كيف تتوغل "فتـح" أكثر داخل المجتمع؟ - ماجد حمدي ياسين
أصبح أبناء حركة فتح وقياداتها وكوادرها في قطاع غزة يُدركون تماماً أن النشاط الإجتماعي للأقاليم والمناطق والشعب التنظيمية مختصراً على تقديم درع المحبة للعريس وبوستر عزاء ويافطة مواساة لمتوفي أو شهيد، في مشهد واضح غاب عنه سياسة المبادرات والإجتهادات الشخصية التي تخدم الحركة على المستوى الشعبي والجماهيري، وتساهم بتعاظم شعبيتُها في زمن إشتدت فيه حدة المنافسة بين الأقطاب الوطنية والإسلامية مختلفة الألوان والفكر الموجودة على الساحة الفلسطينية والتي يسعى كُلاً منها إلي رفع وزيادة رصيـده الشعبي من خلال هذا النشاط الإجتماعي الذي يُشكل تأثيراً كبيراً على النفس البشرية لدى مجتمعُنا الفلسطيني الذي يراقب عن كثب هذه الفعاليات، وينظر بعين الإعتبار والشكر والإمتنان لمن يُشاركه مناسباته السعيدة والحزينة. إن الساعد الإجتماعي داخل الجسد التنظيمي لحركة فتــح هو إطار في غاية الأهمية ويجب تطويره والعمل على توسيع رقعته، ليشمل كافة الشرائح المجتمعية، وهذا الأمر يتطلب وجود كادراً تنظيمياً مؤثراً ويحظى بإحترام الشارع ويمتلك من الرصيد الوطني والترابط الإجتماعي ما يُمكنه ويساعده القيام بهذه المهمة التي يجب أن لا تأخذ طابعاً تقليدياً سابقاً، بل يجب أن تكون على أساس إطلاق المبادرات والحملات الجديدة والمتجددة بشكل دوري والتي من شأنها أن تعزز شعبية الحركة داخل الشارع الفلسطيني وتوطد علاقتها الإجتماعية أكثر بكافة شرائح المجتمع . وقد يتساءل كادر فتح بغزة قائلاً: وهل يسمح الوضع المالي لفتح بغزة والقيمة المادية المتواضعة للميزانية التشغيلية الخاصة بالحركة بالقيام بأي نشاط إجتماعي واسع يخدم الحركة؟؟؟.... والرد على السؤال هنا يكون كالآتي: إن صدق النوايا والإنتماء للحركة المبني على العطاء بالإضافة للإستثمار السليم والصحيح للمبلغ المالي البسيط وما إلي جانبه من الإجتهادات والمبادرات الشخصية سيدفع بقارب العمل التنظيمي إلي الأمام بشرط إستبعاد شواذ الإستغلال والمصالح الشخصية الذين يحاولونَ هدم وتهويد أي إنجاز لن يجدوا به مصلحة شخصية . وقد يجد البعض الآخر صعوبة بتطبيق أي برنامج تنظيمي جديد بالمرحلة القادمة نظراً للظروف الأمنية المحيطة بالكادر الفتحاوي والناتجة عن حالة الإنقسام الفلسطيني الداخلي والذي يعتبره الكثيرون حاجزاً يمنع أبناء الحركة من التقدم إلي الأمام، وهذه الإدعاءات ما هي إلا شماعة يعلق عليها الكادر الفاشل عجزه تهرباً من تسديد ضريبة الإنتماء للحركة التي هي بحاجة إلي الوقوف جانبها ومساندتها في وقت الشـدة وليس في وقت الرخاء، وما يُساعدنا ويدفعُنا للقيام بذلك هي قناعاتنآ ومبادؤنا وصدق إنتماؤنا الذي لم ولن يتعارض مع أي من القوانين ولن يُشكل خطراً على امن الوطن أو المواطن. وبكل صدق فتح التي قدمت الكثير لنا هي اليوم بحاجة للإرتكاز على من هم أعمدة بناء مستقبل هذه الحركة العملاقة ومن أراد أن يخذل هذه الحركة فمن الأشرف له أن يلتزم منزله وأن يكون عنصر بناء لا عنصر هدم وتهويد هذا الجسد الوطني الذي يشكل رمزاً للكفاح الوطني الفلسطيني .