المسكوت عنه في فتوى القرضاوي بتحريم زيارة القدس- ناصر البلوي
ساعات قليلة، بعد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العرب والمسلمين لزيارة المسجد الأقصى، في افتتاح المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، الذي عُقد في مدينة الدوحة في شباط / فبراير الماضي، انبرى الشيخ يوسف القرضاوي للرد علي تلك الدعوة، مصدراً فتواه بتحريم زيارة المسجد الأقصى لغير الفلسطينيين. وقال القرضاوي في تأكيد تحريم الزيارة: "إن من حق الفلسطينيين أن يدخلوا القدس كما يشاءون، لكن بالنسبة إلى غير الفلسطينيين، لا يجوز لهم أن يدخلوها". وحول سبب التحريم، أضاف القرضاوي: "إن تحريم الزيارة لعدم إضفاء شرعية على المحتل، ومن يقوم بالزيارة يضفي شرعية على كيان غاصب لأراضي المسلمين، ويُجبَر على التعامل مع سفارة العدو للحصول على تأشيرة منها". وأضاف القرضاوي بعض الجمل الإنشائية حول ضرورة الوقوف في وجه المحتل وتحرير القدس، والمقاومة والجهاد ...الخ.
وما بين مؤيد ومعارض، لا زال الجدل قائماً حول موضوع زيارة القدس، خاصة بعد زيارة الشيخ الحبيب علي الجفري، ومن بعده مفتي مصر، وغيرهم، للمسجد الأقصى، وما تلاها من اتهامات وجدل، وصل حد التخوين والتشكيك. ولست هنا بصدد النقاش حول شرعية الزيارة، أو تأييد وجهة نظر ضد الأخرى، بل سأكتفي بالتعليق على فتوى القرضاوي، التي فهمت منها أن زيارة القدس تنطوي على تطبيع مع العدو، وإضفاء شرعية على مغتصب المدينة ومقدساتها، وأنه لا يجوز التطبيع مع هذا الغاصب، أو منحه الشرعية بتعاملنا معه، حتى لو كان هذا التعامل يقتصر على زيارة المسجد الأقصى.
أرى هذه الفتوى ناقصة، بحاجة إلى استكمال، سكت عنه القرضاوي عن قصد وسابق إصرار، وتعبر عن ازدواج المعايير لدى هذا الشيخ، كنت أتوقع من علامة كبير بوزنه ألا يكتفي بإصدار هذه الفتوى على هذا النحو، فما دام الأمر يتعلق بالتطبيع، والتعامل مع العدو، ومنحه الشرعية، لماذا لا يستكمل فضيلته فتواه، ويفتي لحاكم قطر بتحريم استقبال المسؤولين الصهاينة ومنحهم التسهيلات لزيارة قطر. لم نسمع للقرضاوي رأياً ولا فتوى فيما يخص استقبال قادة مشيخة قطر لهؤلاء المسؤولين، فقبل بضعة أيام زار وفد أمنى صهيوني رفيع المستوى العاصمة القطرية، قادماً من تركيا، هذا فضلاً عن سلسلة الزيارات المتكررة للمسؤولين الصهاينة، من لفني إلى أولمرت إلى شمعون بيرس، الذي تمشّى في أسواق الدوحة وصافح المارة، وزار المدينة التعليمية، بدعوة من الشيخة موزة زوجة حاكم قطر، بل وأحضرت بعض الفتيات القطريات اللواتي تصوّرن بمعيته "مصافحات ومبتسمات" أمام الكاميرا.
ربما لا يعلم القرضاوي أن شمعون بيرس رئيس دولة إسرائيل الحالي، ورئيس وزرائها ووزير دفاعها السابق، ومؤسس القوة النووية الصهيونية، ومرتكب مجزرة قانا الشهيرة عام 1996، ومؤلف كتاب " الشرق الأوسط الجديد"، الذي قال لمرافقيه عام 1996 حينما كان عائدا من زيارة لقطر، ومن على متن طائرته: "انظروا، هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه، إنه تحت أقدامنا الآن".
