رئيس جمعية المخابز في غزة: المخابز ستتوقف غداً على أبعد تقدير    الاحتلال يدفع بتعزيزات عسكرية إلى قباطية    الصليب الأحمر يعرب عن صدمته لإعدام الاحتلال 14 مسعفا في رفح    الاستعلامات المصرية: الوقفات المليونية أكدت مساندتها للشعب الفلسطيني ورفض مخططات التهجير    17 شهيدا في قصف طيران الاحتلال على حي التفاح ومخيم البريج وسط قطاع غزة    الأحمد يلتقي السفير التركي لدى فلسطين    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 404 شهداء    لازاريني بعد استئناف حرب الإبادة: مشاهد مروعة لمدنيين قُتلوا بغزة    "فتح" تدين استئناف الاحتلال حرب الإبادة في قطاع غزة وتدعو إلى محاكمته على جرائمه    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ51    نزوح عشرات المواطنين من بيت حانون باتجاه جباليا شمال قطاع غزة    ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة منذ فجر اليوم إلى 326 شهيدا    الاحتلال يطالب بإخلاء مناطق شمال وجنوب قطاع غزة    منسق أممي: المواطنون في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها    فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي  

فتوح: عدوان الاحتلال على قطاع غزة يهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقي

الآن

طول اللسان من سمات الوطني- جهاد حرب

قرأت في ريعان الشباب، الذي قضيه في سجون الاحتلال، كتاب "يوميات حمار وطني" للقائد الراحل خالد الحسن ربما أكثر من خمس مرات لأفهم ما يقوله على لسان الحمار. حينها عجبت لقائد مثله أن يستعير حمارا ليقول أو يروي أو يعرض موقفا له يتعلق بأحداث الانشقاق في العام 1983، وبالمواقف الفلسطينية والعربية من الانشقاق والوضع الفلسطيني.
وقد أصر في مقدمة كتابه أن يكون الحمار الذي يحادثه حمارا وطنيا حتى لا يتهم أحد الحمار بالخيانة للشرق أو الغرب، أو أن يتهم بانتماءه إلى اليسار أو اليمين، بل يرغب بأن ينطق الحمار بما يمليه عليه ضميره الوطني، أي أن مصلحته هي مصلحة الوطن وليس الحزب أو الحركة أو "الجغرافيا" التي ينتمي لها.
يتهكم البعض، هذه الأيام، بأنهم يقيسون طول لسانهم كل صباح قبل الخروج من بيوتهم خوفا من أن تطول أثناء النوم دون علمهم، ويجدون أنفسهم عند خروجهم رهن الاحتجاز. ففي العادة يناقش الفلسطينيون على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم أمور حياتهم ومشاغلهم، وطبعا السياسية والحكام جزء من هذا الهم. فهم مختلفون مع أنفسهم قبل أن يختلفوا مع الحكام؛ رئيسهم وحكومتهم وفصائلهم، ولهم من الألفاظ الشعبية ما يسعفهم في مدحهم وشتمهم، وفي رضاهم وعدمه وفي غضبهم وهدوئهم. لكن عند الشدائد هم موحدون في طريق مسيرتهم.
هذا الاختلاف وهذه الروح هي فلسطينية بامتياز توارثوها جيلا بعد جيل، من العشائرية إلى الفصائلية، وعلقوا قصائد المديح والذم وفقا للاختلاف والخلاف وصلت أحيانا إلى حد التخوين والتلوين والسب والشتم. لكن طوال تلك المدة لم يعاقب الناس على اختلافهم بتهمة تطويل اللسان.
أدركت الآن سبب اختيار القائد خالد الحسن حمارا وطنيا لمحاورته "طبعا لطول لسانه".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House