى الفاتح من ياناير (كانون ثانى)1965 للميلاد انطلقت حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح ببرنامج وطنى تحررى يجمع بين الاصالة والمعاصرة وشكلت انطلاقة فتح علامة فارقة فى تاريخ النضال الوطنى الفلسطينى واضاءت فتح شعلتها الثورية الاولى فى ظلمات ليل الهزائم العربية فاعادت القضية الفلسطينى الى واجهة الاحداث الدولية عبر تاريخ طويل ومرير من الكفاح والنضال والعمليات الفدائية والحروب الدامية والتضحيات الجسام وقدمت خيرة قادتها ومقاتليها شهداء على مذبح الحرية .. وفى عام 1967 ميلادية منيت الانظمة العربية بانتكاسة منكرة وهزيمة ثقيلة احتلت اسرائيل ماتبقى من فلسطين التاريخية (قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشريف ) بالاضافة الى شبه جزيرة سيناء المصرية والجولان السورى .. وكانت فتح لا تزال فى بدايات الطريق الذى اختارته لتحرير فلسطين حيث مجموعاتها المسلحة تقارع الاحتلال فى قطاع غزة والضفة المحتلة وفى دول الطوق بشكل يومى ومستمر واعتمدت الحركة على الكفاح المسلح فكرا وممارسة وقدمت الاف الشهداء والجرحى والاسرى على طريق التحرير والاستقلال ... وفى مطلع الثمانينات من القرن الماضى تاسست اطر الشبيبة الفتحاوية الجماهيرية كرافد لا ينضب يمد الحركة الفتية بالمقاتلين وبالرجال والكوادر الفاعلة فى العمل الثورى .. وعلى راس هذه الاطر الجماهيرية كانت حركة الشبيبة الطلابية الفتحاوية فى الجامعات والمدارس الثانوية -- الى جانب لجان الشبيبة للعمل الاجتماعى فى المناطق الفلسطينية -- ولجان المراة للعمل الاجتماعى -- والشبيبة العمالية -- واللجان الحركية فى المؤسسات الوطنية والاندية الرياضية -- الخ ... وبذلك بدات مرحلة المد الجماهيرى الجارف لحركة فتح فى الاراضى المحتلة واصبحت حركة فتح موجودة فى كل بيت وحى وشارع ومؤسسة وجامعة ومدرسة على طول الوطن المحتل وعرضه .. وكنتيجة طبيعية لممارسات الاحتلال القمعية تصدرت الجامعات الفلسطينية فى الارضى المحتلة ( التى هى منارات العلم والمعرفة ) العمل والفعاليات الوطنية فكانت الشبيبة الطلابية الفتحاوية فى صدارة المواجهة الجماهيرية ضد الاحتلال الصهيونى ولم يكن فى فلسطين فى مطلع الثمانينات سوى اربع جامعات فلسطينية --وهى جامعة بير زيت - وجامعة النجاح بنابلس - وجامعة بيت لحم والجامعة الاسلامية بغزة والتى كان يسيطر عليها الاخوان المسلمون فى حينه ومنعوا الشبيبة الفتحاوية من العمل داخل الجامعة الاسلامية بغزة واعتدوا على قادتها وكوادرها جسديا مرارا وتكرارا .. الشبيبة الفتحاوية منذ نشاتها اصبحت عنوان النضال الوطني الفلسطيني وصوت فتح الذى يصدح في عنان السماء مرددا فتح ديمومة لا تموت وان تكالب عليها المتامرون -الشبيبة مصنح الرجال والكوادر والقادة الفتحاويين الذين قارعوا الاحتلال فى الانتفاضتين الاولى والثانية وكان منهم الاف الشهداء والجرحى والاسرى الابطال ..والشبيبة هى الاطارالذى هتف له الشهيد القائد الرمز ابو عمارمن اعلى مبنى المجلس التشريعى الفلسطينى بغزة عام 1996 حين قال للالوف المؤلفة من ابناءالشبيبة وفتح فى غزة (احنا الشبيبة الفتحاوية ) والشبيبة التى قال عنها الاخ المناضل ابو على شاهين : ( اذا قدر لحركة الشبيبة أن تعيش فهي اقصر الطرق لكنس الاحتلال ) والشبيبة هي جيل الشباب فى حركة فتح وهى الدماء الجديدة الشابة التى تضخ فى عروق الحركة لتعيد اليها شبابها ونضارتها وحيويتها وهى العمود الفقرى للحركة وعمادها اليوم ومستقبلها الواعد فى الغد .... ان الفوز الساحق الذى حققته حركة الشبيبة الفتحاوية الطلابية فى الاونة الاخيرة فى انتخابات اتحادات الطلبة فى عدة جامعات فلسطينية ابتداء من جامعة بير زيت ومرورا بكلية فلسطين التقنية للبنات فى رام الله والنصر الكبير الذى حققته قائمة الشهيد ياسر عرفات اليوم فى جامعة القدس (ابو ديس) انما يدل على : ان التفاف طلبة جامعة القدس حول كتلة الشهيد ياسر عرفات (حركة الشبيبة الفتحاوية الطلابية ) يحمل فى طياته رسالة واضحة عن مدى شعبية حركة فتح داخل الفئة الأكثر وعيا وثقافة في المجتمع الفلسطيني ويعبر عن ايمان الجماهير الطلابية بما تحمله فتح من فكر وطنى مستنير يعكس الثقافة الوطنية الوحدوية لحركة فتح التى تتقبل الراى الاخر وتؤمن بالشراكة الوطنية -- البعيدة عن متاهات التخوين والتكفير والانغلاق والظلامية حركة فتح الامينة المؤتمنة على المشروع الوطنى المؤمنة بالتعددية التى اوصى بها الشهيد القائد الرمز أبو عمار الذي قال (دع الف زهرة تتفتح في بستان الوطن ) كل التهاني والتبريكات للاخوة المناضلين ابناء حركة الشبيبة الطلابية في جامعة القدس .. بهذا النصر الساحق الذي حققه ابناء الشبيبة الطلابية فى انتخابات اتحاد مجلس الطلبة.. والى الامام يا شبيبة الوطن فالرهان عليكم لاعادة الشرعية الى ربوع الوطن واستكمال برنامج حركتم الرائدة والقائدة فتح فى العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ... الى الامام يا شبيبة الديمومة فتح التى ولدت من رحم المعاناة وصمدت فى وجه الاعاصير العاتية وتحطمت على صخرة صمودها المؤامرات ,, وثبت لكل من راهن على انتهاء حركة فتح وموتها انها حطمت جبالا وصنعت طريقا وسارت على ذات الدرب الاول وخرجت من بين الركام كطائر الفينيق -- الى الامام ياشبيبة الثورة .. ان انتصاراتكم المتواصلة لهى مؤشر واضح ان فتح لا تزال وستبقى ام الجماهيرالفلسطينية وهى الامينة المؤتمنة على المشروع الوطنى الفلسطينى .. الى الامام ياشبيبة الفتح ياشبية الوطن ومزيدا من الانتصارات .. ومن نصر الى نصر (بعونه تعالى ) وانها لثورة حتى النصر ,,,,,,,,, والله الموفق والمستعان
حسنين زنون .. ماجستير القانون الدولى .. جامعة القاهرة ..