العربية .. والذاكرة السياسية !! - هاني أبو غضيب
الثورة لا يكتب تاريخها الا رجالاتها" هذه حقيقة لا يجوز تجاهلها أو تجاوزها خاصة فيما يتعلق بالثورة الفلسطينية وتحديدا طليعتها حركة "فتح"
من البديهي ان تاريخ هذه الحركة لا يكتب إلا بدم شهدائها..ولا يروي هذا التاريخ إلا النخبة من رجالها الشرفاء ومناضليها الذين حملوا أرواحهم فوق اكفهم أو اللذين افنوا أعمارهم داخل السجون واقبيه الزنازين ..دون ذلك يتعرض هذا التاريخ للتشويه والافتراء.
أنا واحد من اللذين يحترمون فرسان الرأي..من الذين يحترمون فضائيات هذه المرحلة.. وعلى رأسها قناتي الجزيرة والعربية ، لما تتمتعان به من أداء متميز ، وتغطية شمولية ومواكبة مباشرة للأحداث وبرامج ومقابلات تخترق حواجز القمع .. كلها أنشطة محل احترام ومتابعة من القطاع الأوسع في الوطن العربي عموما وفلسطين على وجه الخصوص .
لهذا بالضبط فقد ذهلت كوادر فتح من برنامج الذاكرة السياسية الأخير الذي بثته " قناة العربية" حيث استضافت محمد رشيد أو خالد إسلام أو ما شاء له من الأسماء والألقاب لكي يتحدث عن تاريخ الثورة الفلسطينية والحقبة النضالية لحركة فتح !!! ؟
العشرات من قادة "فتح" والآلاف من كوادرها يتساءلون حتى اليوم : كيف ظهر هذا الرجل ؟؟ وكيف استطاع ببرهة وجيزة فتح قنوات اتصال مع الاسرائليين والأمريكان ؟؟ وكيف أدار الصفقات الهائلة من بينها "نادي القمار" في أريحا الذي اغضب الشارع الفلسطيني ؟؟ وكيف خرج بالملايين ؟؟ ليطل علينا الان عبر نافذة العربية وكأنه احد صانعي الثورة الفلسطينية !!! .
قد لا نختلف مع العربية حول أي ذاكرة سياسية تتعلق بأي بقعة في عالمنا الواسع ... ولكن الذاكرة السياسية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من القهر والقمع والاستيلاء ومصادرة الهوية .. هي استثناء لا يقبل المراوغة أو الالتفاف أو التسلق على نضاله التاريخي .
أن صياغة التاريخ مسألة بالغة الخطورة والحساسية : مسألة لا يمكن التهاون معها او القبول بتسليمها لأيد غير أيدي الأطهار الذين تمترسوا في خنادق النضال الوطني وصانوا شرف البندقية .. تاريخ فتح عصي على أي شخص أو جهة تحاول النيل من هذا التاريخ .. وليس ثمة شك أن هناك استهداف لحركة فتح .. استغلال بشع للمرحلة القاسية التي تمر بها الحركة .. ودون شك أيضا فإن حركة فتح تعاني أزمة مركبة تجتاح كيانها البنيوي .. وتمس قدرتها على التصدي لاعدائها وخصومها ، وتمس مناعتها على لفظ الاجسام الغريبة وهي المناعة التي تسلحت بها والتي اصابها الوهن شيئا فشيئا حتى تمكنت بعض هذه الأجسام الغريبة والطفيليات من اختراق جسمها والتموضع داخل هذا الجسم ، بل والانتفاخ على حساب نقائه ، وعلى حساب قدرته على الانتصاب مجددا وعلى توقه للخروج من مأزق الترهل والعجز عن الفعل الطموح لاعادة هيكلته على نفس القواعد والأسس التي ارساها في البدايات.
ومع هذا وعلى الرغم مما احدثه هذا التسلل من أوجاع واورام .. فقد بقي الجزء الاكبر من قاعدة فتح يمسك بالجمر في اصرار على تجديد الدم في الشرايين، وفي كفاحه للصيروره التي تنبثق من رحم التاريخ الفذ للحركه وقناعته بان هذا التاريخ اكبر من محاولات التسلق والابتذال والهذر من اي شخص او جهة تفتقد حق التأريخ فضلا عن فقدانها اصالة الانتماء .. وقناعته ايضا بأن رواية هذا التاريخ او كتابته هو مهمة ينفرد بها اولئك الذين تعلقت ارواحهم بين الارض والسماء فكانوا او كوّنوا نماذج فريدة في الشموخ وانتصاب الهامات .. تنفرد به كوكبة الحراس الذين جعلوا من اجسادهم وعقولهم واراداتهم سياجا منيعا امام المؤامرات والحصار والكمائن التي لاحقت الحركة طوال العقود الماضية .. حق ينفرد به الاف المثقفين الفلسطينين الذين كانوا على تماس مع الثورة الفلسطينية والذين عاصروا انجازاتها واخفاقاتها .
ويبقى .. ان تاريخ فتح تراث مقدس يلتصق عضويا بالتاريخ المعاصر للشعب الفلسطيني .. التصاق لا يقبل الفصل او التضاد .. ولا يقبل اي محاولة للقفز على هذا التاريخ من اي نافذة على غرار نافذة الذاكرة السياسية السيئة الذكر .
كنا نتمنى على العربية ان لا تنزلق الى هذا المأزق الذي وقعت او أوقعت فيه نفسها .. وفيما يتعلق بالثورة الفلسطينية وبالتحديد بحركة فتح فإن المسألة تتحول إلى ما هو اكبر من الرفض او النقد او العتاب .. بل تصل الى الغضب والنقمة وتوجيه أصابع الاتهام ، ولا يشفع في هذا حسن النوايا .. فبلاط جهنم مرصوف بالنوايا الحسنة .. !!
