حركة فتح من الإنتخابات الطلابية الى الإنتخابات البلدية- عكرمة ثابت
بعد النتائج التي افرزتها انتخابات مجالس الطلبة الجامعيين في محافظات الضفة – المحافظات الشمالية وفق التسمية السيادية و الجغرافية المنبثقة عن معاهدة السلام – وتقدمت فيها حركة الشبيبة الطلابية تحت رايتي كتلة الشهيد ياسر عرفات وكتائب شهداء الأقصى على كتلة الوفاء وشهداء القسام التابعة لحركة حماس في الجامعات التي شاركت فيها الأخيرة ( حركة حماس ) بهذه الإنتخابات ، الا أن وجهات النظر والتحليلات قد تباينت في تقييم الحالة الإنتخابية ، ولكل وجهة من وجهات النظر المطروحة الحق فيما تقول حول تفسير التقدم الذي احرزته الشبيبة الفتحاوية في انتخابات الطلبة لجامعات الضفة ، وفيما إذا كان هذا التقدم هو المؤشر الحقيقي والقوي لنهوض حركة فتح وإستعادتها لحضورها الجماهيري وقوتها الفاعلة في المجتمع الفلسطيني ، أم لا ؟!!! وفيما إذا كانت حركة قد تعافت تماما من مشاكلها الداخلية لدرجة أنها ستكون قادرة على تحقيق المزيد من الإنتصارات في محطات إنتخابية قادمة ؟!!! ام أنها – وقد يكون في ذلك جزءا من الحقيقة - لا زالت بحاجة الى مزيد من الإختبارات الإنتخابية والبرامج القياسية التي من خلالها يمكن تحديد حالة التقدم والإستنهاض التي تسير نحوها الحركة ، مع الأخذ بعين الإعتبار أن حركة فتح لا زالت - ورغم كل الظروف الصعبة والمعيقات الذاتية والموضوعية التي تمر بها – هي صمام الأمان ورأس الحربة لمعركة الصمود والاستقلال الفلسطيني ، وهي الفصيل الوطني والقومي التحرري الأكبر والأقوى على الساحة الفلسطينية .
أنا شخصيا لست من أولئك الذين يروون أن الإنتخابات الجامعية ونتائجها هي مؤشر قوي وحقيقي لتقدم حركة فتح ، فلهذه الانتخابات – ولا أريد هنا ان أدخل في نقاش تفاصيلها - إعتبارات وخصوصيات تختلف تماما عن اعتبارات وخصوصيات الانتخابات المحلية والبلدية مثلا ، وهي ايضا تختلف بالمطلق مع الإنتخابات التشريعية والرئاسية ، فالإنتخابات الطلابية محكومة بأنظمة خاصة وداخلية وأنشطة وبرامج طلابية محدودة ومحددة واللعبة الإنتخابية فيها خاضعة للتأثير والتوجيه بسهولة ، وفيها ايضا مساحة بيضاء شاسعة يمكن اللعب فيها بحنكة وذكاء ، أما الإنتخابات المحلية - سواء كانت بلدية أو مجالس قروية - فهي أكثر صعوبة وتعقيدا وتحتكم الى دساتير وقوانين ونظم إنتخابية تشريعية تتداخل فيها المصلحة العامة مع المراسيم الرئاسية ، وتتسع قاعدتها الإنتخابية لتشمل كل المواطنين بمختلف انتماءاتهم واديانهم ( وفق السجل السكاني الإنتخابي ) ولا تحتكر فقط على الطلبة المسجلين والمنتظمين بدراستهم .
والإنتخابات المحلية لها صدى ونطاق تاثير اقوى وأوسع بكثير من صدى ونطاق تأثير الإنتخابات الطلابية ، لذلك فمؤشرها الإنتخابي حضوره أشمل وأدق ونتائجها لها أهمية ومردود فعال في تقييم العملية الإنتخابية ، وفي إستقراء المستقبل للنظم السياسية المشاركة فيها ، وهي مؤشر حقيقي لنفاذ العملية الديمقراطية ولتحديد منسوب المشاركة في التمثيل الإنتخابي ، ولتعزيز المواطنة وتفعيل قوانين الحريات المدنية والدفاع عن الحقوق المرتبطة بها أو المنبثقة عنها لذلك فعلى حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية أن تبذل قصارى جهدها لضمان تنفيذها وإنجاحها وفق الانظمة والمعايير والقوانين المعمول بها .
