لا تحاصروا غزة وتشكوا من حصارها - نسرين موسى
كدت لا أيقن هل هم الذين بعمر الزهور أم أن الزهور هي التي بأعمارهم وتغار من يناعتهم
أطفال لم يستطع المرض تغييب براءة محياهم وتغييب تحدى ابتسامتهم التي بدت قاهرة لذاك المرض
يحتضنون عرائسهم وألعابهم بحنان وكامل الاحتواء وكأنهم يقولون نريد احتواءاً مثل هذا لنا في مدينتنا ونريد عناية فائقة تتلاءم وقسوة أمراضنا
السرطان..الفشل الكلوي..الوباء الكبدي وغيرها من الأمراض الفتاكة والتي تفتقر مدينتنا الفاضلة غزة من مكان يلاءم من ابتلوا بها
إسرائيل..مصر..الأردن وغيرها من الدول تستضيف مرضانا لكن هل غزة تخلوا من الآدميين الذين يستحقون عناية تتواءم مع تلك التي يتلقاها بقية شعوب العالم.؟؟؟
قد لا يكون جديدا فقر مدينتنا لتلك الرفاهيات حيث أصبحت كل متطلباتنا رفاهيات ولكنني حينما رأيت إحدى الأطفال المصابات بمرض السرطان و لم تتعد بعد العام من عمرها وهى الطفلة لين حسن من غزة والتي تم تحويلها لتل أبيب للعلاج من مرض السرطان حيث كانت تتشبث بدميتها وكأنها تقول لولاة أمرنا تشبثوا بحياتنا ووفروا لنا ما نحتاجه فالمرض مرضين ونحن نتجرع جرعات الكيماوي وجرعات فراق عائلاتنا وأي عذاب حينما يكون ممتزجاً بفراق صدر الحنان؟؟
ماذا يشغلكم يا ولاة أمورنا في غزة عن نظرات لين وغيرها من الأطفال الذين يفتقرون لإحتواء مدينتهم لأمراضهم؟؟
لإحتواء نظراتهم التي كلما نظروا حولهم وجدوا الطبيب رحيماً لكنه غريبا وعدواًُ؟؟
لماذا يكتب على لين وغيرها من الأطفال أن لا يأبهوا بتنوع ألوان دمياتهم لأنهم أصبحوا دميات في سبل الغربة وحرموا من يد أمهاتهم وهى تمسح رؤوسهم إثر قسوة نوبات افتراس المرض؟؟
هل غزة فقيرة حقاً؟؟
هل غزة محاصرة حقاً؟؟
هل غزة تحتاج لمن يؤويها؟؟
إذا كانت غزة هكذا فلماذا تصرون يا من تحكمون غزة على إغراقها ببحر اللاشيء وتصرون على محاكمة أهلها ومرضاها حكما مع سبق الإصرار والترصد بالإعدام؟؟
لين وغيرها من الأسماء يتجرعون المرض والألم في مستشفيات بعيدة عن مدينتهم وبعيدة عن صدور أمهاتهم بفعل فاعل
ليقهر أطفالنا مرضهم وينتصرون عليه وفروا لهم المأوى الذي يتناسب ومرضهم وان عجزتم اتركوا المجال لغيركم فلا تحاصروا غزة وتشكوا من حصارها!!
وبالختام انوه لكم يا ولاة أمري في غزة لا تلقوا اللوم على ذاتي لأنني خصصت غزة بحديثي حيث يسقط كل اللوم عنى لأن فلسطين قد تم تقسيمها لدولتين وأنا من دولة غزة وشانها وشان قاطنيها فقط من يعنيني!!