ابو مازن وفلسطينيو لبنان .. بقلم: حسان ششنية - بيروت
كانت كوفية ياسر عرفات بالنسبة لفلسطينيي لبنان خاصة، تمثل الضوء الذي يلوح في آخر النفق، نفق العذاب واللجوء الطويل، وهو ذات النفق الذي تحدث عنه أبو عمار أثناء خروجه من لبنان إلى فلسطين، مروراً بالمنفى. وعندما استشهد القائد الرمز، ظن فلسطينيو لبنان أن الكوفية قد سقطت، وأنهم فقدوا ذلك النور.
لم يمض وقتاً طويلاً حتى إلتقط الرئيس محمود عباس تلك الكوفية.تأكدت مرة أخرى أنه إلتقطها في خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر عام 2011، يومها كانت ساحة مخيم "مار إلياس" تعجّ بحوالي 50 ألفاً من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، وكان الرئيس أبو مازن يطل عليهم من نيويورك عبر شاشة عملاقة. كنت واقفاً بينهم عندما قال الرئيس للعالم أنه ذلك اللاجئ الفلسطيني الذي مر في ذات النفق، ورأيت بعضهم يبكي تأثراً، ليس لأنهم تذكروا نكبة ما زالوا يعيشون تفاصيلها في حياتهم اليومية، بل لأنهم شعروا بأن كل واحد منهم كان يقف على تلك المنصة، ويرمي آلامه في وجه العالم.
محطات كثيرة سبقت وتلت 23 سبتمبر عام 2011 بالنسبة لفلسطينيي لبنان، فمنذ تسلمه الرئاسة عام 2005، حرص الرئيس أبو مازن على حمل ملف اللاجئين عامة، ولاجئي لبنان خاصة إلى كل أصقاع الأرض، وفي كل خطاب له كرئيس للمنظمة والسلطة، تطرق إلى عذابات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ودائماً ما كان يقول أن هؤلاء لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام نظراً للوضع المأساوي الذي يعيشونه في لبنان. (في ظل قوانين مجحفة بحقهم تحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية).
سرعان ما ترجم الرئيس أبو مازن أقواله إلى أفعال، فكانت زيارته إلى لبنان عام 2005 حيث بحث مع المسؤولين اللبنانيين في الرئاسات الثلاث، ومع قادة الأحزاب اللبنانية، شؤون الفلسطينيين في لبنان وسبل تحسين حياتهم المعيشية بانتظار عودتهم إلى وطنهم فلسطين، مؤكداً رفض التوطين والتهجير. كما حرص الرئيس أبو مازن دائماً وما زال، على تجنيب الفلسطينيين في لبنان الدخول في الصراعات الداخلية اللبنانية، وهذه السياسة الحكيمة أثبتت نجاحها طيلة السنوات الماضية مما أكسب الرجل إحترام كافة الأطياف اللبنانية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
أما فيما يتعلق بتحسين حياة الفلسطينيين في لبنان، لم ينتظر الرئيس أبو مازن تعديل القوانين اللبنانية في مجلس النواب، فسارع إلى اتخاذ العديد من الخطوات غير المسبوقة، والتي من شأنها تحسين حياة اللاجئين في المخيمات، والحفاظ على كرامتهم، دون التمييز بينهم على أساس الانتماء السياسي.
الخطوة الأولى:الالتفات لمأساة مخيم نهر البارد، ودعم إعادة إعماره، بعد أن خطفته جماعة متطرفة لا تمت للإسلام بصلة، وقاد الرئيس بنفسه أوسع حملة تبرعات, إضافة إلى تعهد منظمة التحرير بدفع عشرة ملايين دولار لمساعدة المخيم، دُفع منها حتى الان ستة ملايين دولار.
الخطوة الثانية:إنشاء صندوق الرئيس محمود عباس لتعليم الطالب الفلسطيني في لبنان في الجامعات اللبنانية,وقد بدأ هذا الصندوق بـ 200 طالب عام 2009، ووصل اليوم إلى 2000 طالب يدرسون على حساب الصندوق بمنحة غير مستردة. ويستفيد من الصندوق كل فلسطيني من سكان المخيمات، بغض النظر عن انتمائه السياسي.
