الهيئة القيادية الجديدة .. بين نار الأقاليم ورصاص المتنفذين - ساهر الأقرع
هذا زمنٌ عجيبٌ ومُدهش, بات فيه الجميع يُطارد "المناصب"علّه ينال منصب أمانه سر او عضو في قيادة الإقليم قبل أن تتوقف عملية التغيير في قطاع غزة ويغدو مُمحلاً!. وها هي الأيام تسوقُ لنا مشهد المُطاردة الأخيرة التي حدَثَت أسفل قبّة "هيئة القيادات "ولا أقول"القيادة".
وأنا أتصفح بعض المواقع الالكترونية قرأت مجموعة من الأكاذيب منها (الحويحي يسمح لحماس بإقامة مهرجان بجامعة الأزهر) ومنها أيضا ( الحويحي وهيئته القيادية لا يملكون حتى ماء وجوههم) والكثير من هذه المهاترات والحرب الإعلامية المجنونة والعشواء، ولم يعلم هؤلاء الظلاميين ان الهيئة القيادية الجديدة بكافة أعضاءها عقدت ولا تزال تعقد عشرات الاجتماعات ليل نهار بهدف إعادة ترميم الحركة وإعادة هيكلتها لإحياء شرايينها من جديد بعدما تأكلت، كان يتوجب علي تلك الزمرة المجنونة والفاسدة، أعطاء الهيئة القيادية فرصتها حيث لم يمضي علي تكليفها سوي شهرين وكسور، المشهد كان مُحزناً حد الدمع, "بالمتناحرين" المُتهالكين الباحثين عن المناصب من جَور الحَلب لم يتمكنوا من التأثير بالواسطة لحصولهم علي تلك المناصب, فاستسلمت للأفواه المُتعطشة لما تبقى من حليب, غير آبهين بمقدرته على إرضاع كل هذا الكَم من مصاصي دم الحركة, المُتحفزين للنيل منه, وليس للذود عنه!. الله أكبر!.
ماذا حدث:
معظم أمناء و أعضاء الأقاليم لحركة فتح هرعوا عن بكرة أبيهم ومعهم بعض المتهالكين والمتنفذين والمتآمرين لمص الحليب اللذيذ من الهيئة القيادية واللجنة المركزية باستثناء واحد فقط؟!, وأحجم عن ذكر اسمه خشية أن أتهَم بأني أقود له حملة انتخابية مُبكرة!.
إن ما يحدث من نشر تصريحات صحفية تتصدر بعض المواقع الالكترونية فحواها كما أسلفت تشويه صورة الهيئة القيادية المكلفة حديثاً, وان حركة فتح في قطاع غزة علي حفه الهاوية وستشهد انقسامات وحملة استقالات غير مسبوقة، وكأن حركة فتح سوف تنتهي عن بكره أبيها، فبدأ كلا منهم بالغليان وبنشر التصريحات الصحفية التي يهددون ويتوعدون بها، ولكن يبدوا أنهم تناسوا ان حركة فتح تعطي أبنائها مما تمتلك بل وأكثر من هذا بكثير؟؟ اما بخصوص بعض السادة أمناء السر و أعضاء الأقاليم اللذين لا ولم ولن يشملهم هذا التغيير، هل بمقدورهم أن يزودونا بأعداد أبناء و عناصر وكوادر حركة فتح الذين يعيشون في ظُلم العَوَز, ولا يملكون ثمن حبّة من حبوب خافضات الحرارة!!
هل يمكنهم ان يزودنا بعدد الزيارات الميدانية للإخوة المناضلين الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب!!
هل يمكنهم ان يزودونا بعدد الزيارات الاجتماعية ومشاركة العائلات الفتحاوية في أفراحها وأحزانها ؟!.
هل يُمكنهم أن يزودونا بأعداد الناس الذين ومنذ صلاة الفجر يخرجون بحثاً عن قوت يومهم داخل حاويات القمامة؟!، شُرفاء يستحون, فلا يخرجون إلا في جُنح الليل كي لا يراهم أحد وهُم يُخرجون من بطون الحاويات مُخلفات موائدهم ؟!.