أريد أن يفتينا الشيخ والعلامة يوسف القرضاوي، في شأن هذه الزيارات، هل يجوز استقبال الصهاينة بهذه الحفاوة والكرم القطري، وافتتاح مكتب تجاري لدولة الصهاينة في قلب مدينة الدوحة، هل هذا تطبيع وتعاون وتعامل مع الصهاينة؟، أم أنه أمر مسموح ومباح دينيا، ولا يندرج في إطار التعاون وإضفاء الشرعية على مغتصِب أرض المسلمين يا شيخنا الجليل؟ لماذا يُسمح للصهاينة بزيارة قطر والإقامة على نفقة وزارة خارجيتها، بينما يُمنع حامل الجواز الفلسطيني من الإقامة والعمل في دولة قطر؟
ثم هل يجوز منح الأمريكان أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، والتكفل بتكاليفها كاملة؟ وهل وجود هذه القاعدة أمر ايجابي للأمة العربية والإسلامية؟ هل تقلع مثلا منها الطائرات الأمريكية لتُلقي الحليب والورود والغذاء للشعوب العربية، وأنها ليست مسؤولة عن إعدام عشرات آلاف العراقيين؟، وهل القنابل الذكية الخارقة للتحصينات، التي أرسلتها أمريكا من تلك القاعدة لإسرائيل، في حربيها الأخيرتين ضد لبنان وغزة، لتسحق عظام الأطفال والشيوخ والنساء هي مجرد مفرقعات لا أكثر، ولا ضرر منها على أبناء الأمة الفلسطينيين واللبنانيين، أم أن هؤلاء لا قيمة لهم في ميزان فتاويك؟. وهل تعاون وضاح خنفر المدير العام السابق لشبكة الجزيرة مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وتعهده بتعديل الأخبار التي تزعج الإدارة الأمريكية أو حذفها تماما، أمر جائز؟ هل هذا تعاون على البر والتقوى أم على الإثم والعدوان؟، هل هي عمالة إعلامية، أم سير على طريق الموضوعية والحياد، وميثاق "الشرف" المهني الذي تتبناه الجزيرة؟
أين أنت من كل هذا وغيره يا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟ لماذا نراكم أسوداً صهورة في فتاويكم ومواقفكم إذا ما تعلق الأمر بفلسطين والفلسطينيين، بينما نراكم خرافاً صامتة إذا ما تعلق الأمر بقطر وسياستها؟ لماذا تمرون على قضايا الفساد والدعارة -العابرة للقارات- مرور الأذلاء والصاغرين والجبناء، بينما تستأسدون إذا ما تعلق الأمر بفلسطين؟ هل لأنكم تعتقدون أن الفلسطينيين " حيطة واطية" تمارسون عليهم بقايا رجولتكم المبعثرة، وتصدرون الفتاوى التي تحرم عليهم ما تحله لغيرهم؟ أم أن الأمر "حلال على بلابل الدوح، حرام على الطير من كل جنس".
ما أعلمه أن الدين والشريعة غير قابلة للتجزئة، وما هو محرم، فإنه محرم على الجميع دون استثناء، لكن القرضاوي وقناة الجزيرة، مجرد أدوات للسياسة الخارجية القطرية، التي يقودها حمد بن جاسم، مبتدع سياسة التسول والاستجداء، لحل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، تلك السياسة التي لا يحددها القطريون، بل مراكز الأبحاث الأمريكية والسي أي إي، بما يتوافق مع الرؤية الأمريكية، ويخدم الأمن القومي الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
القرضاوي بفتاوى " التيك أوي"، التي يغدقها على "الرايح والجاي"، بدون تمحيص أو دراسة، أو حتى مشاورات يجريها مع العلماء، أصبح مجرد أداة، يحلب في إناء السياسة الخارجية القطرية، الذي يصب بدوره في مستنقع السياسة الأمريكية والصهيونية، وفوق هذا يمنح نفسه الحق في تخوين وتضليل من يعارضوه، فالاختلاف في الرأي مع القرضاوي غير مسموح، ومن يخالفه يُسلِّط عليه سيف التخوين. أكد فضيلته هذا الأمر في التصريحات المنسوبة إليه في صحيفة الشروق القطرية، حينما وصف من يعارضون مشروع الإخوان السياسي، بأنهم يشبهون قوم لوط، حين رفضوا الطهارة والنقاء وإتباع نبي الله لوط، متبعين شهواتهم وملذاتهم، وأن من يرفض المشروع الإخونجي إنما يرفض الإسلام، وكأن الإخوان هم الممثل والوكيل الحصري للإسلام، وغيرهم على ضلال، فالعالم حسب القرضاوي فسطاطين، الأول يمثل الإسلام وهم الإخوان، والثاني يعادي الإسلامي، وهم غير الإخوان.