الخطوة الثالثة:أنشأ الرئيس عباس صندوق التكافل الأسري عام 2010، والذي يُعنى بأن تساعد الأسر الفلسطينية بعضها البعض، بحيث تكفل عائلة ميسورة عائلة فقيرة في المخيمات. وقد بدأ هذا الصندوق بـ 20 حالة عام 2010، ووصل اليوم إلى 1000 حالة, مما زاد من حالة التضامن بين ابناء الشعب الواحد في الداخل والشتات.
الخطوة الرابعة:مشروع التمكين الاقتصادي للفلسطينيين في لبنان عن طريق صندوق الاستثمار الفلسطيني,وهو خاص بالمشاريع الصغيرة يمنح قروضاً للاجئين الفلسطينيين في لبنان بدون فوائد، لمساعدتهم في إقامة مشاريع صغيرة تمكنهم من العيش بكرامة، وإعالة عائلاتهم والاعتماد على أنفسهم.
الخطوة الخامسة:إنشاء الضمان الصحي الفلسطيني الذي يعالج فلسطينيي المخيمات على مختلف إنتماءاتهم، وتقوم هذه المؤسسة بعلاج الحالات التي تعجز عن إكمال علاجها وكالة "الأونروا"، ويبلغ إجمالي ما تصرفه هذه المؤسسة على العلاج فقط، 200 ألف دولا شهرياً.
الخطوة السادسة:زيادة مرتبات أسر الشهداء, حيث تراوحت نسبة الزيادة بين 100%و800%,ولم يكتف الرئيس أبو مازن بكل ذلك بل اعلن ان هذا ليس كل شيء و هناك العديد من الخطوات التي ستعلن قريباً لكي يتمكن سكان مخيمات لبنان من العيش بكرامة.
لقد آمن الرئيس أبو مازن بأن شعبه بحاجة لما هو أكثر بكثير من الكلام، ولغة العواطف التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، فبينما اكتفى الكثيرون بالقول دون الفعل، والدعاية والمزايدات، كان هو يكتفي بالأفعال الصامتة، لكن المدروسة والمؤثرة، على مبدأ قوله تعالى: "يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم.
لم يمض وقتاً طويلاً حتى إلتقط الرئيس محمود عباس تلك الكوفية.تأكدت مرة أخرى أنه إلتقطها في خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر عام 2011، يومها كانت ساحة مخيم "مار إلياس" تعجّ بحوالي 50 ألفاً من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، وكان الرئيس أبو مازن يطل عليهم من نيويورك عبر شاشة عملاقة. كنت واقفاً بينهم عندما قال الرئيس للعالم أنه ذلك اللاجئ الفلسطيني الذي مر في ذات النفق، ورأيت بعضهم يبكي تأثراً، ليس لأنهم تذكروا نكبة ما زالوا يعيشون تفاصيلها في حياتهم اليومية، بل لأنهم شعروا بأن كل واحد منهم كان يقف على تلك المنصة، ويرمي آلامه في وجه العالم.
محطات كثيرة سبقت وتلت 23 سبتمبر عام 2011 بالنسبة لفلسطينيي لبنان، فمنذ تسلمه الرئاسة عام 2005، حرص الرئيس أبو مازن على حمل ملف اللاجئين عامة، ولاجئي لبنان خاصة إلى كل أصقاع الأرض، وفي كل خطاب له كرئيس للمنظمة والسلطة، تطرق إلى عذابات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ودائماً ما كان يقول أن هؤلاء لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام نظراً للوضع المأساوي الذي يعيشونه في لبنان. (في ظل قوانين مجحفة بحقهم تحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية).
