كيف الصحة يا وزارة الصحة ..!!- ساهر الأقرع
يحكى يا قوم أن "الوليد بن عبد الملك" هو أول من بني مستشفى في الإسلام وجعل فيها الأطباء وأجرى لهم الأرزاق، وأمر ببناء مستشفى لمعالجة المجذومين وحبسهم حتى لا يمدوا أيديهم بالسؤال، وخصص لكل ضرير دليلاً ولكل مقعد خادماً!! ويقال أن صلاح الدين الأيوبي كان يدخل إلى المستشفى ويقف على مريض ويسأله عن مبيته وكيفية حاله وما يشتهيه، وانه حول أحد قصوره إلى مستشفى كبير عرف بالناصري.
ويحكى يا سادة أنه بلغ عدد المستشفيات في قطاع غزة حوالي ثمانية مستشفيات كبيرة ثابتة غير المستشفيات المتنقلة في القرى والمخيمات تناوب على إنشائها والصرف عليها من أصحاب الخير.
كذلك يحكى يا كرام أن عدد سكان قطاع غزة قد يتجاوز 6 ملايين نسمة هذا العام حسب الإحصائية والغريب هنا أن عدد المستشفيات في هذه المدينة الغالية علينا ما يزال لم يتجاوز أصابع اليدين!!
هذا غير أن هذا مخصص للعسكر والآخر لحماس والخ والمشكلة باتت بأن المستشفيات الحكومية لم يعد بها دواء والمستشفيات الخاصة المحسوبة علي تيار سياسي مليئة بالدوية .
إن من أهم الضروريات التي يطالب بها أي إنسان هي الصحة والاعتناء بها، لذلك نلاحظ أن أول ما يتفوه به المرء حينما يلاقي صديقه هو سؤاله عن الصحة.. كيف الصحة!! وليس السؤال هنا بكل تأكيد المقصود به وزارة الصحة!! ما الذي عملته وما الجديد الذي وفرته بل السؤال هنا عن العافية !!.
إن من المخجل و المبكي حقيقة أن ترى وتسمع أن صحة الإنسان أصبحت سلعة يتلاعب بها من هم محسوبون على الإنسانية!! فمرة تسمع أن في بطن ابنة فلان قلم رصاص نسي أيام عمليتها الدودية وفي بطن فلان نسي طبيب مقصه أثناء عملية جراحية سريعة وفلان توفي علشان مفيش علاج !! وهلم ما وجع !!
إن من المخجل حقا ان ترى مرض الواسطة قد تغلل حتى إلى الصحة !! فلا يسمح لفلان أن تجرى له عملية ضرورية إلا بتدخل من علان ، فتجد فلاناً يتوسل عند علان حتى لا تستمر عملية انتظاره بضعة شهور أو سنين ربما يروح ضحية هذه العملية الانتظارية المقيتة وبهذا الوقت بالذات !!
إن من المحزن حقا أن ترى الجهة المخولة بالحديث بلسان الشعب تتغافل عن الأمور الملحة والضرورية كالصحة، لينشغل بأمور ثانوية كقيادة المرأة للسيارة مثلا والتنعم والتلذذ بالقتل ولا تهمهم الصحة !!
نعم هي قضية ثانوية عندما تقارن بطفلة صغيرة لا تحسن الكلام وقد اعترى جسمها شيء غريب لا يستطيعون أهلها استئصاله وقتله إلا بعملية فوق طاقتهم حيث لا أسرة تحملها ولا أموال تعالجها !! ، إنه أمر تافه عند أبوين لطالما انتظرا وصول مولودهما البكر بفارغ الصبر وحينما قارب الضيف على الوصول، لم يتمكن الوالد من وضعه بمستشفى عام بسبب عدم توفر الأسرة!! ولحرص والديه على حسن ضيافته أستأجر له غرفة فاخرة بأحد المستشفيات الخاصة ليتفاجأ الضيف بيد عوجاء تعيق وصوله للحياة !!
وليخرج بعدها لهذه الحياة معاقا ويفقد كل براءته وطفولته وليعيش مع والديه بعد ذلك معاقا ، لا يتمتع بأي متعة كأي طفل في هذا العالم !!.
نحن لا نطالب هنا الوزارة بما لا طاقة لها به ، فقط نريد العناية والمتابعة المستمرة لهذه المستشفيات لأنها مسئولة عن أرواح بشر!! ونريد المزيد من المستشفيات والكفاءات الطبية والحرص على التثقيف الصحي في المدن والقري والمخيمات .
نحن لا نطالب الوزارة وحدها هنا بإنشاء المستشفيات وتوفير الدواء التي سرقه تيار سياسي لمصالحة الشخصية ، بل على أصحاب الأموال والشرفاء أن يساهموا في ذلك .
نحن هنا لا نطالب أصحاب المستشفيات الخاصة أن يفتحوا دورهم بالمجان بل نريد تعقلاً في الأسعار حتى يتسنى لكل مواطن عادي ان يستفيد من خدماتها.
نحن هنا نطالب المجلس التشريعي المغيب أن يهتم بالقضايا الملحة والضرورية التي تعني المواطن.
وفي الختام لا أرى أجمل ما أختم به غير هذه الرسالة التي تتعلق بالصحة!! وهي رسالة مهمة تثبت مدى التطور والعناية التي كانت عليها حضارتنا الإسلامية ولتكن شهادة من ضمن شهادات كثيرة تنعم بها حضارتنا العريقة والتي تدل على عراقة هذه الحضارة وإنسانيتها.
وبعد كل هذا لعلنا نتساءل.. يا وزارة الصحة كيف الصحة؟!
saher_1977@windowslive.com