وفي مقابل ذلك كله ، وليس انحيازا لذلك الفصيل أو ذاك ، فقد أثبتت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية - وفي مقدمتها حركة فتح – أنها صادقة في توجهها وتجاوبها الفعلي في احترام وتعزيز الديمقراطية وتثبيت ركائزها في المجتمع الفلسطيني ، وهي إذ تؤمن وتحترم وتقر بكل المباديء الإنسانية والديمقراطية والحقوقية العالمية ليس لديها اية مشكلة في التعاطي مع آليات تنفيذها وتطبيق شرائعها في أي مكان وزمان ، لكنها وللاسف اصتطدمت بحقيقة وجود جهة فلسطينية ترى في هذه الشرائع أنها مخالفة لشريعة الله ، ليس هذا فحسب فقد إتضح أن هذه الجهة وتحت شعار الدين تسعى لفرض سيطرتها على الديمقراطية والعدالة والقانون ولا زالت تمضي نحو تدمير كل مرتكزات العمل الوطني الديمقراطي القائم على مبدأ الشراكة وحرية الرأي والإنتخاب وإحترام الحريات العامة والمدنية .
فما هو تبرير حركة حماس في قطاع غزة لعدم سماحها للطلبة الجامعيين في جامعات القطاع بممارسة حقهم الديمقراطي وحريتهم في اختيار ممثليهم وإنتخاب مجلس طلبة يمثلهم ؟!!! ما هو تبرير المتنفذين من حركة حماس في قطاع غزة الذين بادروا لأعلان معارضتهم لإجراء الإنتخابات البلدية والمحلية في القطاع ورفضوا مسبقا إجراء مثل هذه الإنتخابات في بلديات محافظات غزة ومجالسها المحلية والعشائرية ؟؟!!!! ما هو تبرير حركة حماس لخطواتها التصعيدية وتصريحات بعض قادتها الرافضة للمصالحة وإنهاء الإنقسام الجغرافي والسياسي والإداري والأمني والحكومي بين الضفة وقطاع غزة ؟؟!!!! وأخيرا ما هو رد المكتب السياسي لحركة حماس على التصريحات الأخيرة لمحمود الزهار والذي أعلن فيها جهرا عن وأد كل إتفاقات المصالحة وكشف عن خططه اللئيمة في السيطرة على الضفة وإلحاقها بحكم حماس الإنقلابي التدميري ؟!!!!!!!!!!
إن الإنتخابات البلدية القادمة ، والتي أصدر لها الرئيس محمود عباس " ابو مازن " مرسوما تعديليا مؤكدا على ضرورة إجرائها في أسرع وقت ومراعاة المرحلية فيها ، هي معركة فتح ومنظمة التحرير وفصائلها الوطنية ، وهي إنتخابات دستورية آن أوانها رغم معارضة المسيطرون على قطاع غزة بإجرائها هناك ، وهي إستحقاق طبيعي طال إنتظاره ولها قانونها الموضوع منذ عام 2005 وآلياتها الواضحة المجربة والمعمول بها ، وأن كل من يعارض إجراء مثل هذه الإنتخابات إنما يعادي الإصلاح والتغيير ويعارض الحق المقدس للمواطنين في ممارسة مبدأي الديمقراطية وحرية الترشح والإنتخاب .
أنا شخصيا لست من أولئك الذين يروون أن الإنتخابات الجامعية ونتائجها هي مؤشر قوي وحقيقي لتقدم حركة فتح ، فلهذه الانتخابات – ولا أريد هنا ان أدخل في نقاش تفاصيلها - إعتبارات وخصوصيات تختلف تماما عن اعتبارات وخصوصيات الانتخابات المحلية والبلدية مثلا ، وهي ايضا تختلف بالمطلق مع الإنتخابات التشريعية والرئاسية ، فالإنتخابات الطلابية محكومة بأنظمة خاصة وداخلية وأنشطة وبرامج طلابية محدودة ومحددة واللعبة الإنتخابية فيها خاضعة للتأثير والتوجيه بسهولة ، وفيها ايضا مساحة بيضاء شاسعة يمكن اللعب فيها بحنكة وذكاء ، أما الإنتخابات المحلية - سواء كانت بلدية أو مجالس قروية - فهي أكثر صعوبة وتعقيدا وتحتكم الى دساتير وقوانين ونظم إنتخابية تشريعية تتداخل فيها المصلحة العامة مع المراسيم الرئاسية ، وتتسع قاعدتها الإنتخابية لتشمل كل المواطنين بمختلف انتماءاتهم واديانهم ( وفق السجل السكاني الإنتخابي ) ولا تحتكر فقط على الطلبة المسجلين والمنتظمين بدراستهم .