سرعان ما ترجم الرئيس أبو مازن أقواله إلى أفعال، فكانت زيارته إلى لبنان عام 2005 حيث بحث مع المسؤولين اللبنانيين في الرئاسات الثلاث، ومع قادة الأحزاب اللبنانية، شؤون الفلسطينيين في لبنان وسبل تحسين حياتهم المعيشية بانتظار عودتهم إلى وطنهم فلسطين، مؤكداً رفض التوطين والتهجير. كما حرص الرئيس أبو مازن دائماً وما زال، على تجنيب الفلسطينيين في لبنان الدخول في الصراعات الداخلية اللبنانية، وهذه السياسة الحكيمة أثبتت نجاحها طيلة السنوات الماضية مما أكسب الرجل إحترام كافة الأطياف اللبنانية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
أما فيما يتعلق بتحسين حياة الفلسطينيين في لبنان، لم ينتظر الرئيس أبو مازن تعديل القوانين اللبنانية في مجلس النواب، فسارع إلى اتخاذ العديد من الخطوات غير المسبوقة، والتي من شأنها تحسين حياة اللاجئين في المخيمات، والحفاظ على كرامتهم، دون التمييز بينهم على أساس الانتماء السياسي.
الخطوة الأولى:الالتفات لمأساة مخيم نهر البارد، ودعم إعادة إعماره، بعد أن خطفته جماعة متطرفة لا تمت للإسلام بصلة، وقاد الرئيس بنفسه أوسع حملة تبرعات, إضافة إلى تعهد منظمة التحرير بدفع عشرة ملايين دولار لمساعدة المخيم، دُفع منها حتى الان ستة ملايين دولار.
الخطوة الثانية:إنشاء صندوق الرئيس محمود عباس لتعليم الطالب الفلسطيني في لبنان في الجامعات اللبنانية,وقد بدأ هذا الصندوق بـ 200 طالب عام 2009، ووصل اليوم إلى 2000 طالب يدرسون على حساب الصندوق بمنحة غير مستردة. ويستفيد من الصندوق كل فلسطيني من سكان المخيمات، بغض النظر عن انتمائه السياسي.
الخطوة الثالثة:أنشأ الرئيس عباس صندوق التكافل الأسري عام 2010، والذي يُعنى بأن تساعد الأسر الفلسطينية بعضها البعض، بحيث تكفل عائلة ميسورة عائلة فقيرة في المخيمات. وقد بدأ هذا الصندوق بـ 20 حالة عام 2010، ووصل اليوم إلى 1000 حالة, مما زاد من حالة التضامن بين ابناء الشعب الواحد في الداخل والشتات.
الخطوة الرابعة:مشروع التمكين الاقتصادي للفلسطينيين في لبنان عن طريق صندوق الاستثمار الفلسطيني,وهو خاص بالمشاريع الصغيرة يمنح قروضاً للاجئين الفلسطينيين في لبنان بدون فوائد، لمساعدتهم في إقامة مشاريع صغيرة تمكنهم من العيش بكرامة، وإعالة عائلاتهم والاعتماد على أنفسهم.
الخطوة الخامسة:إنشاء الضمان الصحي الفلسطيني الذي يعالج فلسطينيي المخيمات على مختلف إنتماءاتهم، وتقوم هذه المؤسسة بعلاج الحالات التي تعجز عن إكمال علاجها وكالة "الأونروا"، ويبلغ إجمالي ما تصرفه هذه المؤسسة على العلاج فقط، 200 ألف دولا شهرياً.
الخطوة السادسة:زيادة مرتبات أسر الشهداء, حيث تراوحت نسبة الزيادة بين 100%و800%,ولم يكتف الرئيس أبو مازن بكل ذلك بل اعلن ان هذا ليس كل شيء و هناك العديد من الخطوات التي ستعلن قريباً لكي يتمكن سكان مخيمات لبنان من العيش بكرامة.
لقد آمن الرئيس أبو مازن بأن شعبه بحاجة لما هو أكثر بكثير من الكلام، ولغة العواطف التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، فبينما اكتفى الكثيرون بالقول دون الفعل، والدعاية والمزايدات، كان هو يكتفي بالأفعال الصامتة، لكن المدروسة والمؤثرة، على مبدأ قوله تعالى: "يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم.