الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي    آلاف النازحين يبدأون بالعودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال قرب حاجز قلنديا    مصر تؤكد رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير    "مركزية فتح" تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تهجير أبناء شعبنا من أرضهم    الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال  

هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال

الآن

"وفا 1972- 2008" في كتاب لمحمد سليمان

زلفى شحرور
سجل  الكاتب محمد سليمان تجربة وكالة الأبناء والمعلومات الفلسطينية "وفا" منذ تأسيسها عام 1972 حتى اندماجها مع الهيئة العامة للاستعلامات في العام 2008 في كتاب أصدرته "وفا" في الذكرى الأربعين لتأسيسها تحت عنوان (وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" 1972-2008).
كان لسليمان شرف السبق في تجميع مادة هذا الكتاب في ظل عدم توفر مادة أرشيفية معتمدا في ذلك على ما جادت به ذاكرة من عايشوا التجربة، وعلى خبرته في الإعلام الموحد، حيث شغل منصب مدير تحرير مجلة "فلسطين الثورة".
وحملت مادة الكتاب الذي تناغم إصداره مع شعار احتفالية "وفا- سنديانة الإعلام الفلسطيني" في طياتها الكثير من روح ومشاعر وخبرات من عايشوا هذه التجربة وشكلت مساهماتهم حجر الأساس في بناء "وفا".
وتوزعت مادة الكتاب المؤلف من 308 صفحات على سبعة فصول، تناول الفصل الأول الخبر بعناوين البدايات، وكالة الأنباء الأولى، خبر النضال بهدف التركيز على استناد "وفا" وكل الإعلام الفلسطيني على تاريخ حقيقي منطلقا من انخراط فلسطين في صياغة المعارف الجديدة في الشرق العربي والمتمثل بصدور صحيفة "القدس الشريف" في العام 1876، وتلاها صدور مجلة "باكورة جبل صهيون" في العام 1905.
وأشار الكاتب إلى صدور الصحف العربية خلال النصف الثاني من سنة 1919 في كل من القدس ويافا وحيفا، وكان هذا الصدور معاودة لبعض الصحف التي كانت قائمة في حقبة ما قبل الحرب العالمية الأولى،  ووصل عدد الصحف الصادرة في فلسطين خلال الانتداب البريطاني لفلسطين لحوالي 195 صحيفة منها أكثر من مئة صحيفة عربية سياسية.
وذكر الكاتب "على الرغم من فشل شركة المطبوعات الفلسطينية" في النهوض بوظيفتها كوكالة أنباء إلا أنها وحسب المراجع التاريخية قد أسست للنجاح في إنشاء "وكالة الأنباء العربية" في القدس بتاريخ 13 أيار/مايو عام 1941 كأول وكالة فلسطينية للأنباء، وصدر العدد الأول من نشرتها في 23-5-1941، واستمرت في عملها حتى يوم 14-5-1948، وصدر عنها صحيفة يومية إخبارية دامت لمدة سنة".
وتناول الفصل الثاني من الكتاب سيرة "وفا" ولكن على لسان أبنائها ومن وحي تجربتهم وذاكرتهم، متناولا فيه الميلاد والتأسيس ومرحلة بيروت والمرحلة التونسية ومن ثم مرحلة الوطن، معتمدا في هذا الجزء بصورة رئيسية على شهادات وذاكرة كادر "وفا" الذي عايش كل هذه المراحل من حياة "وفا" وعكس هذا الفصل روح ومشاعر وذكريات من عايشوها، وجاء على ذكرهم بالأسماء من خلال شهادات شخصية لتجاربهم في "الوكالة" في مراحلها المختلفة.
وعالج الكاتب في الفصل الثالث عملية التطور والبناء ومأسسة العمل في الوكالة من البدايات حتى العام 2008، من خلال تناوله للهيكلية والموارد البشرية والمراسلون، مكاتب المحافظات في الوطن، تطور التوظيف، المرأة في وفا، خبرات ومؤهلات.
وعن هذا البناء  قال الكاتب: "بدأت وكالة "وفا" يوم 3/7/1994 العمل في فلسطين من مدينة غزة كمقر رئيس أول للوكالة في ظروف صعبة، وبإمكانيات شحيحة على مستوى الكادر الذي لم يتجاوز الثلاثة في حينها، وكذلك على المستويين المالي والتقني. وكانت عوامل الانطلاق تقتصر على توفر التغطية الإدارية استنادا إلى قرار الرئيس أبو عمار في استئناف عمل "وفا" ، ويمكن القول أن البداية بمثل هذه السرعة وبدون أي ترتيبات مسبقة ما كان لها أن تتحقق لو لم يعتمد أسلوب "الثورة والعمل بطريقة نوعية دؤوبة تحقق الانطلاقة الجديدة".
ومما ذكره الكاتب أيضا وبنفس السياق "تدل هذه القراءة على أن فكرة تأسيس مركز رئيس آخر للوكالة في رام الله، إضافة إلى إنشاء مكاتب فرعية للوكالة في محافظات قطاع غزة والضفة الغربية كانت هاجساً دائماً لدى المستوى القيادي في الوكالة.
 ووفق الإحصائيات التي توفرها سجلات وكالة "وفا"، فإن عدد الموظفين الذين ظلًوا على رأس عملهم من تاريخ تعيينهم وحتى 1/1/2008 بلغ (140) موظفاً من مختلف الفئات العمرية. ويستدل من هذه الإحصائيات على أن أعمار أغلبية موظفي الوكالة تقع بين 26-56 سنة، حيث تبلغ نسبة هؤلاء من مجمل عدد الموظفين حوالي 88%".
وعن أدوات العمل والتقنيات التي استخدمتها الوكالة، وكانت سباقة في استخدام بعض أدواتها في البدايات ،وجاء على ذكرها في الفصل الرابع من كتابه، وتناولها بأربع محاور، تقنيات" وفا" ، أدوات بدائية، تطور محدود، تقنيات الإرسال.
وعن الأدوات البدائية قال الكاتب"بدأت "وكالة الأنباء الفلسطينية-وفا" العمل رسمياً بتاريخ 5/6/1972 بأدوات عمل محدودة يمكن اختصارها في التشكيلة البسيطة المكونة من قرار الثورة، وإرادة الثوار، وأقلام حبر (بك) جاف وخمسة مواعين ورق، وآلة كاتبة "أوليفيتي"، وماكينة سحب "ستنسل" صغيرة، وجهاز راديو ترانزستور صغير وجهاز راديو مع مسجل للاستماع، وخط هاتف آلي محلي (لا يتصل بالخط الدولي) مسجّل كاشتراك عادي في السنترال اللبناني باسم أحد الزملاء".
وخصص الكاتب الفصل الخامس للجوانب المهنية في عمل وكالات الأنباء من خلال تناوله لـ "مصادر"وفا" وقسمها على مصادر الأخبار، المخبرون، المراسلون، المصدر الرسمي،الرصد الإذاعي،مصادر أخرى.
وعن المصدر الصحافي الذي جعلت له وكالة "وفا"، انطلاقاً من معطيات الواقع الفلسطيني، مفهوماً جديداً يتجاوز التعريف النظري التقليدي، وليس في طريقته الأدائية المهنية فحسب، وإنما في وظيفته كمنتج لجهة تطوير "الإخبارية" إلى التثقيفية والتعبوية في بلدان الشتات، خصوصاً في بلدان أوروبا الشرقية، حيث كانت إيفادات م.ت.ف إلى تلك البلدان واسعة في كل المجالات.
وفيما يخص المصدر الرسمي الذي طبع" وفا " بطابعه قال سليمان في كتابه" كانت المستويات القيادية الفلسطينية تزود وكالة "وفا" بالأخبار الرسمية المتصلة بأنشطتها المختلفة ويصبح الخبر، بمجرد نشره في "وفا" خبراً رسمياً معتمداً، وتصبح أي معلومات أو بيانات أخرى تتعارض مع ما هو منشور في "وفا" غير ذي مصداقية، ولا يُعتد بها مرجعياً مهما كانت صفة ودرجة رسمية راوي الخبر أو الحدث، وحتى عندما تنشر بعض وسائل الإعلام خبراً فلسطينياً منقولاً عن جهة حكومية ما، يظل خبراً فلسطينياً وصحيحاً ربما، ولكنه غير رسمي ما لم تنشره وكالة "وفا".
 وعرض الفصل السادس لخدمات "وفا" الوظائف المهنية،خدمة الأخبار، النشرات الإخبارية، خدمات أخرى.