والإنتخابات المحلية لها صدى ونطاق تاثير اقوى وأوسع بكثير من صدى ونطاق تأثير الإنتخابات الطلابية ، لذلك فمؤشرها الإنتخابي حضوره أشمل وأدق ونتائجها لها أهمية ومردود فعال في تقييم العملية الإنتخابية ، وفي إستقراء المستقبل للنظم السياسية المشاركة فيها ، وهي مؤشر حقيقي لنفاذ العملية الديمقراطية ولتحديد منسوب المشاركة في التمثيل الإنتخابي ، ولتعزيز المواطنة وتفعيل قوانين الحريات المدنية والدفاع عن الحقوق المرتبطة بها أو المنبثقة عنها لذلك فعلى حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية أن تبذل قصارى جهدها لضمان تنفيذها وإنجاحها وفق الانظمة والمعايير والقوانين المعمول بها .
وفي مقابل ذلك كله ، وليس انحيازا لذلك الفصيل أو ذاك ، فقد أثبتت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية - وفي مقدمتها حركة فتح – أنها صادقة في توجهها وتجاوبها الفعلي في احترام وتعزيز الديمقراطية وتثبيت ركائزها في المجتمع الفلسطيني ، وهي إذ تؤمن وتحترم وتقر بكل المباديء الإنسانية والديمقراطية والحقوقية العالمية ليس لديها اية مشكلة في التعاطي مع آليات تنفيذها وتطبيق شرائعها في أي مكان وزمان ، لكنها وللاسف اصتطدمت بحقيقة وجود جهة فلسطينية ترى في هذه الشرائع أنها مخالفة لشريعة الله ، ليس هذا فحسب فقد إتضح أن هذه الجهة وتحت شعار الدين تسعى لفرض سيطرتها على الديمقراطية والعدالة والقانون ولا زالت تمضي نحو تدمير كل مرتكزات العمل الوطني الديمقراطي القائم على مبدأ الشراكة وحرية الرأي والإنتخاب وإحترام الحريات العامة والمدنية .
فما هو تبرير حركة حماس في قطاع غزة لعدم سماحها للطلبة الجامعيين في جامعات القطاع بممارسة حقهم الديمقراطي وحريتهم في اختيار ممثليهم وإنتخاب مجلس طلبة يمثلهم ؟!!! ما هو تبرير المتنفذين من حركة حماس في قطاع غزة الذين بادروا لأعلان معارضتهم لإجراء الإنتخابات البلدية والمحلية في القطاع ورفضوا مسبقا إجراء مثل هذه الإنتخابات في بلديات محافظات غزة ومجالسها المحلية والعشائرية ؟؟!!!! ما هو تبرير حركة حماس لخطواتها التصعيدية وتصريحات بعض قادتها الرافضة للمصالحة وإنهاء الإنقسام الجغرافي والسياسي والإداري والأمني والحكومي بين الضفة وقطاع غزة ؟؟!!!! وأخيرا ما هو رد المكتب السياسي لحركة حماس على التصريحات الأخيرة لمحمود الزهار والذي أعلن فيها جهرا عن وأد كل إتفاقات المصالحة وكشف عن خططه اللئيمة في السيطرة على الضفة وإلحاقها بحكم حماس الإنقلابي التدميري ؟!!!!!!!!!!
إن الإنتخابات البلدية القادمة ، والتي أصدر لها الرئيس محمود عباس " ابو مازن " مرسوما تعديليا مؤكدا على ضرورة إجرائها في أسرع وقت ومراعاة المرحلية فيها ، هي معركة فتح ومنظمة التحرير وفصائلها الوطنية ، وهي إنتخابات دستورية آن أوانها رغم معارضة المسيطرون على قطاع غزة بإجرائها هناك ، وهي إستحقاق طبيعي طال إنتظاره ولها قانونها الموضوع منذ عام 2005 وآلياتها الواضحة المجربة والمعمول بها ، وأن كل من يعارض إجراء مثل هذه الإنتخابات إنما يعادي الإصلاح والتغيير ويعارض الحق المقدس للمواطنين في ممارسة مبدأي الديمقراطية وحرية الترشح والإنتخاب .