بهذه التهم الجسيمة يرمي القرضاوي معارضيه دون حساب لنتائجها وتداعياتها، وإن كان هذا العجوز المتصابي أو غيره، يعتقدون أن من حقهم أن يفتون الناس في أمور القدس وغيرها، فإنه ليس من حقهم، ولا من حق أياً كان، أن يخوِّن من لا يعملون بها ويخالفونهم، لأنهم ليسوا أوصياء على أحد، خصوصا وأنهم يعلمون، أن القرضاوي يصدر فتاويه ليس بعيدا عن بساطير الجنود الأمريكان التي تحرس عمته الطاهرة قي قاعدة العديد والسيلية، في بلده "المستعار" قطر، محاولا إظهار نفسه وكأنه يحشد الجيوش ويعد العدة للانطلاق نحو تحرير القدس وفلسطين، وأن زيارات العرب والمسلمين إليها، ستربك خططه التحريرية، وربما جاء اجتماعه السري – كما أفادت جريدة المنار المقدسية- مع الصهيوني الأمريكي دنيس روس الأسبوع الماضي في مدينة الدوحة، في إطار خططه تلك لتحرير فلسطين، ومقدسات المسلمين من الاحتلال الصهيوني.
ختاما أقول أن القدس وفلسطين لها رجالها، وهي أسمى من أن يلوكها أمثال القرضاوي بألسنتهم، ولا أعتقد أنه وقيادات مشيخته المستعارة من رجالها، لأنها ليست بحاجة إلى أصحاب سياسة التكفير والتخوين، والتسول والاستجداء، ولا المحابين والمنافقين، أصحاب المعايير المزدوجة، الذين يمر الفساد من تحت شواربهم، وتحك العمالة لحاهم، وتزكم الدعارة أنوفهم، وهم صامتين أذلاء، أولئك الذين لا يعرفون معنى الحرية والسيادة والكرامة والشرف، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، وأجزم أن إسرائيل لو أرادت من العرب والمسلمين زيارة القدس، لما تجرأ هذا العجوز الخرِف على إصدار مثل هذه الفتوى.
وما بين مؤيد ومعارض، لا زال الجدل قائماً حول موضوع زيارة القدس، خاصة بعد زيارة الشيخ الحبيب علي الجفري، ومن بعده مفتي مصر، وغيرهم، للمسجد الأقصى، وما تلاها من اتهامات وجدل، وصل حد التخوين والتشكيك. ولست هنا بصدد النقاش حول شرعية الزيارة، أو تأييد وجهة نظر ضد الأخرى، بل سأكتفي بالتعليق على فتوى القرضاوي، التي فهمت منها أن زيارة القدس تنطوي على تطبيع مع العدو، وإضفاء شرعية على مغتصب المدينة ومقدساتها، وأنه لا يجوز التطبيع مع هذا الغاصب، أو منحه الشرعية بتعاملنا معه، حتى لو كان هذا التعامل يقتصر على زيارة المسجد الأقصى.