 وجاء في الكتاب" كان لنشرة "وفا" باللغة الإنجليزية طاقم تحرير صحافي مهني يقوم على رأسه منذ تأسيسه الدكتور رشيد الخالدي، أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية ببيروت، ويضم في عضويته كلاً من منى تادرس، وجميلة معروف سعد، وهدى حوّا، وفايز يونس، ورجا حوا، ولينا شبلاق، وإيدي زنانيري، وغيرهم. وكانت الطاقة الإنتاجية لهذه الهيئة تتعزز بشكل مضطرد بمساهمات المتطوعين من طلاب وخريجي الجامعات اللبنانية الذين يجيدون الإنجليزية، وكذلك بالمساعدة في مجال التحرير وإعداد التقارير والريبورتاجات الميدانية التي كان يقدمها "الإعلام الخارجي" في "الإعلام الموحد". وقد لعب وجود د. رشيد الخالدي على رأس هذه الهيئة دوراً مركزياً في استقطاب المتطوعين والمساعدات للوكالة، نظراً لما يتمتع به من مكانة أكاديمية ومهنية ونضالية. وكانت نشرة "وفا" باللغة الإنجليزية تُطبع وتُوزع بنفس الكيفية التي كانت تُطبع وتُوزع بها نشرة "وفا" باللغة العربية، مع مراعاة اختلاف طبيعة واهتمامات المستفيدين منها عن المستفيدين من النشرة باللغة العربية"
وتناول الفصل السابع تاريخ قسم التصوير، والذي بدأ العمل به كواحد من مكونات مؤسسة السينما والتصوير، حتى صدر قرار بفصله وإنشاء جهاز خاص له سمى بالتصوير له مهام خاصة به، حتى تاريخ الحاقة بـ"وفا" بعد العودة إلى الوطن.
وقال الكاتب عن التصوير "كانت مزاولة التصوير الفوتوغرافي الحدثي في كل المراحل، محفوفة بالمخاطر، وذلك بسبب الطبيعة الميدانية لهذه المهنة، وسخونة وتوتر الميادين التي كان المصور مضطرا للعمل فيها. وهذا يعني أن كثيراً من الصور الفلسطينية كانت مرسومة بالحبر والدم معاً.
وتزود قسم التصوير منذ أواسط السبعينيات بتقنيات معملية حديثة، وبأنواع جيدة ومتطورة من الكاميرات وتجهيزاتها ساعدت على الوفرة في الصور وفي جودتها ودقّتها أيضاً. وأسهمت في مواصلة رفد أرشيف الصور الفوتوغرافية بصور الأحداث الفلسطينية المختلفة. وغالباً ما كان يتعاون قسم التصوير مع وكالات الأنباء وبعض المصورين الفوتوغرافيين الخصوصيين على تغطية بعض الأحداث التي لا يمكن لمصوري القسم وصولها لأسباب أمنية ولوجستية أحياناً.
وعالج الكاتب في الفصل الثامن والتاسع طريقة تعاطي" وفا" مع الأحداث السياسية والمفصلية التي مرت في حياة الثورة وتناول الفصل الثامن الأحداث المفصلية وفصلها بالأحداث العاصفة وعمليات ميونيخ وحرب العام 1973 ، مؤتمر جنيف للسلام، "البرنامج المرحلي، جبهة الرفض، يوم الأرض الحرب الأهلية في لبنان حرب 1982 معارك القرار الوطني المستقل، انقسام المنظمة، انتصار الوحدة، انتفاضة 1987، بشارة الاستقلال، عملية السلام".
ويرى الكاتب أن دور المحرر السياسي كان مهما في توضيح الرؤية الفلسطينية وشرحها وتقريبها وقال في كتابه: "اعتنى "المحرر السياسي لوكالة وفا" و"المصدر الإعلامي المسؤول" بتوضيح المواقف الرسمية لمنظمة التحرير كما اعتنت "وفا" بنشر افتتاحيات "فلسطين الثورة" والتعليق السياسي اليومي لإذاعة "صوت الثورة الفلسطينية" التي كانت تبث من القاهرة".
وعن طريقة تعاطي "وفا" مع عملية بناء السلطة ومؤسساتها والتعامل مع والأخبار السياسية وأخبار المفاوضات والانتخابات يرى الكاتب أن "وفا" تابعت التطور التدريجي لبنى هيكلية السلطة، فغطت أخبار تقدمها، سواء على صعيد استكمال مقومات بنائها الداخلي، أو على صعيد وظيفتها ودورها التنموي وتكاملية عمل المؤسسات من أجل تجديد اتساق الحكم والإدارة الحكومية، وتوفير الخدمات الأتقن والأسرع والأسهل للمواطن، واتسعت مساحة اهتمامات التغطية الإخبارية لوكالة "وفا" في المرحلة الجديدة من حياتها، وتحولت تدريجياً إلى التزامات مهنية ومسؤوليات مؤسساتية، لم بعهدها كادر الوكالة الصحافي من قبل، خصوصاً عندما تتفرع هذه المهام لتطال تغطيات إخبارية وتقريرية في قضايا: العمل والعمال، والزراعة ومواسم القطاف والحصاد، وكذلك في مجالات الرياضة والشباب وأنشطة المجتمع المدني، ومجالات التنمية والإعمار والأسابيع الثقافية والفنية، والمهرجانات...الخ.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025