من البديهي ان تاريخ هذه الحركة لا يكتب إلا بدم شهدائها..ولا يروي هذا التاريخ إلا النخبة من رجالها الشرفاء ومناضليها الذين حملوا أرواحهم فوق اكفهم أو اللذين افنوا أعمارهم داخل السجون واقبيه الزنازين ..دون ذلك يتعرض هذا التاريخ للتشويه والافتراء.
أنا واحد من اللذين يحترمون فرسان الرأي..من الذين يحترمون فضائيات هذه المرحلة.. وعلى رأسها قناتي الجزيرة والعربية ، لما تتمتعان به من أداء متميز ، وتغطية شمولية ومواكبة مباشرة للأحداث وبرامج ومقابلات تخترق حواجز القمع .. كلها أنشطة محل احترام ومتابعة من القطاع الأوسع في الوطن العربي عموما وفلسطين على وجه الخصوص .
لهذا بالضبط فقد ذهلت كوادر فتح من برنامج الذاكرة السياسية الأخير الذي بثته " قناة العربية" حيث استضافت محمد رشيد أو خالد إسلام أو ما شاء له من الأسماء والألقاب لكي يتحدث عن تاريخ الثورة الفلسطينية والحقبة النضالية لحركة فتح !!! ؟
العشرات من قادة "فتح" والآلاف من كوادرها يتساءلون حتى اليوم : كيف ظهر هذا الرجل ؟؟ وكيف استطاع ببرهة وجيزة فتح قنوات اتصال مع الاسرائليين والأمريكان ؟؟ وكيف أدار الصفقات الهائلة من بينها "نادي القمار" في أريحا الذي اغضب الشارع الفلسطيني ؟؟ وكيف خرج بالملايين ؟؟ ليطل علينا الان عبر نافذة العربية وكأنه احد صانعي الثورة الفلسطينية !!! .
قد لا نختلف مع العربية حول أي ذاكرة سياسية تتعلق بأي بقعة في عالمنا الواسع ... ولكن الذاكرة السياسية للشعب الفلسطيني الذي يعاني من القهر والقمع والاستيلاء ومصادرة الهوية .. هي استثناء لا يقبل المراوغة أو الالتفاف أو التسلق على نضاله التاريخي .
أن صياغة التاريخ مسألة بالغة الخطورة والحساسية : مسألة لا يمكن التهاون معها او القبول بتسليمها لأيد غير أيدي الأطهار الذين تمترسوا في خنادق النضال الوطني وصانوا شرف البندقية .. تاريخ فتح عصي على أي شخص أو جهة تحاول النيل من هذا التاريخ .. وليس ثمة شك أن هناك استهداف لحركة فتح .. استغلال بشع للمرحلة القاسية التي تمر بها الحركة .. ودون شك أيضا فإن حركة فتح تعاني أزمة مركبة تجتاح كيانها البنيوي .. وتمس قدرتها على التصدي لاعدائها وخصومها ، وتمس مناعتها على لفظ الاجسام الغريبة وهي المناعة التي تسلحت بها والتي اصابها الوهن شيئا فشيئا حتى تمكنت بعض هذه الأجسام الغريبة والطفيليات من اختراق جسمها والتموضع داخل هذا الجسم ، بل والانتفاخ على حساب نقائه ، وعلى حساب قدرته على الانتصاب مجددا وعلى توقه للخروج من مأزق الترهل والعجز عن الفعل الطموح لاعادة هيكلته على نفس القواعد والأسس التي ارساها في البدايات.
ومع هذا وعلى الرغم مما احدثه هذا التسلل من أوجاع واورام .. فقد بقي الجزء الاكبر من قاعدة فتح يمسك بالجمر في اصرار على تجديد الدم في الشرايين، وفي كفاحه للصيروره التي تنبثق من رحم التاريخ الفذ للحركه وقناعته بان هذا التاريخ اكبر من محاولات التسلق والابتذال والهذر من اي شخص او جهة تفتقد حق التأريخ فضلا عن فقدانها اصالة الانتماء .. وقناعته ايضا بأن رواية هذا التاريخ او كتابته هو مهمة ينفرد بها اولئك الذين تعلقت ارواحهم بين الارض والسماء فكانوا او كوّنوا نماذج فريدة في الشموخ وانتصاب الهامات .. تنفرد به كوكبة الحراس الذين جعلوا من اجسادهم وعقولهم واراداتهم سياجا منيعا امام المؤامرات والحصار والكمائن التي لاحقت الحركة طوال العقود الماضية .. حق ينفرد به الاف المثقفين الفلسطينين الذين كانوا على تماس مع الثورة الفلسطينية والذين عاصروا انجازاتها واخفاقاتها .
ويبقى .. ان تاريخ فتح تراث مقدس يلتصق عضويا بالتاريخ المعاصر للشعب الفلسطيني .. التصاق لا يقبل الفصل او التضاد .. ولا يقبل اي محاولة للقفز على هذا التاريخ من اي نافذة على غرار نافذة الذاكرة السياسية السيئة الذكر .
كنا نتمنى على العربية ان لا تنزلق الى هذا المأزق الذي وقعت او أوقعت فيه نفسها .. وفيما يتعلق بالثورة الفلسطينية وبالتحديد بحركة فتح فإن المسألة تتحول إلى ما هو اكبر من الرفض او النقد او العتاب .. بل تصل الى الغضب والنقمة وتوجيه أصابع الاتهام ، ولا يشفع في هذا حسن النوايا .. فبلاط جهنم مرصوف بالنوايا الحسنة .. !!