أرى هذه الفتوى ناقصة، بحاجة إلى استكمال، سكت عنه القرضاوي عن قصد وسابق إصرار، وتعبر عن ازدواج المعايير لدى هذا الشيخ، كنت أتوقع من علامة كبير بوزنه ألا يكتفي بإصدار هذه الفتوى على هذا النحو، فما دام الأمر يتعلق بالتطبيع، والتعامل مع العدو، ومنحه الشرعية، لماذا لا يستكمل فضيلته فتواه، ويفتي لحاكم قطر بتحريم استقبال المسؤولين الصهاينة ومنحهم التسهيلات لزيارة قطر. لم نسمع للقرضاوي رأياً ولا فتوى فيما يخص استقبال قادة مشيخة قطر لهؤلاء المسؤولين، فقبل بضعة أيام زار وفد أمنى صهيوني رفيع المستوى العاصمة القطرية، قادماً من تركيا، هذا فضلاً عن سلسلة الزيارات المتكررة للمسؤولين الصهاينة، من لفني إلى أولمرت إلى شمعون بيرس، الذي تمشّى في أسواق الدوحة وصافح المارة، وزار المدينة التعليمية، بدعوة من الشيخة موزة زوجة حاكم قطر، بل وأحضرت بعض الفتيات القطريات اللواتي تصوّرن بمعيته "مصافحات ومبتسمات" أمام الكاميرا.
ربما لا يعلم القرضاوي أن شمعون بيرس رئيس دولة إسرائيل الحالي، ورئيس وزرائها ووزير دفاعها السابق، ومؤسس القوة النووية الصهيونية، ومرتكب مجزرة قانا الشهيرة عام 1996، ومؤلف كتاب " الشرق الأوسط الجديد"، الذي قال لمرافقيه عام 1996 حينما كان عائدا من زيارة لقطر، ومن على متن طائرته: "انظروا، هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه، إنه تحت أقدامنا الآن".
أريد أن يفتينا الشيخ والعلامة يوسف القرضاوي، في شأن هذه الزيارات، هل يجوز استقبال الصهاينة بهذه الحفاوة والكرم القطري، وافتتاح مكتب تجاري لدولة الصهاينة في قلب مدينة الدوحة، هل هذا تطبيع وتعاون وتعامل مع الصهاينة؟، أم أنه أمر مسموح ومباح دينيا، ولا يندرج في إطار التعاون وإضفاء الشرعية على مغتصِب أرض المسلمين يا شيخنا الجليل؟ لماذا يُسمح للصهاينة بزيارة قطر والإقامة على نفقة وزارة خارجيتها، بينما يُمنع حامل الجواز الفلسطيني من الإقامة والعمل في دولة قطر؟
ثم هل يجوز منح الأمريكان أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، والتكفل بتكاليفها كاملة؟ وهل وجود هذه القاعدة أمر ايجابي للأمة العربية والإسلامية؟ هل تقلع مثلا منها الطائرات الأمريكية لتُلقي الحليب والورود والغذاء للشعوب العربية، وأنها ليست مسؤولة عن إعدام عشرات آلاف العراقيين؟، وهل القنابل الذكية الخارقة للتحصينات، التي أرسلتها أمريكا من تلك القاعدة لإسرائيل، في حربيها الأخيرتين ضد لبنان وغزة، لتسحق عظام الأطفال والشيوخ والنساء هي مجرد مفرقعات لا أكثر، ولا ضرر منها على أبناء الأمة الفلسطينيين واللبنانيين، أم أن هؤلاء لا قيمة لهم في ميزان فتاويك؟. وهل تعاون وضاح خنفر المدير العام السابق لشبكة الجزيرة مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وتعهده بتعديل الأخبار التي تزعج الإدارة الأمريكية أو حذفها تماما، أمر جائز؟ هل هذا تعاون على البر والتقوى أم على الإثم والعدوان؟، هل هي عمالة إعلامية، أم سير على طريق الموضوعية والحياد، وميثاق "الشرف" المهني الذي تتبناه الجزيرة؟
أين أنت من كل هذا وغيره يا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟ لماذا نراكم أسوداً صهورة في فتاويكم ومواقفكم إذا ما تعلق الأمر بفلسطين والفلسطينيين، بينما نراكم خرافاً صامتة إذا ما تعلق الأمر بقطر وسياستها؟ لماذا تمرون على قضايا الفساد والدعارة -العابرة للقارات- مرور الأذلاء والصاغرين والجبناء، بينما تستأسدون إذا ما تعلق الأمر بفلسطين؟ هل لأنكم تعتقدون أن الفلسطينيين " حيطة واطية" تمارسون عليهم بقايا رجولتكم المبعثرة، وتصدرون الفتاوى التي تحرم عليهم ما تحله لغيرهم؟ أم أن الأمر "حلال على بلابل الدوح، حرام على الطير من كل جنس".