وهل يُمكنهم أن يزودونا بأعداد الذين تخرجوا فحملوا شهادات عُليا ولم يتم متابعتهم حيث لا يزالون بلا عمل ينتظرون من يتصدق عليهم بلفافة تبغ, أو أجرة مواصلات البحث عن عمل؟!.
غضبٌ فتحاوي عارم, وحّد قلوب الفتحاويين, وبات يدعوهم للإلتجاء بعد الله عز وجل للرئيس "ابو مازن" واللجنة المركزية، كي يمنح توقيعاتهم بالمصادقة على من يستحق ان يكون في موقعة ومكانته، ويكون انتماءه للحركة ولخدمتها بكافة طاقاته دون ملل من غير أولئك الذين ستنزف أيديهم جراح الوطن والشعب, وها هو الغضب يُشير لأعداد الذين سيرفعون عرائضهم مُطالبين بوقف النزيف، والتجديد وإعطاء الحق لذلك الشاب الفتحاوي الذي يحمل روحة علي كتفة ويحمل الحركة علي كتفة الآخر!.
وبعد,,,
فإني سأورد هذه الحكاية، في الحكاية عبرة لمن سوّلت لهم أنفسهم تمييز ذروتهم دون الغير, واستدعت ذاكرتي الانتخابات التي نجحت بها "حركة حماس" وتدميرها للحياة الإنسانية .. وعلى هذا المستوى يصبح البحث والتحليل ضرورة موضوعية للخروج من فوضى المشاعر وارتجالية المواقف .. علينا القيام بإثارة أسئلة في العمق ومحاولة الإجابة عليها، علنا نهتدي لموقف محدد المعالم لا يحسب بأي شكل من الأشكال لصالح الأعادي ومشاريعهم التدميرية.
هذا أول صرح يسقط أمام التحليل العلمي والمنهجي .. فحركة فتح منذ ولادتها حاربت ولا تزال تحارب في الخطوط الأولي لمواجهة إسرائيل، ولولا إبطال "فتح"، وتبنى أسر الشهداء و الخدمات التي يقدمها الأخ المناضل "ابو جودة النحال"، في مقر رعاية اسر الشهداء والجرحى، وقامت الحركة بتطوير الأراضي الفلسطينية حتى أصبحت أجمل، وطورت قطاع الصحة، وأنشأت جامعات متطورة للتكنولوجيا، لقد فعل الأخ "ابو مازن" و القيادة الفلسطينية على تجميع عناصر القوة المادية مجهزا جيشا ليس من حركة فتح بل من كافة أطياف اللون الفلسطيني، من هنا جاءت عداوة الآخرين والمتنفذين للحركة وهيئتها القيادية ولجنتها المركزية وللأخ "ابو مازن" وإصرارهم على تدميرهما .
ولم يترك الرئيس "ابو مازن" طريقا الا وسلكها لحرية التعبير عن الرأي وحريات الصحافة، إلا انه كان بلا شك رجل قوي وصلب، وواجه أبطال الحركة الشجعان الموت الزؤام، ولم يتردد احد منهم، لقد كانوا رجال عقيدة ومبدأ ولم يقم احد بالتخلي عن مسئولياته في أصعب الظروف وبل ودفعوا ثمن باهظ في سيبل الحركة العملاقة لتبقي موجودة في غزة رغم انف من لا يرغب بذلك خلال سنوات الانقلاب لذا لا ولم ولن يتم تهميشهم الآن وكلنا أمل في الاخ العزيز "يزيد الحويحي" بصفته "آمين سر الهيئة القيادية ان يوضع الرجل المناسب في مكانته التي يستحقها.
إننا نقول بوضوح، إن بعض الشخصيات المهترئة والمتهالكة التي كانت السبب الأول في تدمير حركة فتح طاغوت!! ، وقد ارتكبوا من الأفعال ما يوجب متابعتهم وطردهم .. ولكننا أيضا نقول بوضوح شديد كفى، والهيئة القيادية الجديدة في قطاع غزة متمثلة في رئيسها الأخ العزيز "يزيد الحويحي" مطالبة اليوم بان تضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الواسطة ... !! حتى تستعيد الحركة العملاقة صانعة الهوية الفلسطينية كيانتها وعافيتها وقوتها لتنهض من جديد علي ارض الوطن كما كان ميلادها خارج الوطن.
saher_1977@windowslive.com