ما أعلمه أن الدين والشريعة غير قابلة للتجزئة، وما هو محرم، فإنه محرم على الجميع دون استثناء، لكن القرضاوي وقناة الجزيرة، مجرد أدوات للسياسة الخارجية القطرية، التي يقودها حمد بن جاسم، مبتدع سياسة التسول والاستجداء، لحل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، تلك السياسة التي لا يحددها القطريون، بل مراكز الأبحاث الأمريكية والسي أي إي، بما يتوافق مع الرؤية الأمريكية، ويخدم الأمن القومي الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
القرضاوي بفتاوى " التيك أوي"، التي يغدقها على "الرايح والجاي"، بدون تمحيص أو دراسة، أو حتى مشاورات يجريها مع العلماء، أصبح مجرد أداة، يحلب في إناء السياسة الخارجية القطرية، الذي يصب بدوره في مستنقع السياسة الأمريكية والصهيونية، وفوق هذا يمنح نفسه الحق في تخوين وتضليل من يعارضوه، فالاختلاف في الرأي مع القرضاوي غير مسموح، ومن يخالفه يُسلِّط عليه سيف التخوين. أكد فضيلته هذا الأمر في التصريحات المنسوبة إليه في صحيفة الشروق القطرية، حينما وصف من يعارضون مشروع الإخوان السياسي، بأنهم يشبهون قوم لوط، حين رفضوا الطهارة والنقاء وإتباع نبي الله لوط، متبعين شهواتهم وملذاتهم، وأن من يرفض المشروع الإخونجي إنما يرفض الإسلام، وكأن الإخوان هم الممثل والوكيل الحصري للإسلام، وغيرهم على ضلال، فالعالم حسب القرضاوي فسطاطين، الأول يمثل الإسلام وهم الإخوان، والثاني يعادي الإسلامي، وهم غير الإخوان.
بهذه التهم الجسيمة يرمي القرضاوي معارضيه دون حساب لنتائجها وتداعياتها، وإن كان هذا العجوز المتصابي أو غيره، يعتقدون أن من حقهم أن يفتون الناس في أمور القدس وغيرها، فإنه ليس من حقهم، ولا من حق أياً كان، أن يخوِّن من لا يعملون بها ويخالفونهم، لأنهم ليسوا أوصياء على أحد، خصوصا وأنهم يعلمون، أن القرضاوي يصدر فتاويه ليس بعيدا عن بساطير الجنود الأمريكان التي تحرس عمته الطاهرة قي قاعدة العديد والسيلية، في بلده "المستعار" قطر، محاولا إظهار نفسه وكأنه يحشد الجيوش ويعد العدة للانطلاق نحو تحرير القدس وفلسطين، وأن زيارات العرب والمسلمين إليها، ستربك خططه التحريرية، وربما جاء اجتماعه السري – كما أفادت جريدة المنار المقدسية- مع الصهيوني الأمريكي دنيس روس الأسبوع الماضي في مدينة الدوحة، في إطار خططه تلك لتحرير فلسطين، ومقدسات المسلمين من الاحتلال الصهيوني.
ختاما أقول أن القدس وفلسطين لها رجالها، وهي أسمى من أن يلوكها أمثال القرضاوي بألسنتهم، ولا أعتقد أنه وقيادات مشيخته المستعارة من رجالها، لأنها ليست بحاجة إلى أصحاب سياسة التكفير والتخوين، والتسول والاستجداء، ولا المحابين والمنافقين، أصحاب المعايير المزدوجة، الذين يمر الفساد من تحت شواربهم، وتحك العمالة لحاهم، وتزكم الدعارة أنوفهم، وهم صامتين أذلاء، أولئك الذين لا يعرفون معنى الحرية والسيادة والكرامة والشرف، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، وأجزم أن إسرائيل لو أرادت من العرب والمسلمين زيارة القدس، لما تجرأ هذا العجوز الخرِف على إصدار مثل هذه الفتوى.